الفائزون بالأوسكار .. ملوك هوليوود لهذا العام

TT

لأول مرة منذ عام 1964 ذهبت أربع من أكبر جوائز الأوسكار لهذا العام، وهي جائزة أحسن ممثل وأحسن ممثلة وأحسن ممثل مساعد وأحسن ممثلة مساعدة، الى غير الأميركيين.

وفاز فيلم «لا مكان للرجال العجائز» بأكبر عدد من جوائز الأوسكار التي منحتها الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية من بينها جائزة أحسن فيلم وجائزتا أحسن إخراج وأحسن سيناريو أعد للسينما التي حصل عليهما الشقيقان جويل وايثان كوين.

والفيلم مأخوذ عن رواية كورماك مكارثي ويحكي قصة مطاردة عنيفة في إطار صفقة مخدرات تأخذ مسارا خاطئا في جنوب تكساس ويتحدث عن الانهيار الأخلاقي في المجتمع وكان من بين مجموعة من الأفلام السوداوية التي تنافست على أكبر الجوائز في صناعة السينما الأميركية في حفلها الثمانين الذي أقيم في هوليوود الليلة الماضية.

وكرمت الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم السينمائية مجموعة من الأفلام والممثلين والممثلات من دول عدة، عاكسة توجها جديدا للعولمة في السينما.

لكن ليلة هوليوود كانت رغم ذلك وعن جدارة ليلة الشقيقين كوين المخرجين النابغين اللذين أظهرا مهارة خاصة في تحويل قصة قد تكون عادية، الى قصة تتطرق الى قضايا الضعف الإنساني وحشدها بشخصيات مثيرة.

وتحدث جويل كوين، وهو يتسلم الجائزة، عن كيف انه وشقيقه ايثان كانا يصنعان الأفلام منذ الصغر وكيف أن شقيقه أخذ آلة تصوير وذهب الى المطار وهو صبي في الستينات ليصنع فيلما سماه «دبلوماسية المكوك.. هنري كيسنجر رجل لا يهدأ».

وحصل البريطاني دانييل داي لويس للمرة الثانية على جائزة اوسكار أحسن ممثل عن دوره في الفيلم الدرامي «سيكون هناك دم» كمنقب سادي عن النفط في اوائل القرن العشرين والذي جاء صعوده الى الثروة والسلطة على حساب نقائه الروحي.

كما فازت ممثلة بريطانية أخرى هي تيلدا سوينتون بجائزة اوسكار أحسن ممثلة مساعدة عن دورها كمحامية داهية في فيلم «مايكل كلايتون».

وفازت الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار بجائزة أوسكار أحسن ممثلة عن دورها في فيلم «الحياة الوردية» الذي يحكي قصة حياة المغنية الفرنسية الشهيرة إديث بياف. وبهذه الجائزة أصبحت كوتيار،32 عاما، أول فرنسية تفوز بأوسكار أحسن ممثلة منذ عام 1960.

* دانيال داي لويس .. يختار أدواره بعناية ويحزن عند الانتهاء منها

* دانيال داي لويس الذي توج افضل ممثل خلال حفل توزيع جوائز اوسكار عن دوره في فيلم «ذير ويل بي بلاد»، معروف بانه ممثل انتقائي ومتقشف يستعد لاشهر طويلة لادواره لذا نادرا ما يشارك في افلام.

وفي فيلم «ذير ويل بي بلاد» (ستكون هناك دماء) وهي قصة عنيفة تدور في كاليفورنيا مطلع القرن العشرين، يقوم داي لويس بدور مقاول نفطي ماكر. وسبق له ان فاز هذه السنة بجائزة غولدن غلوب وجائزة افضل ممثل من قبل زملائه في نقابة الممثلين (ساغ).

والده هو الشاعر البريطاني سيسيل داي لويس. وقد ولد دانيال داي لويس في لندن في ابريل (نيسان) 1957 واتجه نحو المسرح في بدايات سبعينيات القرن الماضي لا سيما في المسرح الشكسبيري. وفي العام 1985 سطع نجمه في السينما من خلال فيلمي «ماي بيوتفل لونديريت» و«ايه روم ويذ ايه فيو».

وهو معروف بانه «يغرق» على مدى اشهر في الادوار التي يختارها بعناية. وفي العام 1992 مثل في فيلم «ذي لاست اوف ذي موهيكنز» وفي السنة التالية قام بدور ايرلندي متهم خطأ بتنفيذ اعتداء للجيش الجمهوري الايرلندي في فيلم «ان ذي نايم اوف ذي فاذر».

لكن اطلالاته اصبحت اكثر ندرة بعد ذلك رافضا دور البطولة في فيلم «فيلادلفيا» الذي سمح لتوم هانكس بالفوز بجائزة افضل ممثل. لكنه وافق في المقابل على دور في «ذي بوكسر» العام 1997 ومن ثم في فيلم مارتن كورسيزي «غانغز اوف نيويورك» العام 2002 وقد نال على اساسه ثالث ترشيح له للفوز بجائزة اوسكار.

ولمقتضيات هذا الفيلم الاخير الذي قام فيه بدور جزار، تعلم دان داي لويس كيف يشحذ السكاكين ويقطع اللحم. ويقول داي لويس ان الانتهاء من دور غالبا ما يغرقه في «التعاسة». ويوضح ان «اليوم الاخير من التصوير يكون سرياليا. فالروح والجسد والفكر ليست مستعدة لانتهاء هذه التجربة. وفي الاشهر التي تلي تصوير فيلم ينتابني شعور عميق بالفراغ».

ودانيال داي لوس متزوج من الممثلة والمخرجة ريبيكا ميلر ابنة الكاتب المسرحي ارثر ميلر وهو اب لثلاثة اطفال احدهم من الممثلة الفرنسية ايزابيل ادجاني.

* خافيير بارديم ممثل الشخصيات المضطربة

* فاز الاسباني خافيير بارديم الاحد باوسكار افضل ممثل في دور ثان في فيلم «نو كانتري فور اولد مين» الذي لعب فيه دور قاتل مضطرب. واصبح بارديم الذي كان الاوفر حظا في هذه الفئة اول ممثل اسباني يحصل على اوسكار منذ انشاء الجائزة عام 1929.

وتفوق على البريطاني توم ويلكينسون («مايكل كلايتون») والاميركيين هال هولبروك («انتو ذي وايلد») وفيليب سيمور هوفمان («تشارلي ولسونز وور») وكايسي افليك («ذي اساسينيشن اوف جيسي جيمس باي كاورد روبرت فورد»). وقال لدى تسلمه الجائزة «اشكر الشقيقين كووين لانهما تمتعا بالجراءة وفكرا بانه يمكنني القيام بذلك ومنحاني اسوأ قصة شعر في التاريخ».

وهذا ثاني ترشيح لبارديم للفوز بجائزة اوسكار بعد ترشيحه عن دوره في فيلم «قبل الليل» عن سيرة الرسام الكوبي رينالدو اريناس العام 2001.

في العام 2005 اثار اعجاب النقاد في فيلم «مار ادينترو» للمخرج اليخاندرو امينابار الذي ادى فيه دور رجل مشلول يناضل من اجل الحصول على حق الموت.

وبارديم بدأ حياته الفنية في وقت مبكر خصوصا ان والده مخرج ووالدته ممثلة. وقد بدأ بادوار صغيرة جدا لتأمين الاموال لدروسه في كلية الفنون الجميلة. وفي العام 1990 اختاره المخرج بيغاس لونا لدور في فيلم «غراميات لولو» وبعد سنتين ادى دور الرجل المفعم بالذكورية في فيلم «خامون خامون» للمخرج نفسه.

وبات نجمه يسطع في هوليوود. وقد شارك في بطولة فيلم «الحب في زمن الكوليرا» للمخرج مايك نيويل وقد عمل مع مخرجين كبيرين في 2007 و2008 هما وودي آلن وفرانسيس فورد كوبولا.

* جويل وايثان كووين .. الثنائي المدهش

* فاز الشقيقان الاميركيان جويل وايثان كووين بجائزة اوسكار افضل مخرج الاحد في هوليوود عن فيلمها العنيف «نو كانتري فور اولد مان» (لا مكان للمسنين).

وكان الشقيقان كووين يتنفسان مع الكندي جايسن ريتمان (جونو) والمخرجين الاميركيين توني غيلروي (مايكل كلايتون) وبول توماس اندرسن (ذير ويل بي بلاد) وجوليان شنابل (لو سكافاندر ايه لو بابيون).

* إديت بياف أخذت بيد ماريون كوتيار إلى «الأوسكار»

* «شكراً للحب، صحيح أن هنالك ملائكة في هذه المدينة...». بهذه الكلمات الممزوجة بالكثير من التأثر، استقبلت الممثلة الفرنسية الشابة ماريون كوتيار خبر فوزها بجائزة «الأوسكار» كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الصبية» للمخرج أوليفييه دهان. ووصلت الفنانة التي رفعها «الأوسكار» الى مصاف النجوم، الى لوس أنجليس قبل ساعات قلائل من انطلاق الدورة 80 لحفل توزيع الجوائز الذي جرى في ساعة مبكرة من يوم أمس. ويأتي هذا الفوز بعد 48 عاماً من حصول فرنسية أخرى على «الأوسكار» هي الممثلة سيمون سينورييه.

وكانت كوتيار آتية من باريس ولم تنم الليل بعد أن نالت، مساء السبت الماضي، جائزة «سيزار» الفرنسية كأفضل ممثلة ومن قبلها جائزتي «غولدن غلوب» و«بافتا»، محققة ضربة رباعية يندر أن وفقت بها ممثلة عن الدور نفسه. وتوجهت الممثلة الفائزة الى مخرج فيلمها بالشكر وخاطبته قائلة: «أستاذي أوليفييه دهان... لقد قلبت حياتي». وقلب الدور الذي أدت فيه شخصية المغنية الفرنسية إديت بياف حياة ماريون كوتيار بالفعل، ونقلها من ممثلة جيدة معروفة على النطاق الفرنسي الى موهبة ممتازة ومرموقة خارج فرنسا. ونجحت مهارة خبير الماكياج في تغيير ملامحها الخارجية لتشبه الشخصية التي تؤديها وتكفلت هي بالباقي عندما أتقنت مشية المغنية إديت بياف وحفظت حركاتها ولفتاتها وتقمصت، على خير ما يكون، نوبات غضبها واسلوبها المميز في الغناء حيث يتراوح ما بين النعومة والهستيريا. تبلغ كوتيار 32 عاماً وقد ترعرعت في عائلة من الفنانين، وكانت والدتها ممثلة أيضاً وأبوها مخرج مسرحي. وقد فتح لها دورها البديع في «الصبية» بوابة العمل في هوليوود حيث تؤدي دور البطولة في فيلمين من إخراج كل من تيم بيرتون وريدلي سكوت، الأول أمام الممثل جوني ديب في الفيلم الجديد «أعداء عامون» والثاني مع كاترين زيتا جونز في فيلم «تسعة».

وحصلت الشابة على الجائزة الكبرى للتمثيل من كونسرفاتوار اورليان العام 1994 السنة التي مثلت فيها اول فيلم طويل لها «ايستوار دان غارسون كي فوليه كون لامبراس» (قصة صبي يريد ان نقبله) للمخرج فيليب هاريل. وقد انطلقت حياتها الفنية فعلا مع فيلم «تاكسي» للمخرج جيرار بيريس العام 1998. ومثلت في الجزءين الثاني والثالث من الفيلم (2000 و2003) الذي لاقى نجاحا كبيرا وهو من اخراج لوك بيسون. وقد مثلت كذلك في فيلم «لي جولي شوز» (الامور الجميلة 2001) وقامت فيه بدور توأمين ومغنية حيث رشحت للفوز بسيزار افضل نجمة صاعدة.

في العام 2003 شاركت في بطولة فيلم «جو دانفان» (العاب طفولية) مع غيوم كانيه.

وفي اول فيلم لها في الولايات المتحدة ادت دور فرنسية في «بيغ فيش» لتيم بورتون.

* تيلدا سوينتون من المسرح إلى هوليوود

* فازت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون الاحد باوسكار افضل ممثلة في دور ثان في فيلم «مايكل كلايتون» الذي لعبت فيه دور امرأة اعمال باردة.

وكانت تتنافس على الجائزة مع الاميركيات ايمي راين («غان بايبي غان») وروبي دي («اميريكان غانغستر») وسيرشا رونان («اتونمنت») والاسترالية كايت بلانشيت («ام نوت ذير»).

وتيلدا سوينتون صاحبة الشعر الاصهب والوجه الذي تلفه الاسرار كانت زميلة دراسة للاميرة ديانا وقد انطلقت حياتها المهنية بشكل متأخر بعد سنوات من الافلام الصعبة لا بل الاختبارية خلال تعاونها مع المخرج ديريك جارمان.

اعتبارا من العام 2000 فتحت هوليوود ابوابها امام هذه الممثلة التي كانت في بداياتها عضوا في فرقة «رويال شكسبير كومباني» المسرحية.

وشاركت في بطولة افلام تتمتع بميزانية كبيرة الى جانب ممثلين نجوم امثال دي كابريو في «الشاطئ» (2000) وتوم كروز في «فانيلا سكاي» (2001) ونيكولاس كيدج «ادابتشين» (2002).

وتقوم في «مايكل كلايتن» بدور امرأة اعمال تدعى كارين كراودر يعميها ولاؤها لمستخدمها وهي مستعدة لكل شيء لانقاذ الوضع حتى على حساب وفاة اخرين. وسبق ان حصلت على جائزة بافتا البريطانية في لندن مطلع فبراير (شباط) عن الدور نفسه.