السجاد الإسلامي: الرسم بخيوط الصوف

فارسي، تركي أو هندي

زوار يتأملون سجادا عجميا من الحرير يعود تاريخ صناعته الى القرن السادس العشر إبان حكم الصفويين في ايران (أ.ب)
TT

يقام في اسطنبول حاليا معرض «اسطنبول وأصفهان ودلهي: بدائع فنية من ثلاث عواصم إسلامية ـ مجموعة متحف اللوفر» ويضم هذا المعرض المهم، الذي يقام بالتعاون مع «المتحف الديكوري» الفرنسي إضافة الى السفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي بإسطنبول، قطعا فنية من العصور الفارسية الصفوية والعثمانية التركية والمغولية الهندية كنماذج حية من التراث الفني الإسلامي غير العربي.

يذكر ان صناعة السجاد الفارسي، او العجمي، بلغت أوجهها في عهدي الشاهين الصفويين عباس وطهماسب اللذين استجلبا خبراء من أرمينيا لهذا الغرض. وهو من أقدم أنواع السجاد في العالم ويشتهر بارتفاع ثمنه بسبب التقنية العالية المستثمرة في صناعته التي يستخدم فيها الحرير او الصوف او القطن ويصل عدد عقده الى ما فوق الألف في كثير من الأحيان.

والسجاد المغولي ـ الهندي امتداد للعجمي، إذ استعان حكام المغول بالنساجين الفرس لصناعته. أما السجاد العثماني القديم فقد انتج في فترة موازية وانتشرت مناسجه في اسطنبول وأوشاك وبرغمة وميلاس وغورديز. وهو يتميز بسطوع ألوانه الزاهية وطابعه الزخرفي الإسلامي. وهو يصنع عادة من الحرير ويطعم بخيوط الذهب والفضة.

ويعتبر السجاد الإسلامي عموما كنوزا فنية لا تقل شأنا عن أعظم اللوحات التشكيلية الغربية. وتهافت الناس عليه رغم غلاء ثمنه، لا سيما أنه لا يتأثر بعوامل الزمن، بل تزداد قيمته مع مرور الوقت. ويتحدد سعر قطعته بحسب الحجم وجودة الحرفية في التصنيع والتصميم. وكلما كان التصميم دقيقا ويحمل تفاصيل متعدّدة وعقدا أكثر ارتفعت قيمته المادية والجمالية ايضا.

والمعروف ان متحف اللوفر يضم مجموعة ثمينة من السجاد الاسلامي ضمن مجموعة الفن الاسلامي هناك. ويضم قسم الفن الاسلامي حوالي الف قطعة يعود بعضها الى 1300 عام مضى وتعكس فيما بينها الثراء والتنوع في الحضارة الاسلامية.