ريش يعوض الفرو.. وأزياء بدون حياكة

أسبوع نيويورك للموضة يراعي عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية

من عرض كارولينا هيريرا
TT

يبدو أن الثنائي الاميركي بروانزا شولر عادا إلى طفولتهما، وبالذات إلى لعبة صنع طائرات ورقية، في تشكيلتهما لخريف وشتاء 2008. فمما لا شك فيه انها كانت الفكرة التي انطلقا منها لتصميمها، والنتيجة كانت أزياء من دون حياكة لكنها متعة للنظر بكل المقاييس، عكس قدرتهما على الإبداع رغم صغر سنهما، حيث لم يمض على تخرجهما سوى بضع سنوات. فقد قدما، ما يبدو للوهلة الأولى معطفا مع جاكيت وصديري من نفس القماش واللون، لكن سرعان ما تظهر الحقيقة وهي ان هذه القطع الثلاث ما هي إلا قطعة واحدة مكونة من 20 مترا تم طيها وثنيها لخلق هذا الانطباع.

نفس الأسلوب استعملاه في بعض فساتين السهرة. ولأن المظهر «نظيف» وبسيط فإنه خلا من أي تفاصيل أخرى مثل التطريزات، التي استعاضا عنها باستعمال فتحات تظهر من تحتها بطانة القطعة. لم يكن الأسلوب هنا هو المتقدم، أو السابق لأوانه، بل ايضا الأقمشة التي استعملت فيها تقنيات جد متطورة سوءا على البلاستيك أو الدانتيل. لكن رغم كل هذا فإنها تضمنت فلسفة اسبوع نيويورك التي تحرص على العملية. بمعنى آخر يمكن تطويعها وارتداؤها بسهولة، لاسيما وان الالوان كانت هادئة تتباين بين الأخضر الزيتوني، الأزرق، الأسود، الرمادي والأبيض السكري. بيد ان بروانزا شولر لم يريدا ان يعطيانا تشكيلة مضمونة إلى حد الملل، فقد حرصا على تنسيقها بشكل يمنحنا مظهرا حيويا وذلك باستعمال ألوان صارخة وفاقعة في الاكسسوارات. فالجوارب، مثلا، جاءت بالبنفجسي أو البرتقالي او الأخضر الزمردي أو الأحمر مع أحذية بكعوب تعمدا ان تخلق تناقضات أو رحلة إلى أجواء الكرنفالات التي تشهدها الكثير من بلدان العالم هذه الأيام. غير ان رأيهما كان واضحا ويتلخص في أن موضة موسمي الخريف والشتاء المقبلين ستشمل فساتين قصيرة، معاطف بألوان معدنية، قطع منفصلة بأقمشة متضاربة. أما الملاحظ في الكثير من عروض هذا الاسبوع، فهي المفاجآت اللذيذة التي اتحفنا بهذا العديد من المصممين، مثل ظهور توجهات جديدة، قد يراها البعض صرعات، ليس لأنها مجنونة أو غريبة بل فقط لأنها غير متوقعة من اسبوع بنى سمعته اساسا وعودنا على المعقول والعملي. على سبيل المثال لا الحصر نذكر التزاوج غير المعهود بين بعض الأقمشة المتضاربة، فقد قدم بروانزا شولر، معطفا كاكيا من الصوف مع بنطلونات باللونين الذهبي والبنفسجي من التافتا أو من الساتان فصلا عن قطع اخرى من الكشمير مع الدانتيل وهكذا.

بعد 12 ساعة على عرضهما، قدم الثنائي مارك بادغلي وجايمس ميشكا، عرضا عادا فيه إلى السبعينات من القرن الماضي، من خلال قبعات ناعمة وبنطلونات من المخمل والألوان المعدنية. بادغلي اند ميشكا اللذان اشتهرا بفساتين السهرة والمساء وعودا المرأة ان يقدما لها الأجمل والأنثوي لم يخيبا آمالها هذه المرة ايضا، وإن استعاضا عن الفرو بالريش، ربما استجابة للأوضاع الاقتصادية غير المستقرة أو المطمئنة، إلى حد بدت فيه العارضات مثل الطيور في بعض القطع. ويبدو ان استعمال الريش لم يقتصر على هذا الثنائي، إذ أنه كان حاضرا بقوة في تشكيلات كل من مونيك لويلر وجي. مانديل، كارولينا هيريرا وأوسكار دي لارونتا، في حين استعمله مارك جايكوبس كزينة على رؤوس عارضاته، لكن لن نغالي بالقول ان الفرو غاب تماما عن نيويورك، فقد استعمله بعض المصممين، وإن بجرعات مختلفة، فبينما استعمله جي.مانديل في معاطف وقطع كاملة، استعملته كارولينا هيريرا مثلا في اكسسوارات وحواش. سيمتد اسبوع نيويورك للموضة إلى يوم غد.