دمشق القديمة عبر فن الحفر على الخشب

الفنان السوري محمود جلال العشا يقدم أعمالا عفوية

من معرض الفنان السوري محمود جلال
TT

احتضن أخيراً المركز الثقافي الروسي في العاصمة السورية دمشق معرض الفنان التشكيلي السوري (محمود جلال العشا) المتخصص بفن (التخريق والحفر على الخشب). وتميز ابداع الفنان بأسلوبه الذي ينتمي الى الاسلوب العفوي الذي يطلق عليه (فن الناييف). وتخصص العشا بتقديم دمشق القديمة بحاراتها وجوامعها وأزقتها وجاداتها وأسواقها وطقوسها الاجتماعية والاحتفالية الشعبية. وقدم الفنان في معرضه الجديد 40 عملا من الخشب النافر والتي استخدم فيها الخشب المعاكس المقصوص والملصق. وقال الناقد التشكيلي السوري الدكتور محمود شاهين، إن العشا يعتمد في تنفيذ لوحته الخشبية النافرة بمستويات مختلفة؛ الأسلوب الواقعي المبسط الذي تفرضه عليه وعورة التقنية الشائكة التي اعتمدها وخبرته الفنية التي طورها من خلال مواظبته المجتهدة والمستمرة منذ عدة عقود وحتى اليوم حيث ناهز عمره الثامنة والسبعين عاماً وهو يقدم فناً خاصاً يتماهى بين ابتكارات الفنان التشكيلي ونمطية الفنان التطبيقي أو الحرفي. وحول أعماله وتجربته الخاصة قال الفنان العشا لـ«الشرق الأوسط»: سبب اختياري لهذا الفن الصعب والذي يحتاج لصبر وأناة وبال طويل، هو حبي للنحت وخاصة في الأعمال التراثية التي تشكل مدرسة بحد ذاتها». وحول مراحل العمل يقول الفنان ان إنجاز اللوحة يتطلب نشر طبقات من الخشب وتطبيقها فوق بعضها البعض. وبشكل فني خاص ينتج تشكيلات بصرية تترجم الى حارات ومواقع وأشخاص في دمشق القديمة فيشعر المشاهد أنه أمام عمل مميز مختلف عن اللوحة الزيتية مثلا. ويتمنى الفنان أن يتعلم الشباب الفنانون هذا النوع من الفنون أي التخريق على الخشب وأن يدرس في المعاهد الفنية للمحافظة عليه كفن فطري عفوي. الباحث السوري الدكتور صلاح قباني، قال عن تجربة العشا الفنية إن أهم ما في إنتاج الفنان محمود انه قدّم تلك الصور بالخشب، وذلك كي يعكس عفوية جو الحارة الدمشقية وبساطتها عبر تعامله مع الخشب بصبر ودقة استلهمهما من الحرفيين القدامى.