العشاق يشترونها للتعبير عن حبهم.. والمصدرون يجنون منها الملايين

كولومبيا .. من المخدرات إلى الورود

تعتبر كولومبيا المصدر الثاني للورود في العام بعد هولندا
TT

بدأ العد العكسي ليوم الحب الذي ينتظره العشاق كل عام في الرابع عشر من فبراير (شباط) ويمكن تحوير العبارة الشهيرة «مصائب قوم عند قوم فوائد» الى «عشق قوم عند قوم ورود وملايين» وهذا ينطبق على اصحاب المزارع الكبرى في العالم التي تتولى مهمة تصدير كميات هائلة من الورود والزهور والتي يزيد جنيها للارباح بشكل لافت في مناسبة الاحتفال بيوم العشاق ( Valentine Day).

فعندما تتكلم عن الزهور تخطر هولندا في بالك لانها لا تزال تتربع على عرش تصدير اكبر كمية من الخزامي (التوليب) الى العالم، ولكن هذا العام يبدو أن كولومبيا تحاول تخليص نفسها من لقب بلاد الاتجار بالمخدرات الى بلاد زراعة وتصدير الزهور الى العالم لتحل في المرتبة الثانية من حيث التصنيف العالمي لتصدير الزهور، ومن المنتظر أن تصل قيمة تصديرها للورود والزهور بحلول يوم الحب الاسبوع المقبل الى 260 مليون دولار اميركي.

فبعيدا عن الازمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم اجمع، تتطلع البلدان المصدرة للزهور مثل كولومبيا وهولندا الى تحقيق ارباح خيالية من خلال تصديرها لها، ويقول تيمو هيوز المدير التنفيذي في مركز البيع بالمزاد «فلورا هولند»، إن البيع بواسطة المزاد في هولندا لا يعاني من المشاكل الاقتصادية فلا تزال المبيعات محافظة على مستواها لا بل بدأت مرحلة البيع المضاعف مع اقترابنا من يوم الحب، وأضاف هيوز انه «قد يتأثر السوق الذي يعنى بالشتول الغالية والنادرة لذا نرى السوق يتحول الى زراعة وتصدير انواع اخرى اقل تكلفة للمحافظة على مستوى البيع المرجو».

في يوم الحب، يكون الطلب عاليا جدا على الورود الحمراء والبيضاء، بالاضافة الى الخزامي (التوليب) ويفضل البعض مزج عدة أنواع من الورود مع بعضها البعض لخلق هوية خاصة بكل باقة.

انضمت «فلورا هولند» الشركة العملاقة في مجال مزادات الزهور في بداية هذا العام الى شركة «الزمير»، بعد ان وصلت ارباحها مجتمعة الى 4 مليارات يورو العام الماضي.

وتعتبر هولندا البلد الاول في العالم من حيث تصدير الورود الى الخارج، إذ تستحوذ على 60 بالمائة من قيمة التصدير العالمي. وتعتبر المانيا وفرنسا وبريطانيا من اهم البلدان التي تصدر اليها الورود والتي تعتمد عليها هولندا في اسواق البيع.

يعول الكولومبيون على تجارة الزهور، محاولين التخلص من شبح المخدرات والشغب الذي ارتبط باسم البلاد، لنجدها حاليا تعزز وضعها على خارطة زراعة الورود بشكل عام، خاصة أنها تملك المقومات المناخية والجغرافية التي تساعدها في تبووئها ارفع المستويات على المستوى العالمي.

وتعتبر منطقة تبوك السعودية من بين اكبر الدول المصدرة للزهور حيث تقوم مزارع استرا بانتاج 18 مليون زهرة سنويا بالاضافة الى مليوني نبتة زخرفية، وتعتبر الزهور التي تنتجها السعودية من اجود انواع الزهور وهي تشتهر بزراعة زهرة الاقحوان والقرنفل واجود انواع الورد الجوري.

ولمصر ايضا نصيبها في تجارة الزهور التي تزداد هي الاخرى في هذه الفترة من العام، وتتميز مصر بزراعتها عدة انواع من الزهور بسبب مناخها المعتدل وجغرافيتها المناسبة للزراعة، وتسعى مصر الى زيادة معدل تصديرها للزهور من 550 الى 3000 طن. وتنفرد مصر بزراعة 12 الف نوع من الصبار تقوم بتصديرها الى هولندا واكرانيا.

فعلى الرغم من ازدياد معدل الدخل الفردي وتمكن المرء من شراء الهدايا غالية الثمن تبقى الوردة او الزهرة اجمل عربون للحب والوفاء، فالورد وطريقة تداوله عالم بحد ذاته له اصوله وأساليبه، كما ان ألوانه لها دلالاتها التي يجب اخذها في الحسبان. فهناك اقوال عديدة عن الزهور من بينها: فكما تقاس حضارة الشعوب على اساس ما تستهلكه من زهور تقاس رقة الفرد بعدد ما يهديه لغيره من ورود. كما ان الزهور هي لغة يتداولها جميع البشر حول العالم ولا تحتاج لمترجم.

* يوم الحب

* ارتبط يوم الحب بالرومانسية منذ العصور الوسطى وذلك بعد ان انتشرت فكرة الحب الغزلي.

وبدأت فكرة تبادل الهدايا منذ ان اصبح العشاق يقومون بكتابة الرسائل الغرامية، التي كانت تكتب باليد، ومن هنا جاءت فكرة تبادل بطاقات التهنئة الخاصة بالمناسبة، ويصل عددها في كل عام الى مليار بطاقة، وتقوم النساء بشراء حوالي 85 بالمائة من جملة البطاقات التي تباع في يوم الحب. ويحتفل بهذا العيد عالميا، واصبح عيدا تجاريا غايته ربحية، يعول عليه التجار واصحاب محلات بيع الزهور ومحلات بيع الشوكولاتة وغيرها من محلات بيع الهدايا.