«نقطة لقاء 5».. مهرجان فني وثقافي عربي في بروكسل

يضم عروضا فنية وندوات وأعمالا تعكس الواقع الثقافي والفني العربي

TT

انطلقت في مقر المسرح الفلمنكي في بروكسل، فعليات المهرجان الثقافي العربي، بمشاركة العديد من الفنانين والمسرحيين والروائيين والسينمائيين العرب.

وهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها هذا المهرجان خارج الدول العربية، حيث اقتصر تنظيم طبعاته السابقة في عدة مدن من المغرب العربي والشرق الأوسط.

ويتضمن المهرجان الذي يستمر عشرة ايام، عروضا فنية مختلفة، وعدة محاضرات حول الوضع الثقافي في الوطن العربي، وعرض بعض المسرحيات والأشرطة التي تعكس الوقع الثقافي العربي الحالي بشكل عام.

ومن بين العروض والأفلام التي تعرض في المهرجان، فيلم المصري وائل شوفي «حديقة الاقصى»، وهو فيلم يظهر قبة الصخرة، وهي رمز المسجد الاقصى والمنطقة المحيطة به في صورة لعبة من الالعاب الترفيهية داخل مدينة ملاه، وهو فيلم يدعو الى تأمل نقاط التماس بين الخطابين الديني والسياسي، وهناك ايضا عروض فيديو للفلسطيني خليل رباح ومنها «مقهى كونغو» وفيلم «الساحر» للمغربية ايتو براده، وعرض آخر مغربي يحمل اسم «اشكاين»، وللمصرية آمال قناوي يعرض «تأكلني من الداخل»، والاردنية ساندرا ماضي يعرض فيلم «قمر 14»، و«كاحلوشا» للتونسي نجيب الغضبان، وفيلم «رحلة ربيعة» لميار الروي و«سيمفوضية مدينة عظيمة» لمحمود رفعت من برلين، وللبناني رامي صباغ يعرض فيلم قصير، يتناول بيروت في فترة الثمانينات.

وتقول مؤسسة صندوق شباب المسرح العربي، التي تشرف على اعمال المهرجان، الذي تستمر فعالياته من العاشر الى 20 من الشهر الجاري، انها ساهمت منذ تأسيسها في عام 2000، في تقديم الدعم لعدد من الفنانين العرب من مصر، ولبنان وتونس والمغرب والأراضي الفلسطينية، وقالت المؤسسة إن تشجع الفنانين لاستكشاف الصلات بين المجالات الفنية المختلفة، سواء من خلال اعمال موسيقية أو انتاج الفيديو.

وحسب ما ذكرت المؤسسة المشرفة على تنظيم المهرجان، فقد قدمت تجربتها في عدد من المدن والعواصم، منها عمان والقاهرة والاسكندرية والمنيا في صعيد مصر، ورام الله وبيروت والرباط وتونس وبرلين، والآن في بروكسل، وتقول المؤسسة انها تقدم مهرجانا يحمل اسم «نقاط لقاء 5». ويضم مختارات منتخبة من الأعمال الفنية من المنطقة العربية. وهو يسعى جاهداً مع ما سبقه من مهرجانات «نقاط لقاء»، إلى إيجاد أرضية في العالم العربي للفنانين المعاصرين، القادمين من هذه المنطقة، ودعم نتاجهم وعرض اعمالهم ونشرها. وانسجاماً مع هذا الهدف، اختار المهرجان الخامس لـ«نقاط لقاء»، توسيع هامش الاهتمامات وضم فنانين من خارج المنطقة، رغبة منه في الانفتاح، وفي إفساح المجال أمام جمهور العالم الغربي لاكتشاف النتاج الفني العصري للعالم العربي، العائد إلى مناطق مختلفة من هذا العالم.

وتضيف المؤسسة المشرفة على المهرجان قائلة، من خلال بيان نشرته على موقعها بالانترنت، «ستتمكنون من الالتقاء بفنانين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا. واختيار الفنانين وأعمالهم التي سيقدمها مهرجان «نقاط لقاء 5» لا ترتبط بموضوع محدد سلفاً. فالبرنامج مصمّم، قبل كل شيء، لجمع فنانين لهم رؤياهم الأصليّة والمستقلّة، وعندهم طرقهم الخاصة في رؤية العالم، والناس والأشياء، رؤية فريدة، وهم يشعرون بالحاجة إلى مشاركتهم مع الجمهور. ونحن نجد، بدون أدنى شكّ، تيارات فرعيّة واتجاهات وميولاً متقاربة حيناً، ومتنافرة حيناً آخر، ولكنها بشكل عام تعكس الطبيعة المركبة والغنية، التي يتمتع بها الفن المعاصر في العالم العربي خصوصاً، والعالم عموماً.

هذا المهرجان هو دعوة للمشاهدة والتأمل والتفكير، والنظر في كيفية تعاطي الفنانين مع مجتمعاتهم. كيف يرونها؟ كيف يعيشونها؟ واستفراداً كيف يرون العالم من حولهم. ما هي أهواؤهم؟ أفكارهم؟ انتقاداتهم؟ ما هي هواجسهم واهتماماتهم؟ كيف يرون دورهم ويعبرون عن موقفهم من مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تواجههم؟ وكيف لنظرتهم الخاصة أن تكون مصدر وحي وإلهام لنا، وتدعونا للنظر في ما وراء الكليشيهات والتبسيطات المفرطة، التي نحاول ان نفهم العالم من خلالها؟ كيف لهم أن يساعدونا على تقبل ما هو مركب ومعقد، ولا يمكن أو يصح تبسيطه؟ ولكن أيضاً كيف يفكر الفنانون في فنّهم ويطوّرون المقاربات النقديّة، ولغات التبعيّة الجديدة؟ يقدم «نقاط لقاء 5» مختارات من الأعمال الفنية الموجودة على الساحتين الاقليمية والدولية، إضافة الى سبعة ابتكارات جديدة، شارك المهرجان في إنتاجها، ويقدمها للجمهور للمرة الأولى. وهذه الأعمال تضم: مسرحية، وعرضاً راقصاً، وعرضين بصريين، وحفلاً غنائياً وعرضين أدائيين.

وفي هذه الجولة من «نقاط لقاء»، سيتم إطلاق مشروعين يستمران ويتطوران في السنوات المقبلة، وهما أولاً مكتبة الـ«دي.في.دي». والمشروع عبارة عن مكتبة متنقلة تضم أفلاماً من العالم العربي، ستجول على المدن خلال فترة المهرجان. وثانياً مشروع تحت عنوان «غير مبوب»، وهو عبارة عن لقاء 6 راعين فنيين من ست مدن، يقدمون برامج فنية تتحاور مع المدن، التي ينتمون إليها، يجمعون فنانين ومثقفين لا نعرفهم بالضرورة، من خلفيات متنوعة ليعكسوا أفكارهم وأحلامهم عن مدنهم.