إيزابيل أدجاني تستعد لإداء دور مارلين مونرو

في فيلم يبدأ تصويره في الربيع

TT

بعد غياب 34 سنة عن الشاشة الصغيرة، استقبل الفرنسيون بكثير من الفضول عودة نجمتهم إيزابيل أدجاني (اسمها الذي ورثته من والدها الجزائري هو عجاني) الى التلفزيون من خلال دور الكونتيسة في فيلم «فيغارو». والفيلم مأخوذ من نص مسرحي شهير للكاتب بومارشيه. وقام المخرج جاك فيبير بالاعداد التلفزيوني في ثلاث حلقات، عرضت الأُولى منها في سهرة الخميس الماضي، على القناة الثالثة.

وهي المرة الاولى التي تقوم فيها الممثلة الفرنسية بدور في عمل موسيقي للتلفزيون، فقد جاء المخرج بفرقة من ستة موسيقيين يعزفون ألحان موزارت في حديقة القصر على امتداد الفيلم، وهو متردد في عرض الدور عليها خشية أن ترفضه نظراً لأنها تعيش في شبه عزلة وباتت مقلة في أعمالها الفنية خلال السنوات الأخيرة. لكن أدجاني وافقت على المشروع رافضة ما يشاع عن أنها صعبة المنال. ترفض الممثلة، أيضاً، الفكرة الشائعة حول الأعمال التلفزيونية التاريخية بأنها كلاسيكية وثقيلة ولا تناسب الأجيال الشابة. وبعودتها الى الشاشة الصغيرة، تعيد أدجاني صلة الوصل مع وسيلة اعلامية لعبت دوراً في تقديمها للجمهور العريض. ففي عام 1974، عندما بدأت العمل مع فرقة «الكوميدي فرانسيز»، قامت بدور «آنييس» في «مدرسة البنات»، وهي مسرحية جرى تقديمها على مسرح صمم خصيصاً للنقل التلفزيوني. وهي تقول إن ذلك الدور هو الذي فتح أمامها الباب لتأدية دورها المهم في فيلم «حكاية آديل هـ» للمخرج فرانسوا تروفو. لقد رآها تروفو في التلفزيون ولفتت نظره رغم صغر سنها، آنذاك، ودعاها للعمل معه. وفيما بعد قال لها: «تلك كانت المرة الأُولى التي أبكي فيها أمام شاشة التلفزيون في بيتي».

يومذاك، رفض بيير دو، مدير الفرقة المسرحية العريقة، إعطاءها إجازة للتصوير مع تروفو. فما كان منها سوى الاستقالة من عملها المسرحي وتكريس موهبتها للشاشة الكبيرة. وكان حظها مع الشهرة في السينما أكبر منه في المسرح الذي يقصده نفر محدود من المتفرجين. كما أن التلفزيون منحها فرصة الظهور أمام ملايين المشاهدين، لذلك مازالت تشعر بالعرفان للشاشة الصغيرة ولا تجدها أقل أهمية من السينما. المهم هو نوع العمل ومستوى الاخراج.

تعرفت إيزابيل على المخرج والممثل جاك فيبير منذ أن كانت في الخامسة عشرة من عمرها، طالبة في الكونسرفاتوار تدخل متهيبة الى القاعة الكبرى لتتفرج عليه وهو يؤدي دوره في مسابقة التخرج. وكان فيبير واحداً من ألمع الطلاب في دورته. وبعد التخرج، شاءت المصادفة أن تؤدي أمامه دوراً في فيلم «فوستين والصيف الجميل» للمخرجة نينا كومبانيز.

في هذا العمل التلفزيوني نشاهد «الكونتيسة أدجاني» مسترخية في حديقة قصرها في صيف ساخن، تراقب الدنيا وتصغي الى الموسيقى ولا تتوقع شيئاً من الحياة. لكن القدر كان يخبئ لها مغامرة عاطفية هي آخر ما كان يدور في بالها. وقد سمح لها المخرج بألا تلتزم بالحركات المرسومة للدور مسبقاً، بل أن تقترح ابتكاراتها الخاصة وإضافاتها لشخصية الكونتيسة، تلك المرأة الشفافة التي تبدو وكأنها لا تعيش الحياة بل تتفرج عليها.

يبدو أن هذه التجربة سحبت قدم أدجاني الى الشاشة الصغيرة بشكل دائم، فهي تستعد للتمثيل في فيلم لقناة «آرتي» يبدأ تصويره في الربيع المقبل، والعنوان المقترح له هو «يوم في الثانوية». وتدور أحداث الفيلم في مدرسة تقع في الضواحي، وتؤدي فيه دور مدرسة تأخذ تلاميذها رهائن في لحظة جنون. أما المشروع الذي تنتظره بشغف فهو دور في فيلم عن النجمة الراحلة مارلين مونرو للمخرجة مارتين دوغوسون.

في أحدث اعترافاتها، ردت إيزابيل أدجاني على سؤال حول قلة ظهورها على الشاشة بالقول: «عندما كنت صغيرة، كنت أظن أنني سأعتزل في وقت مبكر. أما اليوم فلست راضية عما قمت به، بعد، ولهذا لا بد من الاستمرار. إنها مهنة صعبة، والتمثيل لم يعد اليوم عملاً يتعلق بالموهبة بل لا بد من تلميع الصورة. وأنا حرصت، دائماً، على تخصيص وقت لما هو جوهري في الحياة، أي لإبني غابرييل».