ارتبط اسم سيارة فراري بالثراء والسرعة والرياضة والرجال، ولكن لم يقترن اسمها بالنساء، غير ان تاريخ تلك السيارة الايطالية العملاقة والساحرة يثبت غير ذلك، ففي معرض افتتح أخيرا في مبنى غاليريا مارانيللو Galleria Maranelloفي مدينة ميلانو الايطالية تم سرد تاريخ طويل للمرأة مع سيارة فراري، تحت عنوان فراري والمرأة أو La Ferrari e le Donne.
ومن خلال هذا المعرض يمكنك ملاحظة التناغم الواضح ما بين اسم فراري وبين الرجولة والقوة، وارتباط اسم فراري أيضا مع نساء شهيرات قمن بتحدي العالم وقيادة سيارة القوة، ولعبن دورا مهما جدا في بناء امبراطورية فراري، التي اصبحت اسطورة حقيقية وحلما يسعى الى نيله كل انسان.
وتزين جدران المعرض الواسع بأرضيته وجدرانه البيضاء، صور فوتوغرافية تجسد 60 عاما من تاريخ قيادة المرأة لسيارة الفراري، فترى صورا مأخوذة منذ عام 1950 من سباقات للسرعة، وصورا لنساء أنيقات يقدن تلك السيارة الفاخرة.. وهناك قاسم مشترك بين جميع النساء اللاتي قمن بقيادة الفراري، أو رافقن شخصية معروفة تقود الفراري او اقتنين الفراري، وهو قوة الشخصية والتحرر والتمرد.
من بين الشخصيات المعروفة التي عرضت صورها في المعرض الاميرة ليليانا دي روثي، التي ربطتها علاقة غير عادية بسيارة الفراري لدرجة انها طلبت في عام 1957 من إينزو فراري أن يقوم بتصنيع سيارة فراري من طراز «250 جي تي كوبيه» خاصة بها، ولم تكن الأميرة دي روثي الامرأة الوحيدة التي وقعت بغرام الفراري، فمن المعروف عن الممثلة النجمة إنغريد بيرغمان ولعها وحبها لقيادة السيارات وحبها لفراري بالتحديد، ففي عام 1954 تفردت في الحصول على فراري من طراز برلينيتا 375 ميل ميغليا، وهذه السيارة الفريدة من نوعها تم عرضها في ذلك الوقت، في معرض السيارات في باريس كتصميم فريد وغير مسبوق للشركة.
وهناك عدد كبير من الممثلات العالميات اللاتي ظهرن في افلام وهن يقدن الفراري، أمثال جميلة الشاشة الممثلة الفرنسية بريجيت باردو، التي قادت فراري من طراز 250 جي تي سبايدر، في فيلم «ذو كونتيمبت» The Contempt عام 1963.
وظهرت أيضا الممثلة آن سترويبرغ في فراري من طراز 250 كاليفورنيا في إعادة تمثيل فيلم «العلاقات الخطرة» Les Liaisons Dangereuses، الذي تم تصويره عام 1959، وتطول لائحة اسماء النساء اللاتي ارتبطت اسماؤهن بسيارة الرجال أمثال شيرلي ماكلين، مونيكا فيتي، وبطلة «الغريزة الاساسية» Basic Instinct شارون ستون، وفي العالم العربي من المعروف عن المغنية اللبنانية هيفاء وهبي انها تملك فراري حمراء اللون.
ويسلط المعرض الضوء على النجوم والممثلات، ولكنه يبرز في جانب كبير منه نساء برزن في عالم فراري للسباقات مثل إيزابيلا زوجة بييرو تاروفي، وبات سورتيز زوجة بطل السباقات جون سورتيز، الذي اشتهر بقيادته لطراز «برانسينغ هورس» Prancing Horseالذي لاقى شهرة منقطعة النظير منذ الانطلاقة الاولى عام 1950 وحتى يومنا هذا.
ويقدم المعرض الذي يفتح ابوابه لغاية 30 ابريل (نيسان) المقبل فرصة حقيقية لمحبي فراري وهواة السيارات السريعة والفريدة بشكل عام، فإلى جانب عرض الصور القديمة والفريدة لاشهر نساء العالم، وهن يركبن الفراري بجميع اشكالها وطرزها، يتم عرض سيارات فراري نادرة الوجود وقديمة جدا Horse Prancingبعضها لم يعد متوفرا في الاسواق، ويمكنك الاطلاع على تاريخ تلك السيارة ومسيرتها على مر السنين.
وإذا كنت من هواة سباقات الفورمولا 1 فيوفر المعرض قسما خاصا بسيارات الفورمولا، وستفاجأ بحلبة سباق مطابقة الاوصاف لحلبة سباقات الفورمولا استخدمت في بنائها مواد اصلية مأخوذة من حلبات الفورمولا الحقيقية.
وتقدم غاليريا أيضا فرصة مشاهدة سيارات فراري للسباقات بمقعد واحد، سبق ان ربحت في سباقات عالمية في الماضي، من بينها عرض 18 سيارة فورمولا 1 بأحجام محركات مختلفة تتراوح ما بين 6 و12 سيلندير، تم تصنيعها ما بين عام 1981 وايامنا الحالية.
ويخصص المعرض طابقا كاملا للابتكارات التكنولوجية، من شأنه أن ينقلك في رحلة عبر الزمن، شهد تطوير تصميم الفراري من سيارات بمقعد واحد الى ابتكار تصميم GT بمقعدين.
افتتح المعرض عام 1990 وشهد منذ انطلاقته نجاحا كبيرا، فأفادت الاحصاءات بأن عدد الزائرين للمعرض في عام 2007 وحده وصل الى 200 ألف زائر، لذا قامت ادارة المعرض بإضافة أقسام جديدة عليه، ووصلت مساحته الى 2500 متر مربع، وتمت إضافة طابقين إضافيين، يتضمن واحد منهما مقهى ومحلا لبيع التذكارات الخاصة بفراري.
يفتح المعرض ابوابه من الساعة 9.30 صباحا ولغاية الساعة السادسة مساء، بما فيها أيام العطلات الرسمية، ويستمر عرض صور «الفراري والمرأة» لغاية نهاية شهر ابريل (نيسان) المقبل.