الاستعدادات لحفل جوائز الأوسكار بدون ممثلين

جورج كلوني وأنجلينا جولي يهددان بمقاطعة الحفل

TT

بعدما تأثر حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب الاسبوع الماضي بإضراب كتاب السيناريو في هوليوود، يظل هناك احتمال ان يكون حفل توزيع جوائز الأكاديمية (الأوسكار) خاليا من المشاهير هو الآخر. ولكن الحل المؤقت الذي تم الوصول إليه في الأسبوع الماضي، ما بين «نقابة المخرجين» والمنتجين عزز الآمال ببدء المفاوضات.

مع ذلك فإن غيلبرت كيتس المنتج التلفزيوني لتوزيع جوائز الاوسكار مصر على أنه سيكون هناك يوم 24 فبراير (شباط) سجاد أحمر خارج مسرح كوداك في هوليوود، وستكون هناك تغطية تلفزيونية لتوزيع الجوائز من قبل محطة إيه بي سي، على الرغم من إضراب «نقابة الكتاب لأميركا» والتهديد بالمقاطعة من قبل جورج كلوني وانجلينا جولي وبقية الممثلين في «نقابة ممثلي السينما». ولمّح كيتس إلى أنه قد لا يحتاج إلى ممثلين على المسرح.

وقال «هناك كميات كافية من المواد المصورة، التي جمعت خلال 80 عاما من تاريخ الاوسكار للتعويض عن العرض الترفيهي». وقال كيتس، في مقابلة أجرتها «لوس أنجليس تايمز» معه الجمعة الماضية: «سيكون لدينا الكثير من الأشخاص على خشبة المسرح. أنا آمل فقط أن يأتي الممثلون. أنا أتضرع أن يأتي الممثلون أنا أخطط كي يأتي الممثلون». مع ذلك فإن البهجة جفت من حفل الترشيحات، الذي سيجري يوم الثلاثاء المقبل. وسيحتج ما يقرب من 30 شخصا ما بين ممثل ومخرج ومنتج وكاتب في حديقة غرامرسي العامة في مانهاتن، حيث قاموا ببعث هذه الرسالة: «الجوائز أمر جيد لكننا نفضل أن يحصل الكتّاب على عقود عادلة». وفي آخر ذلك اليوم بلوس أنجليس سيقوم مجلس إدارة أكاديمية فنون الصور المتحركة والعلوم بعقد اجتماع طارئ لمناقشة الذكرى الثمانين لحفل اوسكار.

يمكن القول إن المخاطر المالية كبيرة جدا، ففي السنة الماضية تابع ما يقرب من 40 مليون مشاهد الحفل وتحقق ريع قدره حوالي 80 مليون دولار. وفي لوس انجليس قال مسؤولو السياحة إن موسم جوائز الأوسكار يسجل أعلى عدد من المقيمين في الفنادق، وهو يمثل 5% من الدخل المتأتي من الغرف المؤجرة في الفنادق. كذلك يمنح دخلا معتبرا لمصففي الشعر ومصممي الملابس وسواق الليموزين وباعة الزهور وكل هؤلاء سيتضررون بشكل كبير إذا لم يستفيدوا من موسم توزيع الجوائز، وهذا لن يتحقق إلا إذا تم حل الخلاف القائم بين «نقابة كتّاب أميركا» و«تحالف الصور المتحركة ومنتجي التلفزيون».

وقالت كارول مارتينيز المتحدثة باسم «تعاونية لوس انجليس» و«اتفاقية لوس انجليس» و«مكتب الزوار» إن «طريق الزهور وجوائز الأكاديمية هما أكبر مناسبتين في لوس انجليس لكل السنة. فملايين من الناس في شتى انحاء العالم يتابعونها على التلفزيون ويقولون: إنها هوليوود! إنه حضور المشاهير! وهذا ما يجعل الكثير منهم يأتون إلى هنا لقضاء إجازاتهم».

على الرغم من تفاؤل كيتس ونية «أي بي سي» مواصلة البث، هناك تكهنات فيها كثير من القلق حول ما يمكن ان يكون عليه الاحتفال. وتقول المنتجة لورا زيسكين، التي أنتجت العرض العام الماضي وتنظر إلى نفسها كمؤيدة لـ«نقابة كتّاب اميركا»، انها لا تتوقع الكثير. وقالت: «الأكاديمية إذا لم تحصل على إعفاء وإذا لم يتم التوصل إلى تسوية بشأن الإضراب، فربما يكون هناك سبيل لتقديم عرض لكنه لن يكون احتفال جوائز الأوسكار الذي اعتدنا عليه. احتفال جوائز غولدن غلوب كان مفيدا. بقدر شكوى الناس بشأن عرض الجوائز، فإن غولدن غلوب أثبت ان أي احتفال بلا عرض لا يساوي شيئا».

لا يزال هذا القطاع يعاني من صدمة من جراء تراجع حجم مشاهدي احتفال غولدن غلوب 5.8 مليون شخص مقارنة بحوالي 20 مليون مشاهد، الأمر الذي أدى إلى خسارة «ان بي سي» مبلغا يتراوح بين 10 إلى 20 مليون دولار في عائدات الإعلانات. حتى الآن منحت نقابة الكتّب إعفاء لثلاثة عروض جوائز متلفزة، هي جائزة الممثلين، المقرر بثها في 27 يناير (كانون الثاني) وجوائز NAACP Image المقرر بثها في 14 فبراير وFilm Independent"s Spirit المقرر بثها في 23 فبراير واضطرت «سي بي اس» الى التخلي عن خطط لبث حي لجوائز People"s Choice في وقت سابق من هذا الشهر، وتم فيه بث عرض مسجل يتضمن لقطات لممثلين يتسلمون جوائزهم في مواقع مختلفة. وتنتظر Recording Academy الآن قرارا من نقابة كتّــاب اميركـــا حول طلبها بشأن التوصل إلى اتفاق مؤقت يسمح بتحويل جوائز غرامي Grammy السنوية في 10 فبراير المقبل إلى «سي بي اس». وكان رئيس Grammy نايجل بورتناو قد قال لـ«لوس انجليس تايمز»، ان العرض سيستمر بصرف النظر عن أي شيء، خاصة بعد إعلان عدد من المرشحين للجوائز منهم بيونسي وديف غرهل عن نيتهم. وفي غضون ذلك أعلنت شركات سينمائية انها تنظر في مسألة التسويق خلال هذا الموسم الحاسم، الذي يمكن ان ينظر إليه عادة كإعلان تجاري طويل. وبالنسبة للاستوديوهات الرئيسية التي انفقت ما يقارب 100 مليون دولار مجتمعة على حملات الاوسكار، فإن هذه الأموال لا تكون قد أنفقت على نحو عاقل بدون عروض جوائز متلفزة تجتذب المشاهدين من مختلف مناطق العالم. يقول المحامي ايريك واسمان، الذي مثل الكثير من الاستوديوهات الرئيسية، ان نقابة الكتّاب تحاول ان تجعل الحدث مؤلما، وهذا ما تفعله كل النقابات، عندما يكون هناك إضراب. وقال أيضا ان إلغاء عرض الجوائز سيلحق ضررا بالاستوديوهات، لأنها ستضر بالأفلام التي من المحتمل ان تدر المزيد من الأموال بسبب الجوائز. حتى الآن، يقول المشاركون في أمسية جوائز الأوسكار انهم لم يغيروا خططهم بعد. المعلنون والمشاهير ومسؤولو الاستوديوهات لا يزالون بصدد حجز غرف في الفنادق وتذاكر على الطائرة المتجهة إلى لوس انجليس. غداء الأوسكار لا يزال مقررا في 4 فبراير في بيفرلي هيلتون. فانيتي فير تمضي قدما في خططها بشأن حفلها الشهير الخاص بالاوسكار، هذا العام في كرافت بسينشاري سيتي. ويأمل مصممو الازياء، الذين يعتمدون على موسم الجوائز لطرح تصميماتهم وتحديد ميزانيات التسويق، في عقد حفل الاوسكار.

وقالت سحر سنجار خبيرة الدعاية، التي تتعامل في موضوع الملابس لعدد من المصممين الدوليين «لا يوجد مكان اخر لارتداء مثل تلك الملابس وعرضها. كل مصمم يريد ان تظهر تصميماته على البساط الاحمر، والا تضيع عليه تلك الفرصة، لان العالم كله يراقبه».

وقالت سنجار انه مع تحديد يوم 27 يناير القادم لإعلان جوائز نقابة ممثلي السينما، فإن المسابقة اكثر حدة من ذي قبل للحصول على ملابس للنجوم. وفي الوقت الراهن، يعتبر حفل توزيع الجوائز الوحيد الذي سيذاع تلفزيونيا ويمكن ان يضم قائمة من كبار الممثلين على البساط الاحمر وعلى المسرح.

وبغض النظر عن حل مشكلة الاضراب، فإن الحل الوحيد لأزمة الاوسكار هذا العام، هو ان تتخلى نقابة الكتاب عن الاضراب مؤقتا بحيث يسمح للاكاديمية باستخدام اعضاء الاتحاد لكتابة سيناريو الحفل. وهو ما سيسمح للمشاهير بحضور الاحتفال بدون الاضطرار لعبور خط الاضراب. الا ان البعض يقول ان ذلك مجرد أمل كاذب لان الاوسكار هو اكبر احتفال في هوليوود، وفرصة للكتاب لنشر قضيتهم على مستوى العالم. وقال واحد من خبراء الدعاية «هناك مليار شخص يشاهدك. اين تجد جمهورا أفضل من ذلك؟».

وقد كرر رئيس نقابة كتاب اميركا بارتيك فيروني في غرب الولايات المتحدة ان مجلس ادارة فرعه قد صوت على عدم السماح بالتخلي عن الاضراب. وتجدر الاشارة الى ان هذه ليست المرة الاولى التي يحتج فيها الكتاب على احتفال للاوسكار. فقد قاطعوه في عام 1934، طبقا لمجلة نقابة الكتاب، حيث اقاموا تجمعات امام فندق روزفلت، حيث شاركهم الممثلون احتجاجا على رفض المنتجين الاعتراف باتحاد الكتاب المشكل حديثا. وفي عام 1936 قاطع الكتاب الاحتفال مرة ثانية، ورفض دادلي نيكولاس كاتب السيناريو الذي فاز بالاوسكار عن فيلم «المرشد» تسلم الجائزة.

وفي عام 1988 لم يؤد اضراب للكتاب الى منع المرشحين من حضور احتفال الاوسكار. واذا ما تم لكيتس ما يريده فلن يكون هذا العام مختلفا.

وقال كيتس الذي رأس ايضا لجنة المفاوضات في نقابة مخرجي اميركا. «لا اريد القول: اقرأوا شفتي،» ولكنها لن تلغى. هذه لحظة مهمة للمدينة، ويمكن ان يتم حل التوصل لنتيجة انذاك».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ «الشرق الاوسط»