«باص الحلبي»: 32 حجة على مدار 40 عاما من الخدمة

قطع غياره لم تعد موجودة ومنظمو معارض يطلبون شراءه

الباص الحلبي في المشاعر المقدسة (تصوير خضر الزهراني)
TT

في الوقت الذي تتنافس فيه شركات النقل في تقديم أفضل الخدمات وتتسابق في اعطاء اشكالها الخارجية الوانا مختلفة، تحمل شعارات دعائية لتلك الشركات لافتة للانتباه، استطاع باص أثري قديم ان يحصد نصيب الأسد من نظرات وملاحقات حجاج بيت الله في المشاعر المقدسة.

وقد استطاع هذا الباص التاريخي، الذي يعود موديله الى عام 1966 ميلادية، ان ينقل الحجاج من سورية 32 مرة، منها 22 حجة متتالية، على مدار 40 عاما، هي العمر الزمني الذي دخل فيها ملكية مالكه الحالي محمد احمد الحلبي.

قصة باص الحلبي قصة ذات فصول كثيرة، بدأت باول حجة قبل اكثر من 40 عاما، ولم تنته، بل لا يود مالكه انهاءها، مؤكدا «اشتريت هذا الباص منذ نحو أربعين عاما، وحضرت به للحج أكثر من 32 مرة، منها 22 مرة متتالية، لم يتعب فيها ولم يشك، سوى من بعض إعمال الصيانة».

ويفاخر الحلبي بحافلته العتيقة، التي قارعت اضخم واكبر الحافلات السريعة، ويقول «بالنسبة لي هذا الباص لا يقدر بثمن، وقد تلقيت عروضا كبيرة لشرائه ولكنني اعتذرت عن بيعه». ويستطرد «كثير من الناس الذين التقيت بهم في طريقي، وكذلك في المشاعر، حرصوا على اخذ صور مع هذه الحافلة».

ويتابع «أنا وهذا الباص بينناعلاقة قديمة جدا، وقد أوقفني في جدة احد المنظمين للمعارض والمهتمين بالأشياء القديمة، وعرض علي مبلغ 70 ألف ريال مقابل شرائه، ولكني رفضت ذلك العرض». مشيرا الى ان الباص العتيق مؤمن عليه في سورية.

ويواجه الحلبي ازمة بسبب قطع الغيار التي لم تعد موجودة لهذا النوع من الحافلات، لكنه عثر على حل فردي «قطع غياره لم تعد موجودة، ولكني أقوم بتوليفها بيدي في أحيانا كثيرة». ويرى الحلبي ان هذا الباص منزله وخيمته في كل مكان، ويقول «هذا الباص ليس باصا فقط ولكنه مخيم ايضا أبيت فيه واقضي أجمل أوقاتي واتنقل به بين المشاعر واقوم بزيارات للمدينة المنورة».

ويتميز «باص الحلبي» بحجمه الصغير والوانه الباهتة، التي تلفت الانظار اليه، خاصة عند مروره وسط جبال الحافلات الحديثة والضخمة التي تشق طرقات مكة المكرمة والطرق السريعة المؤدية الى مكة المكرمة.