«بوكر العربية» تقلب طاولة الرواية

أسماء مجهولة في القائمة النهائية واستبعاد روائيين معروفين

TT

يبدو أن «الجائزة الدولية للرواية العربية» أو «بوكر العربية»، كما باتت تعرف، أعادت قراءة المشهد الروائي العربي، أو قلبته في السنوات الثلاث الأخيرة في الأقل. فقد استبعدت من قائمتها القصيرة، التي أعلنت أمس، في وقت واحد من لندن ودبي، أعمالا لروائيين عرب معروفين. وفي المقابل دخلت القائمة أعمالاً لكتاب غير معروفين عربياً إلى حد كبير (أربعة كتاب من مجموع ستة كتاب)، لأسباب مختلفة، ربما يكون في مقدمتها غياب النقد الجاد، والتغطيات الصحافية الخاضعة لاعتبارات ليست أدبية غالباً. الروايات التي نجحت في دخول القائمة النهائية هي ست روايات ستتنافس في الحصول على الجائزة الاولى وهي حسب الترتيب الأبجدي لأسماء مؤلفيها: «مديح الكراهية» لخالد خليفة (سوري)، الصادرة عن دار «أميسا». وقالت لجنة الجائزة عنها في حيثات اختيارها: «لقد تمكن خالد خليفة في هذه الرواية من سرد تجربة القمع المزدوج في ظل التنظيمات الأصولية وداخل مجتمع محروم من الديمقراطية، من خلال لغة متعددة المستويات..».

والرواية الثانية هي «مطر حزيران» لجبور الدويهي (لبناني)، الصادر عن دار «النهار» لأن الكاتب «استطاع أن يستحضر فظائع الاحتراب الداخلي في لبنان من خلال رصد الحياة اليومية في قرية يتجاور فيها مسلمون ومسيحيون، بلغة دقيقة وسد متعدد المنظورات..».

أما الرواية الثالثة فهي «واحة الغروب» لبهاء طاهر (مصري)، الصادرة عن دار «الشروق». وقالت اللجنة عن هذه الرواية «أعطى بهاء طاهر في «واحة الغروب» عملاً روائياً نوعياً بالمعنى الجمالي والقيمي في آن». الرواية الرابعة «تغريدة البجعة» لكاتب مصري أيضاً هو مكاوي سعيد، الذي كما قالت اللجنة في بيانها، «تشتق الشكل الروائي من واقع اجتماعي متحول ومتبدل، ويعين الشكل الجديد مدخلاً إلى قراءة الواقع وتحولاته، في عمل روائي جميل يرثي زمناً غنائياً مضى..».

ومن الروايات الأخرى، رواية «أرض اليمبوس» لإلياس فركوح (أردني)، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ودار «أزمنة». واستحقت هذه الرواية دخول القائمة النهائية، لأن المؤلف استطاع أن يوحد بنية السيرة الذاتية لإنسان محدد الهوية والانتماء، وسيرة الإنسان المغترب بشكل عام، متحدثاً عن سطوة الزمن وهشاشة الإنسان وقوته..».

أما الرواية الأخيرة، فهي «انتعل الغبار وأمشي» لمي منسى (لبنانية)، الصادرة عن دار «رياض الريس». لقد نجحت منسى في هذه الرواية في تمجيد الذاكرة المثقلة بمآسي الحروب والفجيعة والفقدان في عالم اليوم. والعمل مكتوب بأسلوب متدفق ونثر نوعي إضافة إلى نفحة شعرية تلائم الوجع الكوني الذي تعالجه. وتشكلت لجنة التحكيم من الكاتب والناقد المغربي محمد برادة، والشاعر والناقد المغربي محمد بنيس، والكاتب والناقد السوري فيصل دراج، والأكاديمي البريطاني بول ستاركي، والكاتب والصحافي العراقي صموئيل شمعون (الذي رأس اللجنة) والكاتبة والصحافية السورية غالية قباني.ومن المقرر أن يعلن عن اسم الفائز بالجائزة الاولى، من المرشحين الستة، يوم العاشر من مارس/ آذار في أبو ظبي، حيث مقر «مؤسسة الامارات» التي أطلقت هذه المبادرة بالتعاون مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية.

وقد شاركت في المسابقة أكثر من مائة وخمس وأربعين رواية رشحها الناشرون العرب من الروايات التي صدرت خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وهو استثناء لجأ إليه المشرفون على الجائزة لهذه الدورة فقط لكونها الدورة الاولى. وفي الدورات القادمة، ستقتصر المنافسة بين الروايات الصادرة خلال سنة واحدة فقط من تاريخ إعلان الجائزة، حسب المتبع في مسابقات جائزة بوكر البريطانية.

وتوزعت جنسيات المشاركين على 18 بلداً. وسجلت مصر وسورية ولبنان والأردن والسعودية النسبة الأعلى في الترشيحات. وجاءت مشاركة الروائيات العربيات بنسبة 22 بالمائة. وتبلغ قيمة الجائزة الاولى 60 ألف دولار اميركي، في حين تحصل الروايات الخمس الأخرى التي رشحت للقائمة القصيرة على 10 آلاف دولار اميركي لكل منها. وستترجم الرواية الفائزة إلى اللغات: الانجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية.

وكانت الجهتان الراعيتان للجائزة قد شكلا مجلس أمناء يتكون من 16 عضواً عربياً وبريطانياً تبلغ مدة العضوية فيه ثلاث سنوات، مع امكانية تجديد العضوية لثلاث سنوات أخرى من قبل المجلس نفسه.