معرض آثار أعماق البحار بطنجة المغربية يكشف أسرار الحقب التاريخية

صور لآثار عثر عليها في أعماق البحار («الشرق الأوسط»)
TT

يحتضن رواق محمد الدريسي للفن المعاصر بطنجة (شمال المغرب)، حاليا معرض الآثار في أعماق البحار الذي يتواصل الى غاية 18 فبراير (شباط) الحالي.

ويضم المعرض المنظم من قبل وزارة الثقافة المغربية، ودار العلوم الانسانية بباريس، صوراً ومعلومات عن الآثار المائية في بلدان متوسطية (المغرب الجزائر، تونس، مصر، فلسطين، الأردن، سورية، لبنان، اليونان، ايطاليا، البرتغال، فرنسا) التي نظم بها هذا المعرض منذ سنوات، ثم عرض للمرة الاولى باللغة العربية في القاهرة عام 1998، بدعم من وزارة الخارجية الفرنسية. وأصبح منذ اكتوبر (تشرين الاول) 2003 متواصلا بمكتبة الاسكندرية في مصر. وأضيف إليه اخيراً جزءٌ يتعلق بالبحرية المغربية. ويكشف المعرض أهمية الآثار تحت المائية التي تؤرخ بدورها لحقب ضاربة في القدم، من خلال مخلفات يتم العثور عليها، وهي عبارة عن بقايا سفن تجارية وادوات صيد، وأوان ذات استعمالات مختلفة.

وتعتبر العلوم المائية تخصصاً لا يزال في بدايته بالمغرب، وهي «علوم مكمِّلة للمصادر المكتوبة الغنية»، حيث تقدم قراءة للتاريخ البحري المغربي في مختلف الحقب، انطلاقاً من مظاهر متعددة، مثل الطرق البحرية، والحروب القائمة، والمعمار العسكري والتجارة. ومكنت الأبحاث التي أجريت تحت المياه منذ عام 1999 على السواحل الاطلسية والمتوسطية، من التعرف على العديد من القطع الأثرية المستعملة منذ العصور القديمة، فالمغرب كان يعد ملتقىً للطرق التجارية المتوسطية والأطلسية، ومعبرا ضروريا للبحارة منذ اقدم العصور، وتوجد على طول سواحله عدة مرافئ ومدن ومصارف تجارية، تشهد على نشاط بحري مكثف في كل الحقب التاريخية.

ويقدم المعرض اهم النتائج العلمية والتقنية التي تم التوصل اليها حديثا، مبرزاً التقدم الملحوظ على المستوى المنهجي للعديد من الاعمال التي انجزت عددا من المواقع البحرية. ويوظف علماء طرقا مختلفة للبحث تعتمد على تقنيات متقدمة جدا، من بينها استعمال القياس المغناطيسي للاستكشافات تحت المائية، والتصوير الضوئي للرفع الهندسي للقى الأثرية، والإنسان الآلي المبرمج عن بعد للكشف عن المواقع العميقة.