معرض لأشهر رسائل الحب في متحف المخطوطات في باريس

وردة لكل زائرة في عيد العشاق وعبارات غزل مسجلة على بطاقة هاتفية

متحف الرسائل والمخطوطات في باريس
TT

من المعتاد أن يرتاد الناس المطاعم والمراقص للاحتفال بيوم العشاق. لكن المثقفين من أهل الهوى الفرنسي سيجدون ضالتهم في معرض خطابات الحب الذي يقام في متحف الرسائل والمخطوطات في باريس. وأعلنت إدارة المتحف عن تخفيض أسعار تذاكر الدخول الى النصف للزائرين، يوم غد، وتقديم وردة الى كل سيدة وفتاة تدخل الى المتحف في يوم العشاق.

ودارت عجلة تسويق «سان فالنتاين» قبل حلول المناسبة بعدة أسابيع، وامتلأت واجهات الدكاكين بالقلوب. وحجز كثيرون باقات الورد الأحمر، مسبقاً، نظراً للاقبال الشديد عليها باعتبارها الهدية الأكثر رواجاً في هذا العيد. لكن تبقى الأفكار المبتكرة والهدايا غير المعهودة هي أكثر ما يجتذب الأجيال الجديدة من العشاق الذين يتعارفون، هذه الأيام، عبر غرف الدردشة في «الإنترنت».

وعلى سبيل المثال، خصص متحف المخطوطات سلسلة من العروض للمناسبة، منها مسرحية بعنوان «رسائل وقصص حب ونساء»، تدور أحداثها في غرفة للنوم تضيئها الشموع وتتناوب فيها ممثلتان على قراءة رسائل الحب وكتابتها أمام الجمهور. وبعد ذلك، يلتقي الزوار بعدد من الكتاب الذين يوقعون على كتب صدرت حديثاً وتتناول الحب كموضوع لها، مثل «وكانت الحياة وردية» للمؤلفة دومينيك بولفييه، و«متعة الحب» لدومينيك مارني وجان بول غوريفيتش، و«رسائل الى بيير» لدانييل نيتير.

كما يقدم المتحف لزواره في يوم العشاق عرضاً لمجموعة من أشهر عبارات الغزل، بالاضافة الى تقديم المشروع الذي أعده طلاب السنة الأُولى لمدرسة تصميم الأزياء في باريس، حول فكرة «كلمني عن الحب» وبستمر هذا العرض حتى الأول من الشهر المقبل.

وكما يبدأ الحب بدايات سعيدة، في الغالب، فإنه ينتهي نهايات حزينة، على الأرجح. ولهذا كان متحف المخطوطات قد أخرج أشهر رسائل الغرام من خزائنه، كما أخرج عدداً من رسائل الوداع والقطيعة وكشفها، بخطوط أصحابها، للجمهور في معرض يستمر حتى 20 من نيسان (أبريل) المقبل. ومن يتلصص على تلك الرسائل التي يفترض أنها حميمة ولا تخص سوى المرسل والمرسلة اليه، يلاحظ أن أساليب الكتاب تختلف في التعبير عن المشاعر أو في وضع حد لحكاية حب ذبلت وانطفأ وهجها. فهناك رسائل ذات عبارات قاسية، وأُخرى حنونة، أو متوسلة، أو غير عابئة، أو ساخنة، أو تهدد بالانتحار، وكلها ما كانت لتحظى بهذا الاهتمام لولا أن كتابها يحملون أسماء من نوع نابليون بونابارت وفيكتور هوغو وبول فيرلين وأبولينير وألكسندر دوما وأناتول فرانس وإديت بياف. يرى المتفرج رسائل الحب الأعمى التي كتبتها هذه المغنية التي مازالت الأشهر في فرنسا رغم مرور عقود على رحيلها، الى حبيبها بطل الملاكمة مرسيل سيردان. لكن الحب الصاعق انتهى نهاية صاعقة بمصرع الحبيب في حادث مأساوي. الى جانب الرسائل، يقدم المعرض مجموعة رائعة مختارة من الكتب والبطاقات البريدية والصور التي تعكس الحب من زواياه العديدة، مع عدد من العلب والمرايا التي تحمل كل منها رسالة رقيقة موجهة الى الحبيب.

وإذا كانت فعاليات متحف المخطوطات توحي للعشاق «الناضجين» بأفكار لكتابة رسائل دافئة، فإن شركة فرنسية للهاتف عرضت على الجيل الشاب من العشاق شراء بطاقات تتضمن عبارات غزل أو معزوفات موسيقية أو مقاطع من أشعار غزلية، تهدى الى الحبيب الذي يستطيع سماع فحواها على هاتفه النقال بعد أن يدير الرقم الخاص المكتوب على البطاقة.