أحمد زويل: المجتمع العربي يحتاج إلى مبدع ومتعلم وليس حامل شهادة فقط

العالم الحائز جائزة نوبل يلقي محاضرة في الرياض

أحمد زويل («الشرق الأوسط»)
TT

بعد أن شاهد الحضور فيلمين وثائقيين، أحدهما عن كلية اليمامة في الرياض ، والآخر عن الدكتور أحمد زويل العالم العربي الذي حاز جائزة نوبل في مجال الكيمياء، ووسط حضور كثيف من مسؤولين وأكاديميين وعلماء ومتخصصين، تابع الجميع محاضرة علمية للدكتور أحمد زويل الذي استضافته كلية اليمامة للمرة الأولى وتحدث فيها عن سلسلة من القضايا العلمية والعملية في العالم العربي والإسلامي. وأكد الدكتور زويل أن المجتمع العربي والإسلامي بات بحاجة إلى إنسان مبدع ومتعلم، وليس حامل شهادة فقط، مشيراً إلى المعاناة التي لازال يعاني منها التعليم في العالم العربي والإسلامي إلى جانب الثقافة المتعلقة بالعلم والتعلم والمساهمة في تقدم الحضارة. وتساءل زويل في المحاضرة التي ألقاها مساء أمس الأول بكلية اليمامة في الرياض ضمن نشاطها الثقافي لهذا العام عن مكان العالم العربي في خريطة العالم، وكيفية تمكن الفرد من المشاركة في عمل نقلة حضارية، باحثاً في محاضرته عن مكان العالم العربي والإسلامي من صنع التاريخ ومشاركته الفعالة في العالم الحديث والمتطور. ولفت زويل في معرض محاضرته التي ألقاها تحت عنوان «حالة العلم والتكنولوجيا في العالم المعاصر» ضمن «عقول مبدعة» وهي سلسلة محاضرات علمية تنظمها الكلية لأول مرة، أوضح بأن هناك حالة من الضعف لازالت تعتري التعليم في العالم العربي، مشيرا إلى أنها تعد متدنية حتى الآن حيث وصلت الأمية في المجمتع إلى 30 في المائة، مرجعا ذلك إلى عدم وجود جامعات ومعاهد عريقة ترقى بالطلاب، وذلك استنادا على المراكز التي تحتلها الجامعات العربية من خلال التصنيف العالمي. وأكد أن المجمتع العربي والإسلامي بحاجة إلى إنسان مبدع ومتعلم وليس إنسان يحمل شهادة فقط.

وأثنى الدكتور زويل على إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي ستعمل على إحداث نقلة مهمة على المستوى العالمي والتقني في المنطقة بشكل كامل، لافتاً إلى أن العالم العربي والإسلامي يشتكي من اقتصاد متدن وضعف مشاركة في الناتج القومي وقلة الإبداع على مستوى الفرد في العالم العربي والإسلامي مقارنة بنظيره في المجتمعات الغربية. وتطرق زويل في معرض حديثه خلال المحاضرة إلى قنوات الاستفادة من العقول العربية والإسلامية، إذ أكد ضرورة استثمار العقول وإيجاد محطات علمية وإعلامية جيدة وأهمية الحرص على تعليم اللغة الانجليزية واللغات الأجنبية الأخرى إلى جانب اللغة العربية.

وأعرب زويل عن تفاؤله بعدما شاهد مع أسرته فيلم «ربيع قرطبة» الذي تابع فيه كيف يبحثون الغرب عن أطباء مسلمين لمعالجة مرضاهم، وكيف كان العلم متطورا لدى العرب والمسلمين ثم انتقل إلى بلاد الغرب، لافتاً إلى أن لدينا طموحاً بعودة العلم والمعرفة إلى المسلمين، وقال: «لو امتلكنا الإرادة في العلم لأصبحنا مثل الغرب، وفي اعتقادي أن المدة ستكون قليلة جدا ليعود العلم إلينا كعرب».