منتدى جدة من «الهدوء» إلى «العمل»

خالد الفيصل بعث من منصته بـ«رسالة عاجلة» للباحثين عن الفرص

الأمير خالد الفيصل حرص على حمل «الشرق الأوسط» بيده خلال حفل أفتتاح منتدى جدة الاقتصادي (تصوير: خضر الزهراني)
TT

من شاطئ البحر الأحمر حيث الرومانسية والهدوء، الى قلب «صناعية جدة»، حيث العمل والصخب، قصة رحلة ثاني اكبر وأهم منتدى اقتصادي في العالم، استهل عامه التاسع بمرحلة جديدة من التميز والانطلاق.

تسع سنوات شكلت عمر منتدى جدة الاقتصادي الذي أطلق أول أعماله في أحضان قاعة ليلتي الشهيرة في عام 1999، قبل أن يقام لعام واحد في مقر بيت التجارة في جدة، ليحط رحاله بعدها ولـ5 سنوات متتالية في قلب فندق الهيلتون الشهير المتكئ على ضفاف شاطيء البحر الأحمر، وقبل ان يعلن رسميا مطلع هذا العام انتقاله الى الموقع الجديد في مركز المعارض والمؤتمرات الواقع في قلب المدينة الصناعية شمال مدينة جدة.

المنتدى الذي قرر نفض غبار الهدوء، وبدء مرحلة جديدة من العمل، استهل أول أيامه برسالة عاجلة الى العالم حملتها «دعوة مفتوحة» بعث بها الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، من فوق منصة المتحدثين في المنتدى لرجال الأعمال في انحاء العالم، بالنظر الى مدينة جدة بشكل خاص والسعودية، لاغتنام الفرصة بتكوين شركات لفتح ابواب جديدة لتعاون إقليمي وعالمي بناء، مشيرا الى انه يجري اصلاحات هيكيلة، لتحسين اقتصادها وتنمية مدينة جدة وسوق عملها وتعظيم دور القطاع الأهلي فيها.

ووسط تصفيق عم أرجاء القاعة التي غصت بالحضور، رجالا ونساء، من مختلف دول العالم، ونقل حي عبر مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية، «فل» أمير منطقة مكة المكرمة «شراعه» على ضفاف «الساحل الغربي» واصفا جدة بـ«بالديناميكية»، التي استطاعت على مر العصور أن تستوعب الزحام المتزايد للعابرين بالملايين من الحجاج والمعتمرين والزوار والتجار، وان تنجح في التحدي الحضاري، بامتصاص الثقافات المتنوعة، والخلوص منها بنهج خاص.

وأضاف «أصبحت سوقا محلية ودولية على مدار العالم، توظف صنعة التخصص شريانا أساسيا لشبكة تجارية كبيرة تمثل عماد اقتصادها، وبدخول عصر العولمة، تطورت أصول التجارة في هذه المدينة، من مجرد بضائع تغدو وتروح إلى فكر يدير ويدور وتحويل هويتها الاقتصادية من صناعات تحاك للاستهلاك إلى معرفة تصاغ وتفعل، وتواكب العصر، بمواصلة التجديد بكل جديد، مطوعة إياه لقيمنا وهويتنا ولما يلائم بيئتنا».

ولأن مرحلة «جديدة» اقبلت على عروس البحر، «زادها» الفكر «النير» الذي يتبناه الأمير خالد الفيصل و«زودها» بالتخطيط السليم الذي عرف عن امير منطقة مكة، واستطاع به تحويل منطقة عسير من «جبال جرداء» الى مناطق استثمار تدر مئات الملايين على اصحابها، فقد طالب أمير منطقة مكة المكرمة رجال الأعمال بالمشاركة في صناعة الحضارة العالمية، والقيام بالدور الوطني والإنساني، الذي يتطلب كما اشار «ان نقوى جميعا في وجه التحديات، ومسؤوليتنا امام الله، ثم امام الوطن والانسانية، وان نفتح المجال لكل مشروع وطني ولكل شراكة عالمية، قناعة منا بأن علينا ـ كما على باقي الأمم ـ ان نراجع تجاربنا بأمانة وان نستفيد من النجاحات، لتضيف الى مخزوننا المعرفي والعملي، تراكمات تعمل على توفير عوامل الرخاء والامن والطمأنينة لنا وللأمم اليوم وغدا».

الى ذلك يعتبر مركز المعارض الذي يحتضن منتدى جدة الاقتصادي الوحيد في جدة، حيث وجه امير منطقة مكة المكرمة مطلع الشهر الجاري بإقامة مركز ضخم للمعارض الدولية وذلك لتصبح جدة مدينة اقتصادية سياحية شاملة، كما أشار صالح التركي، رئيس غرفة جدة، في وقت سابق الى ان توجيهات أمير منطقة مكة المكرمة، تنص على العمل على جعل جدة مدينة اقتصادية سياحية عالمية.