1.3 مليار صيني يستقبلون فأر الصين العظيم

بحثا عن الحظ في رأس السنة الجديدة

غالبا ما يختار الصينيون اللونين الأحمر والذهبي للملابس والزخارف والتماثيل والايقونات
TT

صبيحة الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، استيقظ العالم على عام جديد، بعد ليلة من احتفالات هادئة او صاخبة، ملونة بالفرح والأمل والتوقعات بمستقبل افضل بعد ان طوى صفحة عام 2007. في ذلك الصباح، كان المسلمون ينتظرون بدورهم، أن يطووا صفحة جيدة في سنتهم الهجرية. وصبيحة التاسع من الشهر نفسه استيقظوا على فجر جديد في سنتهم الهجرية الجديدة 1429. أما اليهود فقد سبقوا الطرفين الى الاحتفال برأس السنة العبرية «روش هاشناه»، في الأول من اكتوبر (تشرين الاول) الماضي. وكان للروس الارثوذوكس توقيتهم الخاص ورأس سنتهم الروسية. وظل معمولا بالتوقيت الروسي الى ما بعد قيام ثورة في 25 أكتوبر البلشفية بقليل، حيث الغي عام 1918، وبدلا من الاحتفال بذكرى الثورة في موعدها بالتقويم القديم (25 اكتوبر 1917)، صارت ذكرى الثورة تحل في 7 نوفمبر (تشرين الثاني) بالتقويم الميلادي.

وعلى منوال الآخرين، ما يزال فلاحو مصر يحفظون اسماء الشهور القبطية القديمة، التي يعيدها البعض الى زمن الفراعنة، أي الى اكثر من اربعة آلاف عام قبل الميلاد.

رأس السنة الفارسية والكردية (نوروز) يبدأ في 21 مارس (آذار)، وهو من بين التقويمات التي «اختارت» لها موقعا مميزا، ففي هذا الوقت، قبله أو بعده بقليل، يبدأ فصل الربيع، ولهذا يستحق أن يطلق عليه «يوم جديد» يتفتح فجره مثل ازهار الفصل كله.

لكن للصين فرادتها بين الجميع، تماما مثل سورها العظيم، وتعداد سكانها الذي بلغ حتى العام الماضي، ومن دون زيادة هذا العام التي قد تعادل حجم سكان دولة ما، مليار وثلث المليار نسمة. بدأت الصين استعدادها للاحتفال بعامها الجديد الذي يحل في السابع من فبراير (شباط) المقبل. ودّع الصينيون سنة «الخنزير» كما يطلقون عليها، ويستقبلون بعد أيام «الفأر» الذي سيواصل المشوار معهم على امتداد عام كامل، ليترك مكانه لاحقا للثور.

تبدأ الاحتفالات، التي تكون عادة صاخبة تستهدف طرد الشياطين، عند ولادة الهلال الثاني، بعد وصول الشمس الى أقصى أو أدنى ارتفاع لها في فصل الشتاء. ويطلق على السنوات المتعاقبة اسماء 12 حيوانا تتكرر في دورة مستمرة، وهي التالي: الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، الخروف، القرد، الديك، الكلب، والخنزير.

في احتفالاتهم، غالبا ما يختار الصينيون اللونين الأحمر والذهبي للملابس والزخارف والتماثيل والايقونات وغير ذلك، فبهما (الأحمر والذهبي)، يرتبط الحظ السعيد والآمال الكبيرة. يمثل الأحمر النار وهو طارد لأرواح الشياطين وفقا للأساطير الصينية، ولهذا ارتبطت به الالعاب النارية التي سوف تثأر من أبطال الخرافة القديمة. أما الملابس الحمراء فيخلق لونها انطباعا بالدفء، لهذا تكتب القصائد على ورق بحبر أحمر، ويتلقى الاطفال الصينيون نقودا بمناسبة السنة الجديدة في مظاريف ورقية حمراء.

في عيد رأس السنة تلتقي العائلات الصينية وتأكل الجمبري (القريديس) رمز العواطف والسعادة، والمحار البحري رمز الاشياء الجيدة، وسلطة السمك النيئ لجلب الحظ السعيد. ومأكولات أخرى لا تقل جلبا للحظ والسعادة، وربما زيادة النسل أيضا رغم عدم رغبة الصينيين في ذلك.

تستمر الاحتفالات 15 يوما يتخللها الرقص والعروض التقليدية والالعاب النارية.

في لندن تستمر احتفالات الجالية الصينية حتى منتصف فبراير (شباط المقبل، وسوف يقام احتفال مركزي بهذه المناسبة يوم الأحد 10 فبراير (شباط). وستبدأ مسيرة عرض في الساعة 11 صباحا من وسط العاصمة البريطانية وصولا الى ميدان «ترافالغار سكوير»، المعروف عربيا بميدان الطرف الأغر، حيث تقام فعاليات ونشاطات فنية بينها عروض التنين المذهلة ورقصات الأسد، وأفضل العروض الفنية التقليدية الصينية. وترافق ذلك عروض العاب نارية في «ليستر سكوير»، وسوف تكون المحلات في الحي الصيني القريب قد لبست الالوان الصينية المفضلة في هذه المناسبة، وتزينت بكل ما يليق بها.