نحو2000 حاج يتعرفون يوميا على مراحل عمارة الحرمين الشريفين

في معرض عمارة الحرمين الذي تحتضنه مكة المكرمة

لوحة رخامية تحمل تاريخ بناء المطاف وترجع لعهد الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور المنتصر (أ. ب. أ)
TT

في موسم الحج يقف نحو 2000 حاج يوميا على تاريخ الحرمين الشريفين مختصرين قرونا من الزمان من خلال معرض عمارة الحرمين الشريفين الذي يحتضنه حي أم الجود في مكة المكرمة.

ويبرز معرض عمارة الحرمين الشريفين الذي أقامته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في أم الجود بمكة المكرمة جانبا ثقافيا مهما للأجيال المسلمة وتعريفها بجزء من تاريخها الإسلامي لما يحتويه المعرض من مقتنيات أثرية وصور ومخطوطات ومسكوكات وعملات معدنية ترتبط بالعصور المتعاقبة والثقافات المختلفة بين شعوب وأبناء الأمة الإسلامية، كما تبين مراحل وتطور عمارة الحرمين الشريفين ومرتاديها من الحجاج والمعتمرين والزائرين على مر العصور. وشهد معرض عمارة الحرمين الشريفين خلال موسم الحج الأخير تدفق عشرات الآلاف من الحجاج لزيارته والتعرف على مقتنياته. ويفيد محسن السلمي، أمين عام المعرض، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن معرض عمارة الحرمين الشريفين والذي أنشئ في أواخر عام 1420 هجرية على مساحة 1200 متر مربع في منطقة أم الجود في مكة المكرمة وتشرف عليه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف يعد فريدا من نوعه عالميا من حيث المقتنيات الأثرية النادرة والصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة للحرمين الشريفين إضافة الى المخطوطات والمصاحف النادرة التي يحتوي عليها المعرض.

وقال إن المعرض يضم سبع قاعات صممت بحيث تكون متصلة ومترابطة بعضها ببعض لسهولة الحركة والتنقل بين القاعات وإحداث الانسجام والترابط بين معروضات كل قاعة والتي جهزت بفترينات خاصة للمقتنيات صغيرة الحجم، كما جرى وصف وشرح لجميع المعروضات باللغتين العربية والانجليزية وزود المعرض بنظام أمني متكامل عبر كمرات مراقبة داخلية وخارجية.

وأشار الى أن أهم المقتنيات والقطع الأثرية التي يضمها المعرض «ميزاب الكعبة المشرفة المصنوع من الخشب والمصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص ويعود تاريخه لعام 1273 هجرية، وعمود من خشب الساج من أعمدة الكعبة المشرفة ويعود تاريخه لعمارة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه للكعبة المشرفة في عام 65 هجرية، وصندوق من الخشب كان داخل الكعبة المشرفة ويعود تاريخه للعام 1277 هجرية، وقفل ومفتاح الكعبة المشرفة مؤرخ في عام 1309 هجرية من عهد السلطان العثماني عبد المجيد الثاني، وباب الكعبة المشرفة والذي أمر بصنعه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، يرحمه الله، في عام 1363 هجرية، وإطار الحجر الأسود من عهد السلطان مراد خان، وسلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج والمؤرخ في عام 1240 هجرية، والمقصورة التي كانت تغطي مقام إبراهيم عليه السلام قبل استبدالها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، يرحمه الله، وعدد من أهلة المنائر والتي يعود تاريخها للعام 1299 هجرية».

ويبين السلمي أن قاعة الصور الفوتوغرافية تحتوي على مجموعة من الصور النادرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يعود تاريخها لعام 1298 هجرية وقد أهداها للمعرض ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز.

ويواصل حديثه عن قاعة المخطوطات التي تضم مجموعة من المصاحف والمخطوطات المصورة والنادرة من مكتبتي الحرمين الشريفين، كما توجد نسخة من المصحف العثماني والذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، والذي لا يوجد منه الآن سوى ست نسخ فقط أحدهما في تركيا. ويستطرد أمين عام معرض عمارة الحرمين الشريفين أنه خصصت قاعة للمسجد النبوي الشريف تضم «أحد الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي يعود تاريخه للتوسعة السعودية الأولى عام 1373 هجرية وهلال المئذنة الرئيسية في المسجد النبوي يعود تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر الهجري وساعة قديمة من الساعات التي أرسلها السلطان العثماني عبد المجيد الأول يعود تاريخها للعام 1277 هجرية»، أما قاعة زمزم فتوجد بها رقبة بئر زمزم بطوقها وغطائها، وبكرة لرفع ماء زمزم يعود تاريخها لأواخر القرن الرابع عشر الهجري، وسطل من النحاس مؤرخ في عام 1299 هجرية وجد داخل بئر زمزم، ومزولة شمسية لتحديد أوقات الصلوات قبل أن تتم طباعة ونشر التقويم الهجري وكانت على سطح زمزم ويعود تاريخها الى 1023 هجرية، وساعة أمر بشرائها الملك عبد العزيز آل سعود، يرحمه الله، ووضعت فوق دار الحكومة (الحميدية) في عام 1352 هجرية.

ويشير الى أن المعدل اليومي لزوار المعرض خلال موسم الحج يتراوح ما بين 1500 و2000 زائر يوميا من مختلف الجنسيات حيث يفتح المعرض أبوابه للزائرين على فترتين صباحية ومسائية.