معرض معلق يحكي «قصة جدة» خلال قرن كامل

يضم 30 صورة تجبرك على العودة إلى الوراء

استغل صاحب المتجر الواجهة لعرض صور قديمة لمدينة جدة (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

عندما يقدر لك ان تزور منطقة البلد التاريخية في جدة، فستفاجأ وأنت تمشي بين اسواقها المتلاصقة بمعرض مصور معلق بشكل دائري يضم تاريخ مدينة جدة من خلال 30 صورة بعضها يعود لأكثر من قرن كامل.

ويعد المعرض المعلق الذي انشأه مالك أحد المشاريع التي لم يقدر لها الانطلاق الى الآن على اثر خلاف مع بلدية جدة، تحفة معروضة وسط جدة نقلت من اصل كتاب يضم نحو 650 صورة اخرى واختيرت هذه الصور من بينها.

وتنوعت الصور التي وزعت على انحاء المبنى بشكل دائري، لكنها حملت مختلف مناشط حياة اهل جدة، بدءا بمرسى جدة القديم ومرورا بالقوافل وحتى باب مكة القديم.

ويعيدك المعرض الى اكثر من قرن كامل نظرا لتاريخ الصور القديمة ودقتها خاصة وقد كتبت على كل منها تفاصيل وتواريخ التقاط هذه الصور، الى جانب وجود بعض التفاصيل عن المعرض في بداية الشريط المصور. تاريخ قرن كامل حاول حامد الخطيب مالك المشروع وصاحب الفكرة اختزاله من خلال 30 صورة منوعة نقلها من كتابه «الوطن في عيون الماضي».وقال لـ«الشرق الاوسط» «إن فكرة إقامه المعرض جاءت عفويه من خلال فكرة طرحها على شقيقي باستغلال المساحات الفارغة في ديكور السوق الخارجي وفتحات مخارج الهواء وأجهزة التكييف من خلال منظر جمالي خصوصا مع ارتباطها بالمكان الذي يعتبر قلب جدة القديمة الحقيقية».

وأضاف الخطيب «أن جميع الصور اضافه إلى التعليقات تم انتقاؤها من كتاب الوطن في عيون الماضي الذي قمت بنشره، والذي يحتوي على أكثر من 650 صورة، وتم تقسيمه إلي جزءين حوى الأول منه تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية منذ فترات ما قبل التأسيس، والثاني تواريخ وصور مناطق المملكة المختلفة». مشيرا إلى أن جميع الصور تم جمعها من مصادر داخل السعودية وخارجها خصوصا من دول أميركا وفرنسا وبريطانيا اضافه إلى بعض الدول العربية من خلا الصحف والكتب القديمة التي تباع في دور النشر هناك.

وأوضح الخطيب أنه بدأ جمع هذه الصور منذ أكثر من 25 عاما من عدة مصادر وعدة دول أوروبية وعربية، اضافه إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وأبدى الخطيب أسفه الشديد على وجود مثل هذه الصور والكنوز خارج السعودية واهتمام البعض بجمعها خارج المملكة، مشيرا إلى صعوبة الحصول على بعض الصور في بعض الدول لما تمثله من ثروة لدى مقتنيها، كما حصل معه خلال شرائه أحد الكتب بمبلغ 650 جنيها إسترلينيا بعد رحلة بحث شملت 3 دول هي أميركا وفرنسا وصولا الى المملكة المتحدة، حيث حصل على الكتاب. وشكا الخطيب من التجاهل الكبير الذي تلقاه مثل هذه المعارض في السعودية رغم ما لها من الأثر الكبير، مضيفا الى ذلك عدم الاهتمام بالمناطق السياحية والقصور الرهيب في الرحلات السياحية للمناطق السياحية في المملكة مثل مدائن صالح وغيرها من المناطق التي تمتاز بعراقتها تاريخيا. وكشف الخطيب عن مشروع يسعى لإقامته الآن ويهدف من خلاله لدخول موسوعة جينس للأرقام القياسية من خلال وضع أطول معرض مصور معلق على شكل شريط يمتد على الكورنيش في حالة موافقة الجهات الرسمية كهدية منه لوطنه.

وتعد جدة القديمة التي تحتضن المعرض نفسها معلما حضاريا وسياحيا بما تحويه من تراث ثقافي ومعماري مميز يعكس جانبا من الهوية الأصيلة للمملكة.

ونمت جدة القديمة، التي تحيطها الأسوار، نموا رأسيا عبر العصور وتشكلت من تكتلات كثيفة من المنازل وقصور التجار والمساجد والمنارات تخللتها بعض الساحات الصغيرة والأزقة المتعرجة.

تتكون المدينة القديمة من ثلاث مناطق داخل الأسوار التي كانت تحميها من ناحية اليابسة، وهي محلة الشام، محلة المظلوم وتعتبر أقدم محلة تأسست في جدة، ومحلة البحر وتعتبر المنطقة سكنا للصيادين والبحارة وأصحاب الحرف الصغيرة لذا تميزت بيوتها بالبساطة.