ملك السويد يطلق من السعودية دعوة عالمية.. لـ«التعايش والسلام»

أثَر فيه كلام الملك عبد الله حينما قال إن الكشافة يعتبرون «رسل السلام في العالم»

ملك السويد كارل غوستاف ووزير التعليم السعودي يمتطيان جملين خلال زيارة الملك الصحراء الثمامة في العاصمة السعودية (رويترز)
TT

بعد أن عاش يوم أمس، أجواء غير اعتيادية في صحراء الثمامة في العاصمة السعودية، يتأهب الملك السويدي كارل غوستاف السادس عشر، لإطلاق دعوة للتعايش والسلام، مدعوما من نظيره السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حيث يفتتح غدا السبت معرضا مصورا عن «السلام العالمي» من تصميم مصور ياباني.

وسيشارك الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ملك السويد، في افتتاح المعرض الذي يحكي واقع الدور الكشفي في دعم العملية السلمية في العالم.

وجاء دعم الملك عبد الله بن عبد العزيز، للمعرض الدولي، والذي تعد العاصمة السعودية محطته الأولى، بعد مكاتبات جرت بين الملكين السعودي والسويدي، حول أهمية السلام، حيث كتب الملك كارل غوستاف، خطابا للملك عبد الله يدعوه فيه إلى تبني معرض «هدية السلام»، الأمر الذي تمت الموافقة عليه.

وقال الملك السويدي، وهو الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي، إنه تأثر بالحديث الذي وجهه الملك عبد الله بن عبد العزيز للقادة الكشفيين العرب والعالميين، والذي شرح فيه «كيف أن العالم يعيش أوقاتا عصيبة، حتى فقد الناس ثقتهم ببعضهم البعض. وقتها كان الغرب متخوفا من الإسلام، رغم أن الدين الإسلامي هو دين سلام ومحبة، والشعب السعودي محب للسلام».

وتنشط الكشافة السعودية في العديد من بلدان العالم، من خلال مشاركتها نظراءها العالميين في تجمعاتهم الكشفية، وهو الأمر الذي دفع بالمجلس التأسيسي لزمالة «بادن باول» لضم عضويين سعوديين للمجلس، هما: الدكتور عبد الله بن عبيد وزير التربية والتعليم، وفيصل بن معمر رئيس مركز الحوار الوطني.

ولم يتردد الملك السويدي، من الكتابة لخادم الحرمين الشريفين، ليطلب منه تبني معرض عالمي عن التعايش السلمي، بعدما نمى إلى مسامعه مقولة الملك عبد الله التي ذكر فيها «ان الكشافة رسل السلام في العالم».

وسيطوف المعرض الذي سيفتتحه الملك كارل غوستاف، غدا السبت في الرياض، قرابة الـ120 دولة، وهو معرض مصور يحكي ما قامت به الحركات الكشفية، وبالأخص الكشافة السعودية، من نشاطات لدعم التعايش السلمي بين الدول.

ورتبت الكشافة السعودية، زيارة للملك السويدي لأحد معسكراتها المقامة في صحراء الثمامة، إحدى كبريات الصحارى في المملكة.

ومنذ وقت مبكر من صباح يوم أمس الخميس، خرج الملك السويدي ومرافقوه، مع مجموعة من القادة الكشفيين يترأسهم الدكتور عبد الله بن عبيد رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، إلى معسكر كشفي، حيث بدا الملك غوستاف السادس عشر، مستمتعا من خلال الصور التي التقطت له في ذلك المكان.

وقضى كارل غوستاف، معظم ساعات النهار، وهو يشرف على عدد من الأعمال التي نفذها الكشافون السعوديون في تلك الرحلة، حيث شاهد كيفية صناعة القهوة، منذ مراحل إعدادها الأولى، وصولا إلى تبهيرها بـ«الهيل العربي»، وانتهاء بشربها على الطريقة البدوية. ولم يفت القائمون على ترتيب فقرات اليوم المفتوح، الذي عاشه الملك السويدي أمس متنقلا بين الثمامة ومزرعة العاذرية، تخصيص وقت من الرحلة، لمنح الملك ومرافقيه فرصة ركوب الجمال في صحراء العاذرية، التي ختم فيها رحلته الخلوية أمس، بتناوله فيها طعام العشاء. وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن الملك كارل غوستاف، استمتع جدا في اليوم الذي قضاه في الصحراء، وكان متواضعا لأقصى درجة، حتى انه حينما وصل إلى المطار، كان قادما على متن طائرة فرنسية، مع مجموعة من الركاب العاديين.