النجمات والعارضات والرياضيات يتفوقن على السياسيات

ستيفي غراف في مقدمة قائمة أكثر الألمانيات شعبية وأنجيلا ميركل في ذيلها

العارضة هايدي كلوم جاءت في المرتبة الخامسة
TT

لا يمكن للسياسة أن تتغلب على الرياضة والفن والأدب حين يتعلق الأمر بشعبية الإنسان في بلده، وهذا بالضبط ما أكده الألمان باختيارهم لاعبة التنس السابقة ستيفي غراف في مقدمة الألمانيات الأكثر الشعبية رغم مرور 8 سنوات على اعتزالها، فيما جاءت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، رغم شعبيتها السياسية، في المرتبة 32 تسبقها جمهرة من عارضات الأزياء والممثلات والصحافيات والأديبات.

وجرى الإعلان عن قائمة أشهر 50 امرأة ألمانية على صفحات مجلة «فراو آم شبيغل» (المرأة في المرآة) النسوية المعروفة. وتقول المجلة إنها استفتت أكثر من مليون ألمانية وألماني قبل أن تضع القائمة التي تتحدث عن أكثر النساء شعبية، من بين 42 مليون امرأة تعيش في ألمانيا. والنتيجة لم تكن في صالح انجيلا ميركل، التي تحمل عدة ألقاب، مثل المستشارة وسيدة ألمانيا الأولى، وسيدة ألمانيا الحديدية، و«أقوى سيدة» (مجلة لايف)، إذ سبقتها ستيفي غراف وهايدي كلوم وكلوديا شيفرز واريريس بيربن وفيرونيكا بوت، بأشواط. بل إن سيدات ناشطات في حقوق المرأة مثل اليسا شفارتزر ومقدمة برامج التلفزيون زابينه كريستيانزن وبطلة العالم السابقة في الرقص على الجليد كاترينا فيت، جئن في القائمة قبلها. ويبدو أن الألمان لا يحبذون المحافظين اجتماعيا، بمعنى الذين يعيشون حياة رزينة وعادية، رغم أنهم يفضلونهم سياسيا في الحكم. والدليل أن كل النساء اللاتي وردت أسماؤهن في المقدمة هن إما من الممثلات أو عارضات الأزياء، ممن تعددت زيجاتهن واشتهرن بأنوثتهن، مثل هايدي كلوم وهانلورة ايسنر. الغريب في نتائج هذا الاستفتاء أن الألمان ما زالوا يتذكرون ستيفي غراف، ويفضلونها على الكثيرات، رغم أنهم لا يشاهدونها إلا نادرا. فهي تعيش مع طفليها وزوجها، نجم التنس الأميركي اندرية أغاسي، في الولايات المتحدة منذ سنوات. ولا يعرف الألمان عنها سوى أنها تحن كثيرا إلى الخبز الألماني وإلى كاتدرائية كولون وكرنفالها، كما يسمعون انها تعيش راضية مع زوجها، لا فضائح ولا مغامرات ولا تهرب من الضرائب، وربما هذا ما يرفع من أسهمها في أعينهن. وكانت ستيفي قد حققت شعبية كبيرة في بلدها كما حققت ثروة هائلة، حيث تقدر هذه الثروة بنحو 300 مليون يورو حققتها من مباريات التنس ومردودات الإعلانات.

ومعرف عنها وزوجها اندريه أغاسي أيضا أنهما لا يعيشان حياة النجوم المدللين، فهما، مثلا، لا يستخدمان جليسة أطفال ولا منظفة ويرافقان الأطفال إلى مدارسهم بأنفسهما. هذا عدا انها، أي شتيفي، تستخدم في تنقلاتها سيارة رئيفة بالبيئة، إلى جانب أنها تتبرع للمنظمات الإنسانية التي تعنى بالأطفال المعوقين. ويحتفظ أطفال غراف، جيدن جيل و جاز ايلي، بثلاث أرقام حسابات في فلوريدا: الأول لشراء الألعاب، الثاني للتوفير والثالث للتبرع لبقية أطفال العالم. وعلقت غراف لصحيفة «اكسبريس» بعد سماعها نبأ اختيارها في المرتبة الأولى، بالقول أن تكريسها حياتها لعائلتها وأطفالها زاد من شعبيتها السابقة كرياضية. فهي زوجة وأم قبل كل شيء، مضيفة أنها لا تحب كلمة «امرأة أعمال».

وبالنسبة للعارضة كلوديا شيفرز، التي جاءت في المرتبة السادسة، فهي ايضا تقضي جل حياتها خارج ألمانيا، بينما لا تزال الراقصة على الجليد، كاترينا فيت تعرف بمواقفها اليسارية وتعلقها بالنظام الاشتراكي السابق في ألمانيا الشرقية، أي أنها النسخة المعكوسة من انجيلا ميركل التي بدأت حياتها ناشطة في الشبيبة الاشتراكية في ألمانيا الشرقية، وتحولت بعد سقوط الجدار إلى المحافظين. وتقدم فيت حاليا برنامجا تلفزيونيا للرقص على الجليد. وترى مجلة «امرأة في المرآة»، التي أعدت الاستفتاء على القائمة، أن شعبية «زهرة الجليد» وهو لقب كاترينا فيت، تفوق على لقب «زهرة الجدار» الذي يطلق أحيانا على انجيلا ميركل لوصف صعودها في السياسة. وفي سباق مقدمات البرامج السياسية والاقتصادية تفوقت السمراء ساندرا مايشبيرغر على زميلتها الشقراء زابينة كريستيانزن. وتعتقد المجلة أن جاذبية مايشبيرغر، التي تجتذب ملايين الرجال لمشاهدة مقابلاتها التلفزيونية قد حسم سباق الشعبية التلفزيونية لصالحها.

وتكشف القائمة المذكورة اختلافا ظاهرا في طريقة التفكير والحياة على الطريقة الألمانية عن طريقة الحياة على الطريقة الاميركية. فنساء المقدمة في ألمانيا لا حظ لهن في الولايات المتحدة، وخصوصا إذا كن من النساء الجذابات، مثل ايريس بيربن وفرونيكا بوت وهانلورة ايسنر. ومن يلاحظ قائمة اميركية مماثلة أعدتها مجلة «يو اس توداي» يرى بوضوح أن حظوظ انجيلا ميركل في تصدر القائمة الأميركية أكثر من حظوظها في بلوغ منتصف القائمة الألمانية. ورغم المرتبة 32 التي حققتها هذه الأخيرة، فإنها تبقى أكثر شعبية من غيرها من السياسيات، إذ أنها تفوقت في القائمة على وزيرة العائلة اورسولا فون دير لاين التي لم تدخل في قائمة النساء الخمسين أصلا. كما جاءت السيدة الأولى ايفا كولر، زوجة رئيس الجمهورية هورست كولر، في المرتبة 34. ولم تتفوق عليها من السياسيات «السابقات» غير لوكي شميدت، زوجة المستشار الاشتراكي الأسبق هيلموت شميدت، التي جاءت في المرتبة 21 رغم سنها المتقدمة (88 سنة). ويكفي انجيلا ميركل فخرا أن القائمة لم تضم أيا من نساء الحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الليبرالي اللاتي تغص بهن البرلمانات المحلية في الولايات والبرلمان الاتحادي (البوندستاغ).

وعلى أية حال، فما يحسب لأنجيلا ميركل، أنها تواجدت في اللائحة رغم أنها لم تتحول إلى المستشارة «السابقة» بعد، إذا أخذنا بعين الاعتبار ان كل النساء في المراتب العشر الأولى من قائمة هن من حاملات لقب «السابقة». غراف: بطلة العالم السابقة في التنس، سنتا بيرغر: سابقا «كيرا رويال»، هايدي كلوم: زوجة فلافيو برياتورة السابقة، كاترينا فيت بطلة العالم السابقة، كلوديا شيفرز: عارضة الأزياء السابقة، هانلورة ايسنر: قنبلة الجنس السابقة، فرانسيسكا فون آلمزك: بطلة أوروبا السابقة في السباحة ... الخ.

* قائمة الألمانيات الأكثر شعبية 1ـ شتيفي غراف، 2 ـ الممثلة فيرونيكا فيريز،3 ـ الممثلة ايريس بيربن، 4 ـ الممثلة سنتا بيرجر، 5 ـ عارضة الأزياء هايدي كلوم، 6 ـ عارضة الأزياء كلوديا شيفرز، 7 ـ مغنية البوب نينا، 8 ـ بطلة العالم السابقة في الرقص على الجليد كاتي فيت، 9 ـ الممثلة هانلورة ايسنر، 10ـ بطلة أوروبا السابقة في السباحة فرنسيسكا فون آلمزك .... 32 ـ المستشارة أنجيلا ميركل.