عرض لوحة «المهرِّج» التي رسم فيها سلفادور دالي نفسه

تعرض لأوّل مرّة

TT

تُعرض لأول مرة للجمهور، منذ الاسبوع الماضي في مسرح ومتحف سلفادور دالي، في مدينة فيغيريس، شمال شرقي اسبانيا، اللوحة المعروفة باسم لوحة المُهرِّج Arlequin التي رسم فيها الفنان الاسباني نفسه.

وكان سلفادور دالي قد رسم اللوحة على القماش، عام 1926، أي في فترته الفنية الأولى، وذكر مسؤولو مسرح ومتحف دالي بأن مالك اللوحة الذي طلب عدم ذكر اسمه، قد تبرّع بعرض اللوحة للجمهور حتى الصيف المقبل. واللوحة مرسومة على ظهر لوحة اخرى كان قد رسمها دالي عام 1923 وفيها تظهر اشجار زيتون.

يقول انتوني بيتسون مدير مسرح ومتحف دالي: إن الفنان الاسباني رسم اللوحة «في وقت كانت رغبة الرسم عنده تفوق امتلاكه قماش اللوحات، فكان يستغل ظهر اللوحة كي يرسم عليها لوحة اخرى»، وأضاف ان متحف ومسرح دالي يحتفظ بمثل هذه اللوحات المزدوجة (في الوجه والظهر) ولهذا وضعت إدارة المتحف مرآة كي يتمكن الزائر من مشاهدة اللوحتين معا.

ويختلف النقاد والدارسون حول الافكار والمعاني التي تحملها هذه اللوحة، حيث استعمل فيها دالي ألوانا حادة، وأظهر فيها للمشاهد عينا واحدة فقط، وهي ظاهرة تتكرر في أعمال دالي عندما يرسم نفسه، ويرى البعض ان ظلال صديقه الشاعر فدريكو غارثيا لوركا تظهر في اللوحة، ذلك انه رسمها في فترة صداقته المتينة مع لوركا، ولكن الناقد انتوني بيتسون يرى ان تأثير الفنان بابلو بيكاسو واضح فيها، وذلك ان دالي زار في نيسان (ابريل) عام 1926 باريس، وكان آنذاك شابا صغيرا، فذهب إلى مرسم بيكاسو وهناك قدم نفسه لبيكاسو وقال له: «دون بابلو لقد جئت لزيارتك قبل أن أزور متحف اللوفر»، فردّ عليه بيكاسو «حسناً فعلت، أيها الشاب» ثم قدم دالي له لوحته فتاة فيغيريس التي رسمها عام 1925، فبقي بيكاسو يتأملها خمس عشرة دقيقة، وبعدها اقتاد دالي كي يطلعه على كل أعماله في مرسمه في جولة استمرت ساعتين.