عبد الوهاب يتهم في أوراقه عبد الناصر بالخداع ويشيد بتحية كاريوكا

صورة للموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب في أحد شوارع القاهرة (رويترز)
TT

بعيدا عن تحفظه المعروف في إطلاق الاحكام يسجل المطرب الراحل محمد عبد الوهاب في أوراقه بصراحة غير معتادة آراء حادة عن موسيقيين وزعماء منهم الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر متهما اياه بخداع الجماهير. ونقلا عن وكالة «رويترز» الأخبارية يقول عبد الوهاب في كتاب «رحلتي.. الأوراق الخاصة جدا» الذي حرره الكاتب المصري فاروق جويدة ان «عبد الناصر كان يخطب في الجمهور وهو غير مؤمن بما يقول ويعلم أنه يخدع الجماهير ومع ذلك تصدقه الجماهير بتحمس شديد، وكان خليفته أنور السادات يخطب في الجماهير وهو مؤمن بما يقول ولا يكذب ولا يخدع ومع ذلك لا تصدقه وتقول عنه انه ممثل كذاب».

ويقع الكتاب في 159 صفحة متوسطة القطع وأصدرته «دار الشروق» بالقاهرة متزامنا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي اختتم يوم امس (الخميس) دورته الاربعين. لكن الكتاب يخلو من أي صورة لقصاصة أو ورقة بخط عبد الوهاب. ولا يستطيع القارئ بعد الانتهاء من الكتاب أن يعرف هل كان عبد الوهاب يكتب يوميات بانتظام أم كان يسجل آراء وخواطر عفوية بلا ارتباط بينها وبين الاحداث التي يعلق عليها.

ونقلا عن الوكالة يقول جويدة في مقدمة عنوانها «عبد الوهاب.. وصداقة عشرين عاما» انه قضى عاما كاملا مع الاوراق التي سلمتها له أرملة عبد الوهاب والتي تزيد على 600 ورقة مختلفة الاشكال منها كراسات قديمة وقصاصات صغيرة وأوراق خاصة بفنادق، مضيفا أنه اكتشف «عبد الوهاب آخر غير الذي يعرفه» من خلال أوراقه الصريحة. يسجل الكتاب تحت عنوان «هؤلاء في كلمات» ملخصا عن رأي يفترض أنه لعبد الوهاب في شخص ما. يقول عن عبد الحليم حافظ بالنص «وجه عبد الحليم جمال القبح، وعبد الحليم لا يصدق إلا حين يغني». ويصف عبد الوهاب في أوراقه الملحن المصري كمال الطويل بأنه «موهوب وعاقل»، مضيفا أن الطويل ملحن نخبوي أكثر مما هو ملحن شارع لكنه بلا ومضات باهرة. وكان الطويل رفيق رحلة عبد الحليم حافظ كما لحن لأم كلثوم قبل أن يلحن لها عبد الوهاب ببضع سنوات. أما عن الملحن المصري بليغ حمدي فهو موهوب أيضا في رأي عبد الوهاب وقال عنه «عنده صمم لغير ألحانه فهو لا يحس بجمال غيره ولا يريد أن يحس بهذا الجمال واذا مدحته في حضوره انتفخ كالديك الرومي ويقول.. هل من مزيد». ويقول ان المصري حلمي بكر يلحن للموسيقيين بهدف جذب انتباههم. أما سيد مكاوي فهو مريح وهادئ. ويشعر عبد الوهاب حين يسمع مكاوي يغني بأنه «يسب المغنين والملحنين ويسب اليوم الذي وجد فيه في وقت واحد مع هؤلاء وهؤلاء، وأشعر وكأنه يقول لهم بغنائه.. هكذا يكون الغناء وهكذا يكون التلحين».

وعن «رويترز» ذكر بأن قسوة عبد الوهاب لم تنتقل معه من الموسيقيين الى المطربات والراقصات. فيقول عبد الوهاب ان «فيروز أقدر المطربات في تأدية الاغاني القصيرة» نظرا لقدرتها على أن تطرب السامع في أقصر وقت كأنه استمع اليها لساعات.

وحين يكتب عبد الوهاب عن الراقصة والممثلة المصرية الراحلة تحية كاريوكا يختار عنوان «رمز الاستقلال الفني» قائلا انها قادرة على أن تعطي ما عندها من فن وحركة في متر مربع واحد بإبهار كبير لما في أدائها من شموخ وثقة وعقل حيث جعلت للراقصة المصرية شخصية وسط اللبنانيات والارمن وغيرهن اذ كان رقصهن كطعام خال من الملح. وكان ظهور تحية ونجاحها ظاهرة وطنية حررت الرقص من استعمار الاجنبيات، معلقا «فرح المصريون بها كما فرحوا بإنشاء بنك مصر كظاهرة من ظواهر الاستقلال الاقتصادي».