أزياء مغزولة بالصوف للخريف والشتاء .. وعيون على الربيع والصيف

أسبوع هونغ كونغ.. هنا تجتمع كل الأساليب

TT

من الصعب فهم سبب وجود أعضاء جمعية «بيتا» لحماية الحيوانات المناهضة لاستعمال جلودها وفروها في اسبوع هونغ كونغ للموضة هذا الموسم، لأن الفرو لم يكن لافتا، بل ونادرا ما استعمل في أي من العروض. وهذا ما أكدته فيدرالية الفرو في هونغ كونغ التي أشارت الى انه حتى في الحالات النادرة التي يتم استخدامه، فإن صناع الموضة يحرصون على استخدام فرو وجلود الحيوانات البرية المتوحشة فقط، أو تلك التي تربى في المزارع لهذا الغرض وفق المعايير التي تفرضها القوانين العالمية. ومع ذلك رفع المناهضون اليافطات المناهضة لصناع الموضة منددين بوحشيتهم وصارخين في وجوههم بأن يرحموا الحيوانات. التفسير الوحيد لهذه الضجة قد يكون انها من باب الدعاية وجلب انتباه وسائل الإعلام لأسبوع لا يزال غضا ويتلمس طريقه إلى العالمية. فهونغ كونغ التي تعتبر منطقة جذب لهواة التسوق، سواء لناحية التقليد المتقن أو بفضل فتح معظم الماركات العالمية فروعا لها بها، بدءا من غوتشي، إلى برادا وفيراغامو وفيرساتشي وغيرهم، تريد ايضا ان تحفر اسمها في مجال التصميم عوض ان تكتفي بدور المستهلك المتلقي فقط. وفي هذا الأسبوع الخاص بخريف وشتاء 2008 أكدت انها فعلا تحتضن مواهب لا يستهان بها.

فقد تباينت التصميمات والأساليب بين الفخم المترف وبين المجنون المبتكر، من دون ان تنسى الحرص على أدق التفاصيل والحرفية، وكأن مصمميها، بهذا التنوع والزخم، يريدون منافسة كل من ميلانو وباريس ولندن مرة واحدة. المصمم أندي هو، مثلا، أكد انه مصمم يجنح للخيال والابتكار الفني، بغض النظر عن العملية. أسلوبه يذكرنا في بعض التفاصيل تارة بأسلوب جون غاليانو عندما يريد ان يستعرض عضلاته الفنية، وتارة أخرى باسلوب الثنائي فكتور اند رولف، لكن ورغم جنوحه وشطحاته في أغلب القطع التي قدمها، فقد نجح في الإبهار ايضا من خلال فساتين سهرة رائعة جمع فيها بين الأناقة المترفة والفنية العالية للمرأة التي تريد التميز. في المقابل قدم المصمم ويليام تانغ تشكيلة تتراقص على نغمات قوس قزح بدرجاته الصارخة. ورغم انها كانت رقيقة وأنيقة إلا انها ،وفي لحظة من اللحظات، تضيع من يراها بسبب حيرتنا لأي المواسم تتوجه: هل هما الربيع والصيف بهذه الألوان الصارخة والتصميمات الخفيفة، أم الخريف والشتاء بهذا الكم من الصوف والتصميمات المنفوخة ذات الياقات العالية. بعد مرور دقائق نفهم انها فعلا للخريف والشتاء المقبلين وأنه تعمد تقسيم تشكيلته إلى عدة أقسام حتى يغطي متطلبات كل الأذواق. فقد كانت هناك التصميمات الـ«سبور» للايام العادية وأيام نهاية الأسبوع، كما هناك تشكيلات النهار التي تخص أماكن العمل للمرأة التي تتوخى العملية والدفء، كما هناك الجريء واللافت لذوات الشخصية الاستعراضية، لكن الجميل هو ان هذه الفساتين التي تبدو صيفية للوهلة الأولى يمكن ان تكون ارضية رائعة لقطع الصوف التي نسقها معها، وبلا شك ستلقى إقبالا من المرأة الاسيوية المتعطشة للموضة، خصوصا انها تمكنها من تطبيق لعبة الطبقات المتعددة.

هونغ كونغ، كما يعرف الجميع، تتمتع باقتصاد قوي، الأمر الذي جعل العديد من سكانها يتمتعون بقوة شرائية تتهافت عليها كبريات دور الأزياء. صحيح ان الأزياء الراقية الـ(هوت كوتير) لا تعرف نفس الإقبال الذي تعرفه في كل من باريس ولوس انجليس، لكن عندما يتعلق الأمر بالملابس الجاهزة، فإن الكل هنا يريد ان يحصل على آخر الخطوط والصيحات. وليس أدل على هذا من الأرقام الرسمية التي تشير إلى أن سكانها صرفوا 3.8 بليون دولار أميركي على الأزياء والاكسسوارات في عام 2007، وهي من أعلى النسب في آسيا. ولا شك ان موقعها جعلها المكان المفضل للتسوق بالنسبة للصينيات، اللواتي انفتحت شهيتهن على كل ما هو عالمي أو موقع من قبل أسماء كبيرة.