حملة لجمع الكتب ضمن مهرجان «الكتاب المستعمل» بدبي

عشرة دراهم كحد أقصى لسعر الكتاب الواحد

ارتفاع أسعار الكتاب قياسا بالدخل الفردي للمواطن العربي أحد أبرز أسباب ازمة الثقافة العربية
TT

حين يهزك الشوق للقراءة ستعرف حتما أن محفظتك لا بد أن تكون عامرة كي تستطيع شراء ما تريده من الكتب، علة أدركها كثير من حاملي هموم ازمة القراءة في وطننا العربي، لذلك قامت جهات عديدة على سبيل المثال في بعض الدول العربية بنشر وتوزيع كتب ذات أهمية، مجانا مع الصحف، وذلك في محاولة جاهدة لرد الاعتبار لعادة القراءة عند القارئ بعودته لها يعيد للكتاب بعضا من ماء وجهه المسفوح في المستودعات وقد التهمته القوارض.‏ وبما أن مشوار الألف ميل كما يقولون يبدأ بخطوة، تبنى مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ضمن مهرجان الكتب المستعملة والذي ينطلق في الرابع والعشرين من الشهر الجاري ويستمر حتى الأول من مارس، المركز حوى كما صرح الدكتور محمد ياسر عمرو، المدير العام للمركز، لجانا لتجميع الكتب المستعملة من هيئات المجتمع المدني المختلفة بمساعدة العديد من طلاب المدارس مهمتها فرز تلك الكتب وترميم شبه التالف منها، وسيتراوح سعر الكتاب الواحد بين الدرهمين والعشرة دراهم، وحول ذلك يعلق بالقول: «عندما تقولين كتابا مستعملا قد تتبادر في ذهن الكثيرين كتب عفى عليها الزمن، لكنني أؤكد لك أن الكتب المعروضة ستضاهي في جودتها الكتب الجديدة».

وأكد الدكتور عمرو ان الكتاب هو اكبر وعاء للثقافة وأفضل ناقل للفكر بشتى أنواعه، ولأن نشر الكتاب كان على الدوام مطلبا وهدفا تسعى جهات عديدة لتحقيقه، فقد جاء المهرجان ليقدم فرصة ذهبية للمساهمة في تعميم القراءة وإتاحتها للجميع، خاصة أولئك الذين تحول إمكاناتهم المادية دون الوصول إلى الكتب.

لذلك فارتفاع أسعار الكتاب قياسا بالدخل الفردي للمواطن العربي، الذي يعاني في الأغلب من محدودية الدخل أو الفقر أو البطالة، تشكل بحسب علي عبيد الهاملي، عضو مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، أحد أبرز أسباب ازمة الثقافة العربية والتي تتلخص بعبارة تقول بوضوح ما بعده وضوح إن «العربي لا يقرأ» وهو يعلق في هذا السياق بقوله «القراءة عند العربي هواية لا تمارسها إلا النخبة المثقفة وبدرجة معروفة. في حين أن الغرب يقرأ، ويقرأ بكثرة، بل إن القراءة هي هواية الجميع، وصناعة الكتاب صناعة رائجة ومزدهرة ومتطورة وهي في تصاعد كميّ ونوعيّ، في حين أن كاتبنا وشاعرنا العربي ومؤلفنا العربي لا يطبع من نتاجه إلا الرقم الهزيل ولا يبيع منه إلا الرقم الأكثر هزالا».

وقد ورد في تقرير منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية (اليونسكو) أن معدل نشر الكتاب في العالم العربي لا يتجاوز نسبة 7 في المائة، وكذلك فإن نصيب كل مليون عربي من الكتب لا يتجاوز ثلاثين كتاباً، مقابل 584 لكل مليون أوروبي، و212 لكل مليون أميركي. وورد في تقرير التنمية البشرية الأخير أن أعداد النسخ المطبوعة من الكتاب العربي في المعدل العام بين ألف الى ثلاثة آلاف، بينما يبلغ عدد النسخ المطبوعة للكتاب في أوروبا وأميركا عشرات الآلاف.

إذاً فالمقارنة تكشف لنا أن وضع القراءة في العالم العربي مزرٍ للغاية، ونحن هنا نتحدث عن القراءة أيا كانت، «كتب الطبخ مثلا أو التنجيم» فما بالك بقراء النقد الأدبي، أو النص الإبداعي؟!