طيار سعودي يقيم معرضا لتثقيف وتجهيز الطيارين والمتدربين

يضم كل حاجياتهم من «البروش» حتى مجسمات الطائرات والكتب التعليمية

جانب من معرض الطيران («الشرق الأوسط»)
TT

على ناصية آخر تقاطع رئيسي بالقرب من مقر الخطوط الجوية السعودية الناقل الرئيسي في البلاد، أقام طيار سعودي معرضا يعد الأول في نوعه بحسب قوله على مستوى الشرق الأوسط لتجهيز الطيارين والمتدربين بالعلم والمعرفة والحاجيات ايضا.

واللافت في القصة ان المعرض الذي يتجهز منه صقور الجو يتخذ له مكان قصيا في اعماق بدروم إحدى العمائر السكنية على نهاية امتداد شارع الأمير سلطان باتجاه البحر.

الصعاب لم تثن همام عن مواصلة دعمه لهوايته التي تحولت الى مهنة عملية، فقد توفي والده في حادث طائرة إبان رحلتها بين جدة والرياض عام 1980، كما حالت الأوضاع الامنية دون إكماله لدراسته في الولايات المتحدة بسبب أحداث 11 سبتمبر، ولم يتبق له سوى سبعة اشهر على التخرج، ثم أعيقت دراسته في الأردن الذي لجأ اليه للإكمال بسبب حرب العراق. كل تلك الصعاب لم تثن الكابتن همام إسماعيل ابو نادي عن اكمال دراسته ثم إقامة أول مشروع في نوعه على مستوى السعودية والشرق الأوسط لخدمة رواد وممارسي وهواة الطيران بجهده الخاص، فخلق مكانا يتقاطر اليه دارسو ومحبو وممتهنو الطيران في السعودية.

أبو نادي، الطيار الذي ينتظر فرصة ترسيمه طيارا في الخطوط السعودية منذ أربع سنوات، ظل يطير لماماً بطائرات بعض الشركات حتى لا ينسى عمله، حسب قوله، مشيرا الى أن فكرة إقامة المعرض ظلت تراوده لما لمسه من عدم وجود مراجع للدارسين للطيران في السعودية على الرغم من الكم الهائل من الشباب الذي يهتم بهذا العمل.

ويقول «عندما كنت ادرس، وأحضر في العطلات الى السعودية وأرغب في الاطلاع على الكتب الخاصة بالطيران، كنت لا أجدها هنا، كنت وزملائي نبحث ولا نجد لا الكتب ولا الإكسسوارات الخاصة بالطيران، كما أنني لاحظت العناء الكبير الذي يواجهه الطيارون الموجودون في السعودية في الحصول على أدوات واكسسورات الطيران. ايضا عملت على اختصار المسافة لشركات الطيران التي تسورد معظم الادوات من أمريكا وأوروبا، وهذه الدول في الأصل تستورد معروضاتها من مصانع في دول شرق آسيا وهي ذات الاشياء التي تصنعها تلك الدول وتصدرها وشركاتنا تستوردها، وقد عملت على اختصار المسافة واستوردت تلك البضئع مباشرة من المصدر المصنع، ومن هنا بدأت الفكرة لخدمة مجال الطيران إلى أن أصبحت واقعا الآن من خلال رأسمال متواضع أعانتني فيه عائلتي».

ويحوي معرض همام العديد من المراجع والكتب العلمية التي يحتاجها الطلاب في كل المستويات، الى جانب جميع المستلزمات الخاصة بالطيارين والمضيفين من اكسسوارات وخوذات والشاشات وخرائط وكتب، إضافه الي نماذج من الطائرات التي يجهزها في مصانع خارجية بأفضل المواصفات، ويقول «لا أزال اخطط لتوسيع الفكرة بحيث يجد كل من له علاقة بالطيران ما يريده هنا».

ويبين الكابتن همام أن دراسة الطيران للسعوديين ستصل الى طريق مسدود خلال السنوات القادمة بسبب ان السلطات المختصة تستوجب على الطيارين الحصول على رخصة اميركية تسمى «إن بي إيه»، وهي ترخيص لا تمنحه سوى الأكاديميات الاميركية. وعلى الطرف الآخر أصبحت الموافقة من السلطات الأميركية للشباب السعودي لدراسة الطيران من الأمور الصعبة، وقال « إن الأكاديمية الأردنية تعمل على توفير مدربين من اميركا، ليدربوا الطيارين الذين يدرسون في الأردن ليتم منحهم الشهادة بسبب صعوبة إجراء ذلك في الولايات المتحدة».

ودعا همام الي إنشاء أكاديميات لدراسة الطيران في السعودية على غرار ما هو موجود في بعض الدول العربية، خصوصا مع الإقبال الكبير لدى الشباب السعودي، إضافة الى وجود عدد كبير من الذين يدرسون الطيران فعليا، في كل انحاء العالم، مبينا ان هذه الأرضية تمثل دعوة لجهات الاختصاص لافتتاح الأكاديميات والمعاهد الخاصة بالطيران والصيانة. وقال همام إن دراسة الطيران تعد في الوقت الحالي من أغلى أنواع الدراسات في العالم، حيث تكلف نحو 60 ألف دولار. وزاد بأن الخطوط السعودية تطلب 320 ساعة طيران، منها 50 ساعة قيادة طائرة بمحركين، وساعة الطيران الواحدة تكلف الآن ما بين 120 و150 دولارا، وساعة التدريب على الطائرات ذات المحركين تتكلف في المتوسط نحو 300 دولار، اضافة الى الدراسة الأرضية.