شمس غالية وحنين إلى مراعي الطفولة

في معرض التشكيلي المصري عادل شاهين

من الأعمال التي ستعرض («الشرق الاوسط»)
TT

برغم أنه أقام بفرنسا فترة طويلة وانشغل كثيراً بالحضارة الأوروبية غير أن أعماله التشكيلية التي يمتعنا بها كل عام من خلال معارضه بمصر لا تعكس على الإطلاق تأثره الذي كان متوقعاً بعد كل هذا الوقت خارجها. فالتشكيلي المصري عادل شاهين يفاجئنا مرة أخرى بمعرض جديد ومتميز يقيمه أخيراً بقاعة راتب صديق بأتيلييه القاهرة، والذي يقدم لنا من خلاله تجربة فريدة في استخدامه لتقنيات تجريبية جديدة تتضافر مع الجرافيك فوق مسطح واحد، وتمنحنا قيمة فكرية واحدة. فهذا هو عنوان معرضه «إلى شمسنا الغالية» الذي استخدمه كي تعبر الأعمال التي طرحها به عما يدور داخله من مشاعر الحنين إلى الوطن، ولأنه فنان حساس للغاية لذا جاءت أعماله جميعها من هذا المنطلق، فنجد استخدامه لقصاصات ومساحات من الأوراق الخفيفة الشفافة وتركيبها فوق مسطح تم طباعة الشكل فوقه بشكل مسبق وربما العكس، مستخدماً زهرة عباد الشمس عنواناً وعنصراً محورياً بأغلب أعماله، أيضاً اختار أزهاراً وفروعاً صغيرة كأنه العالم الذي يذكره بأوقات الطفولة، وهو عالم شفاف أيضاً. يعكس أحلام الفنان البسيطة وخياله الواسع. فبمرور الوقت يتزايد تمرده، فنجده قد تمرد على كل الأدوات والوسائط التقليدية المستخدمة لفن الجرافيك مستخدماً أدواته الخاصة ووسائطه التي لم يسبق توظيفها بهذا الشكل من قبل، فالمسطح المطبوع من الأبيض والأسود لأزهار صغيرة يأخذ الفنان في تلوينها على طريقته واستخدامه للأوراق الشفافة الملونة كوسيط، هذا من جانب ومن جانب آخر نجده يقوم بالطباعة فوقها، والغريب في الأمر هو استخدامه لقصاصات من الورق الذي سبق وطبع فوقه وتوظيفه لها بشكل لا يقل تشكيلاً عنه مع القصاصات الشفافة، لكن الفارق هنا في درجة الشفافية.. في كل الأحوال يتعامل الفنان مع الحالة حسبما يرى وحسبما تملي عليه أفكاره بما لا يتنافى والقيمة الجمالية التي لا يمكن إنكار وجودها في كافة الأحوال ومع كافة الوسائط المستخدمة. وعلى ذلك يمكن القول إن الفنان يلجأ إلى عناصر ربيعية مجردة وألوان أكثر هدوءاَ وصراحة لتمثل هذه المفردات مجتمعة عالمه البسيط الصغير الذي تركه طويلاً ويذكره بشكل دائم بطفولته التي ولت دون أن ينسيه هذا العالم الجميل ما يجب أن يكون عليه دائماً.