تفقد «السيق» وزار موقع «الخزنة» مع صديقته وابنها وسيبقى في الأردن لقضاء عطلة «خاصة»

ساركوزي ينضم إلى مشاهير ضيوف البتراء

نيكولا ساركوزي وكارلا بروني وابنها، الذي يبدو ملثما وكأنه يريد ان يخفي وجهه عن عدسات الكاميرات
TT

زار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ترافقه صديقته عارضة الازياء السابقة والمغنية كارلا بروني وطفلها، امس السبت مدينة البتراء الاثرية جنوب الاردن، قادما إليها من العقبة. وتأتي الزيارة بدعوة من العاهل الاردني. وبهذا يكون ساركوزي قد انضم الى قافلة العديد من الرؤساء الذين زاروا البتراء، وأبرزهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وسيدة اميركا الاولى لورا بوش، والرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين، الذي حرص على زيارة البتراء زيارة خاصة بعد انتهاء فترة رئاسته وقبل وفاته بشهر، والرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين، ورئيس كازاخستان، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، إضافة إلى حملة جوائز نوبل للسلام في العالم، الذين يدعون في شهر مايو (ايار) من كل عام للقاء في البتراء. وتعد مدينة البتراء، التي تعرف ايضا باسم المدينة الوردية لكونها حفرت في صخر «وادي موسى» الوردي، ابرز المعالم الاثرية والسياحية في الاردن. ودرجت العادة لدى البلاط الملكي الاردني وضع المدينة على برنامج ضيوف الاردن، سواء رؤساء الدول او رؤساء المنظمات الدولية. ويعود تاريخ المدينة الواقعة على بعد نحو 250 كلم الى الجنوب من عمان، التي تشتهر بمعابدها الكثيرة واديرتها ومدافنها، الى نحو 2000 عام، عندما جعل منها الانباط عاصمة لهم.

وحلت البتراء في المرتبة الثانية بعد سور الصين العظيم كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، في مسابقة عالمية شارك فيها نحو مئة مليون شخص وأعلنت نتائجها في احتفال اقيم في مدينة لشبونة في يوليو (تموز) الماضي.

وصل ساركوزي وهو يحمل طفل صديقته كارلا على كتفه مرتديا سترة رياضية زرقاء وبرفقته كارلا بروني واضعة نظارات شمسية ومرتدية جوارب سميكة سوداء مع حذاء رياضي مريح وسترة من الجلد. وكان عشرات المصورين ينتظرون ساركوزي وبروني منذ ساعات الفجر الاولى، في اجواء غائمة ودرجات حرارة منخفضة وصلت الى اربع درجات مئوية.

وسار ساركوزي وبروني مشيا على الاقدام في طريق ضيق بين الجبال الشاهقة يعرف باسم «السيق» وتوجها الى موقع «الخزنة»، حيث توقفا عدة دقائق امام المصورين الذين كانوا بالانتظار لالتقاط الصور.

وفي هذه الاثناء حنى طفل كارلا بروني رأسه وخبأ وجهه خلف يديه بينما ارتسمت على وجه الرئيس ساركوزي ابتسامة امام الكاميرات. من جهتها، استسلمت عارضة الازياء السابقة، التي تعودت على مثل هذه المواقف، هي الأخرى لكاميرات المصورين. وعند دخولهما موقع الخزنة التي يعود تاريخها للقرن الاول بعد الميلاد، كان بالامكان مشاهدة ساركوزي وبروني وهما يشربان عصير الليمون.

بعدها استمرا بزيارة المواقع الاثرية في المدينة لاقل من ساعة يرافقهما دليل سياحي اردني، لكن بعيدا عن اعين الصحافيين وكاميراتهم الذين منعهم رجال الامن من المرافقة. وقال الدليل في ما بعد ان الرئيس ساركوزي «ركب على احد الجمال لزيارة منطقة صحراوية في المدينة الاثرية». ولفتت الاجراءات الامنية المكثفة انظار مئات السياح الاجانب، وغالبيتهم من الاميركيين والفرنسيين، بالاضافة الى جنسيات اوروبية اخرى، الذين كانوا يراقبون الموقف بفضول شديد.

وكان ساركوزي وكارلا بروني قد وصلا الى البتراء قادمين من منتجع العقبة البحري (جنوب البتراء) على متن مروحية حطت بهما في مهبط يبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن المدينة.

وتوجه الضيفان فور وصولهما الى احد الفنادق الفخمة في البتراء. واوضحت مصادر مسؤولة في عمان ان ساركوزي سيبقى في الاردن بعد انتهاء الزيارة لقضاء عطلة خاصة تستمر حتى الاحد، يزور خلالها مواقع اثرية بينها مدينة البتراء الاثرية.

وتجدر الإشارة إلى أن اهم آثار البتراء هي السيق، وقد تكون مأخوذة من لفظة شقاقا العربية وتعني الشق أو الزقاق أو المدخل أو الدهليز، وهذه المعاني بمجموعها تصف هذا المدخل الرئيسي لمدينة البتراء، وهو ممر بين صخرتين يبلغ طوله ألفا ومائتي متر، وعرضه في بعض الأماكن مترين وارتفاعه من ثمانين إلى مائة متر. وعلى يسار السيق حفر الأنباط قناة تحمل مياه عيون موسى إلى وسط المدينة. ويزدان جانبا المدخل بطبقات من الصخر تتراكب وتتمازج فيه الألوان، مما يضفي عليه أجواء طبيعية ساحرة ومدهشة، وتزيد الرياح وهبات النسيم العليلة نوعاً من الموسيقى الحالمة المطربة. وفجأة يجد الزائر نفسه خارجاً من هذا الممر ويرى أمامه تحفة أثرية، وهي الخزنة، وهو بناء منحوت في الصخر يرتفع تسعة وثلاثين متراً وخمسين سنتمتراً وعرضه ثمانية وعشرون متراً وسمي ايضا بخزنة فرعون، لاعتقاد سكان المنطقة بأن فرعون وضع كنوزه في الجرة الموجودة في الطابق الثاني، لذا حاولوا ضربها بالعيارات النارية لكسرها وأخذ ما فيها من كنوز. ويتكون الطابق الثاني من ثلاث أسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوتان منحوتتان في الصخر. وتزين شرفة هذا الطابق رسومات الزهور والثمار والنسور.

بعد أن يتملى الزائر روعة هذا المشهد، يتقدم الى وسط المدينة، فيشاهد على جانبيه مئات المعالم التي حفرها أو أنشأها الانسان، من هياكل شامخة، وأضرحة ملكية باذخة، إلى المدرج الكبير الذي يتسع لـ7000 متفرج، الى بيوت صغيرة وكبيرة، الى الردهات، وقاعات الاحتفالات، الى قنوات الماء والصهاريج والحمامات، الى صفوف الادراج المزخرفة، والأسواق، والبوابات ذات الأقواس والشوارع والأبنية.

* خدمة وحدة أبحاث «الشرق الاوسط»