معرض السعودي محمد السيهاتي.. شخبطات طفولية على الجدران

«نقاء 2008» في صالة تراث الصحراء

مجموعة من أعمال الفنان محمد السيهاتي («الشرق الاوسط»)
TT

يقيم التشكيلي السعودي محمد السيهاتي معرضه الثامن «نقاء 2008» في صالة تراث الصحراء بالخبر، يعرض فية 76 لوحة تجريدية. ويستخدم في هذا المعرض ألوان الاكريلك، التي يوظف من خلالها التقنيات الحرفية من الطباعة والقصاصات الورقية، العالية المستوى ليضيف تجربة جديدة إلى اعماله التشكيلية.

وتتجه اعمال السيهاتي في هذا المعرض الى الرسم على جدران المنازل والمساحات الخضراء، وفي المساحة الفاصلة بين الواقع والخيال يتناغم الابداع لترتسم شقاوة الطفولة المعبرة بعفوية، تعود بالماضي وتنعش الذكريات، وعلى الحافة تطالعنا مشاهد استثنائية، حتى ان من ينظر الى اللوحات تستفيضه المشاعر والاحاسيس الى العمق وهذا يبرز تفوق الفنان وقدرته على توجيه ضربات الفرشاة لترسم شغفه الكبير بالشخبطة على الجدار.

وأوضح الفنان بأنها كانت ترجمة صادقة وحنين الى الطفولة والشقاوة وانه كثيرا ما كانت توجه له اصابع الاتهام نتيجة تمرده في طفولته. تجاوزه بالرسم على الجدران والمساحات الخضراء والنخيل والانهار والحارات والمنازل القديمة، يعكس قدرة آدائية عالية وحساسية وعذوبة في تناول الحس الشعبي بتلقائية واعية، مستفيدا من التقنيات التي استخدمها في المعالجة والكتل والمساحات والأسطح ومراعاة النسب. وافاد السيهاتي بأن المنازل كانت تبنى قديما من الطين او الحجر البحري الذي يحتوي على كميات كبيرة من الملح وبعد طلائها نجدها بعد فترة من تعرضها للتيارات الهوائية والحرارة والامطار تظهر عليها آثار للتشققات والتصدعات المتهالكة بالمنازل القديمة والتي تأخذ اللون الطوبي (البني الفاتح المائل الى الحمرة) وهذا ما حاول أن يعكسه في لوحاته. فلوحة «نقاء» نسبة الى الحي القديم الذي يقطنه السيهاتي، اضافة الى انها تحمل اسم معرضه، فيها جانب تصويري اظهر الفنان مقدرته على التكوين التجريدي لاطلاق حسا فنيا واجتماعيا منطلقا من مرتكزات قوية وأصيلة تبحر في أغوار الحقيقة للكشف عنها خارج الاطار مستخدما ألوان الفرح والتفاؤل والحب والتي لا تخرج عن وحدة النسيج البنائي للعمل، مع اضفاء الطباعة وبمساندة اللون السائد الوردي الغامق وتخلله الوان مجتمعة بالوسط تخلق رؤية بصرية متنوعة، يتشابك معها ولا تقف عند الجمال الذي ينتهي منه الرسم ولكن بداية للكشف مساحات روحية اخرى. وفي جانب المعرض لوحات اخرى فنية استخدم فيها الفنان القصاصات الورقية من ورق االصحف والمجلات، اضافة الى بعض العجائن او الخامات كي تخلق مسافات متباينة في الملمس مما حقق ابداعاً وذلك في دمج المادة في تكوينات ابداعية حيث ابتدأ باللون البنفسجي ثم الصاقه بمواد اخرى تحقق الانسجام عند تأملها وهذا يثير الفضول في خباياها وتظهر حس الفنان باللون والحركة والخيال مما حقق من خلالها اللغز الذي يختفي وراء اللوحة. في المضمون ايضا قذف السيهاتي عالمه الداخلي وحنينه عندما كان صغيرا للهو مع الاطفال ومغامرات البحث عن نبات الشتاء، مما أعطى صورة جديدة تتناول مسيرة وحياة الفنان الذاتية والفنية بكل اصرار. الجدير بالذكر ان الفنان محمد السيهاتي ينتمي للمدرسة الواقعية التي تستوحي افكارها من البيئة الاجتماعية التي تحمل صورا للحياة الشعبية القديمة التي حرص على توثيقها وتمثل مشاهد للكبار بالسن والطرقات القديمة وبعض المهن والالعاب القديمة. وسبق له ان شارك في العديد من المعارض الشخصية والجماعية سواء على المستوى المحلي او الخارجي.

موجة الصقيع تودي بحياة 3 لبنانيين