أبو نقطة والمشفر والحلزوني.. من أنماط تحليل الشخصيات عبر التوقيع

المقرن لـ «الشرق الأوسط» : اتهموني بالسحر والشعوذة.. والمرأة هي الأكثر طلبا لتحليل الإمضاء

غلاف الكتاب («الشرق الأوسط»)
TT

وصلت نتائج تحليل التوقيع إلى اكتشاف صفات كثيرة لشخصية صاحب التوقيع ابتداء من الفوضوي والحاد، العاطفي والحليم، مروراً بالفيلسوف والأنيق، وحتى الكريم والانطوائي وغيرها من الصفات إلى أن يصل بالتحليل لحدود الجسد فيفرق أيضاً ما بين السمين والطويل! هذا المجال وصفه البعض بالشعوذة بينما صدقه آخرون.

سبع سنوات قضاها ماجد المقرن مؤلف كتاب (كشف الأخلاق بتوقيع الأوراق) في إجراء العديد من التطبيقات والتجارب على عينة تقارب الخمسمائة فرد ليصل لنتائج تصل دقتها لـ 90 في المائة في مطابقة جديدة لتحليل الشخصية واستنباط الصفات المميزة للفرد عبر التوقيع. كانت بدايته هواية منبعها محاولات لكشف الغموض وفك الرموز، ومن ثم اتجه بهوايته نحو مسار التجارب والممارسة والتدريب الذاتي إلى جانب العديد من القراءات التي تدور في نفس المجال رغم قلتها وضعفها. إلا أن من أبرز الكتب التي استعان بها كتاب «توقيعك ماذا يقول لمعروف زريق» الصادر 1407هـ، كما استعان بفلسفة الأخلاق وبعلوم ابن القيم، ابن مسكوية، ابن حزم، ابن الجوزي والراغب الأصفهاني. كما اعتمد المقرن في فكرة التحليل على أن لكل سلوك ظاهر مشاعر وأحاسيس مدفونة بداخل النفس، وأن التوقيع في جرأته الخطية على مختلف أشكالها شحنة تعبيرية تنقلها اليد بواسطة القلم! ماجد المقرن الذي اعتبر التوقيع رمزا صغيرا في حجمه وكبيرا في معناه، أكد لـ«الشرق الأوسط» على أن التوقيع يعتبر لغة عالمية ورمزا يعتمد على الأشكال والخطوط في بنيته، وفيه ثبات ودقة عالية جداً لا تجعل هناك فروق بين التحليل وإن اختلفت اللغة. بعد قراءات وتجارب متعددة قام بها في مجال الفراسة بأنواعها وجد صعوبات يتعذر من خلالها تطبيق تلك القواعد في الوقت الحاضر لما حصل من التزييف والتغيير في شكل الإنسان الظاهري فلجأ لتحليل التوقيع! ورداً على سؤال عما اذا كان تحليل التوقيع علم أم فن، ذكر المقرن أن من وظائف العلم الوصف والتفسير والتنبؤ والتحكم والسيطرة. وتحليل التوقيع وتفكيكه يصف أبرز خصائص وطبائع صاحب التوقيع النفسية، ويكشف مكنون النفس البشرية وما لها من أخلاق، فمن خلال التوقيع نستطيع التنبؤ بتصرفات الشخص وردود أفعاله تجاه مواقف متباينة من أهمها طاقته وطريقة تفكيره واتخاذه للقرارات ونهجه في إيجاد الحلول. ومعرفة واكتشاف نقاط الضعف والقوة في صاحب التوقيع تكون بمثابة مفاتيح وأدوات من خلالها يتمكن من إقناع أو تعديل سلوك أو على الأقل التكيف مع طباع وسلوكيات أي شخص آخر، وبهذا يكون هناك مقدار من التحكم والسيطرة على ردود الفعل. واذا نظر اليه بهذه الطريقة فان تحليل الشخصية من خلال التوقيع يصبح علما كما هو فن من خلال ما يضيفه المتخصص في هذا المجال من كشوفات جديدة ممزوجة بفنون أخرى تحقق المتعة والدهشة لدى الآخرين، وأضاف أن من يريد إغلاق باب أهو علم أو فن فإنه يدعي الموهبة الفطرية. وعن أبرز العوامل في التوقيع التي قد تمنع تحليله أوضح المقرن أنه متى ما عبر الفرد عن نفسه بتوقيع محدد اختاره من تلقاء نفسه فلا يوجد ما يمنع من تفكيك ذلك التوقيع إلا إنه في بعض الحالات نجد من لديه أكثر من توقيع فلا بد من جمع تلك التوقيعات لتفكيكها جميعاً.

ويذُكر في كتابه أنه من خلال التوقيع يستطيع رصد وتوقع أسباب التجاذب والتآلف بين الزوجين وسر التباين والاختلاف بينهما.

وأوضح المقرن أنه عندما يعرض عليه مثل هذا الأمر لا بد أن يقف على نوع العلاقة بين الزوجين تكاملية أم تفاضلية ومن خلال تفكيك التوقيع للزوجين يستنبط الصفات التي تحدث نوعا من التكامل بينهما، ويشير الى الصفات التي من الممكن أن تسبب بعض التنافر. وأشار إلى أن الفروقات تعتمد في الغالب على شخصية صاحب التوقيع أكثر مما تعتمد على جنسه أنثى كان أم ذكرا، غير أن المرأة أكثر إقبالاً ورغبة على معرفة تحليل التوقيع بحكم أنها اجتماعية وأكثر حبا لكشف الغموض ولفرط حساسيتها تجاه التواصل مع الآخرين.

وعن سؤاله حول حالات تزييف التوقيع أفاد أنه من الرائع بل المثير أن مهارة كشف الأخلاق من خلال التوقيع لا يؤثر فيها التزييف بقدر ما يؤثر في فنون الفراسة الأخرى بل إن مجرد «الشخبطة» يستطيع من خلالها كشف بعض ملامح للشخصية.

أما عن الشروط التي يجب توفرها في محلل التوقيع أوضح أن من لديه القدرة على تحمل الغموض يحتاج لمركب رباعي عناصره قوة الملاحظة والخيال مع قوة الحافظة وسعة الاطلاع في جوانب النفس البشرية.

ذكر المقرن أن تحليل الخطوط وتحليل التوقيع كلها ترجع لعلم الفراسة والقيافة فكتابة الحروف تتغير وتختلف من وقت لآخر مما يجعل من الصعب الاستقرار على صفات محددة للفرد من خلالها، فعندما نأخذ كتابة عفوية لأي شخص في نفس الصفحة ونتتبع كتابته لأحد الأحرف سنلاحظ أن طريقة كتابته للحرف تتباين من سطر لآخر بشكل واضح.

ومن الإشارات الغريبة التي لفتت نظره في تحليل التوقيع هو التشابه في نمط التوقيع لدى التوائم. أما عن الاعتراضات التي وردته فقد أوضح أن من جهل شيئاً عاداه فالناس أعداء ما جهلوا، وقد بلغ الأمر بالبعض إلى اتهامه بالسحر والشعوذة ويؤكد أنه رغم كل ما أخذه منه تحليل التوقيع من وقت وجهد ومال إلا أن كل ما أخذه كان ممزوجا بلذة ومتعة ومنحه حاسة جديدة بل (قرينة استشعار). وعن خططه المستقبلية أشار المقرن إلى أن لديه بحثا لا يزال تحت قيد الفرضية ولم تظهر له نتائجه بشكل نهائي وهو محاولة لإيجاد علاقة بين فصيلة الدم والتوقيع، بالإضافة إلى بحث آخر يربط بين شكل التصميم سواء كان ديكورا او خلافه والعقلية التي انتجت ذلك التصميم، كما يطمح بإدراج تحليل التوقيع كمادة لا منهجية في المدارس.