روما تحتضن كل الجنسيات في أسبوعها للأزياء الراقية

اللبناني عبد محفوظ يتألق.. والفلسطيني جمال تسلاق يلعب على التناقضات

TT

اصبح للمصممين العرب عموماً، واللبنانيين على وجه الخصوص، حضور مميز وقوي في عواصم الموضة العالمية، فخلال اسبوع باريس للأزياء الرفيعة، مثلا، أذهل المصمم إيلي صعب الحضور بتشكيلة رائعة، يمكن القول انها من أجمل ما قدم لحد الآن، بل ومن أجمل ما شهدته باريس هذا الموسم. تشكيلة جمع فيها بين رومانسيته المعهودة التي تستحضر صورة شهرزاد أو أميرة يونانية، وأسلوب عصري جديد لم نعهده فيه من قبل، لكنه أكد من خلاله انه مايسترو بحق.

وإلى جانب إيلي، الذي يعرض ضمن البرنامج الرسمي للأسبوع منذ عام 2003، كانت هناك باقة لبنانية تعرض على هامش الأسبوع وتألقت بدءا من باسل سودا وجوزيف شقرا إلى زهير مراد وجورج حبيقة وغيرهم. ولأن أسبوع «الهوت كوتير» أو الأزياء الرفيعة الباريسي، لا يمكن ان يسع كل المبدعين العرب، فقد ارتأى بعضهم ان يتوجه إلى روما، للعرض فيها، خصوصا أنها المنافسة الوحيدة لباريس لحد الآن في هذا المجال. فقد تكون ميلانو هي الأشهر عالميا، لكنها متخصصة في الملابس الجاهزة أكثر، ولذا ارتأت روما أن تكون لها كعكتها الخاصة، تعجنها وتخبزها وتزينها بالشكل الذي تريد، ومن هنا ولدت لديها فكرة أسبوع موضة للأزياء الراقية لا يزاحم جارتها الميلانية لكن ينافسها منافسة صحية. كان ذلك منذ 12 عاما، ومنذ ذلك الحين اصبح أسبوع «ألتا موضة» الذي تشهده العاصمة منذ الـ27 من الشهر الحالي إلى اليوم، من اهم الاسابيع في أجندة خبراء الموضة لا يفوتونه عليهم بأي شكل من الأشكال رغم ان برنامجهم يكون حافلا هذه الايام ما بين باريس ونيويورك ولندن وميلانو ثم باريس مرة أخرى. ولأن صناعة الموضة اصبحت تدر الملايين على أي عاصمة، فقد وضع المسؤولون الرومانيون تحت أمر عاصمتهم كل التسهيلات ووظفوا لها كل الإمكانات، سواء تعلق الأمر بالعارضات المحترفات أو المتاحف والساحات الاثرية التي وضعت تحت تصرف المصممين لإقامة عروضهم.. في هذا الاسبوع وبهذه العاصمة ايضا، سجل اللبنانيون حضورا قويا، وعلى رأسهم عبد محفوظ، الذي قدم تشكيلة للربيع والصيف المقبلين ألهبت الخيال بتصميماتها الانيقة، والتي ركزت على سحر المرأة من دون إبراز مفاتنها الجسدية. فهي تصميمات تعانق الجسم لكن الكشاكش والبليسيهات والطيات جعلتها تداعب الخيال اكثر من أن تصدمه، خصوصا أن الأقمشة المترفة، من حرير وتافتا ودانتيل مطرز بأحجار الكريستال، إلى جانب التقنيات المستعملة في نحتها والتخفيف من سمكها، جعلتها تحفا متحركة. رافاييلا كيريال قدمت مجموعة تضج بالألوان والحيوية استوحتها من الغجر واعتمدت فيها على التنورات الطويلة المنقوشة بألوان متنوعة إلى حد التضارب، وقمصان بيضاء بأكمام منفوخة وجاكيتات مفصلة، بعضها على شكل صديريات، لكن أجمل ما فيها كانت الورود المتفتحة التي ما إن تقع عليها العين حتى تدخل البهجة إلى الصدور، عدا انها جاءت مطبوعة في فساتين مفعمة بالرومانسية العصرية. اما المصمم الفلسطيني، المقيم بروما، جمال تسلاق، فقد فاجأ جمهوره بتشكيلة جد أنثوية استحضرت نجمات هوليوود في الأربعينات من القرن الماضي، مع العلم ان علاقته بالنجمات قوية، فقد لبست كل من شارون ستون وأورنيلا موتي وغيرهما من إبداعاته فضلا عن عدد من الشخصيات المخملية. في هذه التشكيلة لعب على المفصل على الجسم والمنساب ليخلق بذلك تناقضا متناغما بين الأحجام جاعلا من الاقمشة مادته، لاسيما أنها المادة التي يفهمها جيدا ويتقنها دائما.