عودة إلى الرومانسية.. والتاريخ

في أسبوع لندن للموضة

من عرض بورا اكسو
TT

تزامن أسبوع الموضة بلندن هذا العام مع يوم الحب الذي فتح شهية أغلبية المصممين إلى الرومانسية، وعلى رأسهم مدلل بريطانيا، كريستوفر كاين، الذي قدم تشكيلة حالمة بكل المقاييس، سواء من حيث القصات إلى الأقمشة التي غلب عليها الشيفون والحرير والتفاصيل المتقنة، وقال انه عاد فيها إلى قصص باربرا كارتلاند وإلى فيلم «أورلاندو» لفيرجينيا وولف، لكن قوتها الحقيقية تكمن في قدرة هذا المصمم الاسكوتلندي الشاب على ان يأخذ جوهر هذه المراجع، ويطوعها على طريقته من دون التركيز على تفاصيلها المغرقة في الرومانسية، لتكون النتيجة حيوية وشابة. عندما طرح عليه السؤال عن التشكيلة وسبب رومانسيتها، أجاب برد مقتضب لخص فيه كل شيء: «انا رومانسي». وكانت هناك الكثير من تدرجات الألوان والزخرفات المنفذة بطريقة اضفت عليها اناقة هادئة، كما اضفت على التصميمات البسيطة تميزا. وافتتح العرض بمجموعة من الصوف، طويلة وفضفاضة، وبزخرفات حول العنق، لكن سرعان ما تغيرت الأجواء بعد إرسال مجموعة، تتكون من فساتين وتنورات وكنزات كل ما فيها يضج بالرومانسية والأنوثة. فكرته في مزج زخرفات معقدة مع تصميمات بسيطة وعصرية، أكدت انه يعرف كيف يخاطب المرأة العصرية، وأنه لم يعد مجرد مصمم موهوب حديث التخرج، بل أحد أهم مصممي العاصمة البريطانية. صحيح ان تصميماته في العادة تباع بأسعار نارية، إلا أن البشرى هي تعاونه مع محلات «توب شوب» الذي سيتيح للكثيرات الحصول على احد إبداعاته بأسعار معقولة بالمقارنة. ماريوس شواب، وهو مصمم شاب، لا يقل اهمية عن كريستوفر كاين، وتوج كأحسن مصمم في العام الماضي بعد فوزه بجائزة «ستيلا»، كانت رسالته واضحة منذ بداية العرض، فقد عاد فيها إلى القرن الثامن عشر، من خلال نقوشات استقاها من لوحات فنية من نفس الحقبة. لكن شواب رواها لنا بسلاسة من خلال قطع طويلة مفصلة على الجسم وتعانقه. في البداية جاءت الفساتين الضيقة المصنوعة من اقمشة مطاطية منسقة فوق بنطلونات جينز، تلاها شلال من الألوان والنقوشات الصارخة كان لها تأثير درامي. وكأن هذا لا يكفي فأنهاه بمجموعة استعرض فيها حرفيته وقدرته على التفصيل الراقي من خلال معطف رائع وجاكيت قصير استعملهما لتهدئة النقوشات والألوان.

التركي بورا اكسو، الذي اصبح وجها مألوفا في عروض لندن، قدم من جهته تشكيلة أكدت انه أصبح في مصاف الكبار، حيث جاءت تحاكي الأزياء الراقية في تفصيلها وتفاصيلها، سواء من حيث الطيات الفنية التي استعملها في صدر الفساتين أو في كمية الشيفون المنسدل من على الظهر ليحدد الخصر، ويخلق ازدواجية ذكية بين المفصل على الجسم من الأمام والمتسع المتحرك من الخلف. ما يؤخذ عليه في هذه التشكيلة اقتصار الوانها على الاسود والرمادي والبنفسجي. فبالرغم انه نسق بينها بشكل رائع إلا انها ايضا خلقت جوا قاتما نوعا ما ذكر بالخريف والشتاء وقتامتهما في يوم مشمس وربيعي. أما ما يحسب له، فهي اللمسة الرومانسية الشرقية الساحرة، التي اضفاها على الفساتين، مفصلة كانت أو منسدلة، إلى جانب الإكسسوارات المبتكرة، من قبعات وأحذية وحقائب يد.