رؤى فنانين تقتحم صحراء «آرت دبي»

بمشاركة 70 صالة عرض من الشرق الأوسط والعالم

من اللوحات المشاركة في المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

تحت شعار تعزيز الوعي بالفن المعاصر في خضم المشهد الفني الناشئ في دبي، أخذت صالة «آرت سبيس» على عاتقها ابراز اعمال فنية لثمانية من الفنانين العرب الروّاد من خلال المعرض الفني «آرت دبي» الذي يعتبر أول معرض في دبي يختص في الفن المعاصر وينطلق اعتباراً من 19 مارس (آذار) وحتى 22 منه بمشاركة ما يقرب من سبعين صالة عرض من الشرق الأوسط والعالم. وتأمل آرت سبيس أن يلبي هذا المعرض الأذواق والاتجاهات التي تميز المشهد الفني المعقد في دبي، وأن يروق لقاعدة واسعة من هواة جمع الأعمال الفنية من شتى أصقاع العالم. وتقول مليحة الطبري، مديرة آرت سبيس «لقد اخترنا لآرت دبي فنانين من كافة أرجاء الشرق الأوسط تصنّف أعمالهم ضمن فئة الفن الحديث والمعاصر. فكل فنان يترجم ثقافته وبيئته بأسلوبه الخاص، سواء أكان ذلك من منظور اجتماعي أو سياسي أو ثقافي، حتى وإن تماثلت، في بعض الأحيان، رؤى هؤلاء الفنانين في نهاية المطاف».

ومن الفنانين العرب المشاركين آدم حنين، وهو واحد من أشهر الفنانين في مصر ويكرس حياته لفن النحت والرسم بالألوان، متبنياً في ذلك الأساليب المصرية التقليدية.

وهناك ايضا مواطنه عادل السيوي الذي يركز على الفضاء الداخلي، بغرض إضفاء حضور عزيز وقوي على العناصر التقليدية الحياتية الثابتة. ويعمد السيوي إلى انتقاء مواضيع بسيطة بما فيها آنية الزهور وأشجار النخيل والجمل، حيث إن لديه إيماناً راسخاً بأنه كلما قلت الإمكانيات كلما تعزّزت إمكانية التعبير، وهو يعزف عن استعمال أية وسيلة رسم أخرى عدا الورق والخيش.

أما الفنان القطري يوسف أحمد فيوصف من قبل النقاد بأنه واحدة من «الدرر» الحقيقية في الشرق الأوسط، فهو يُمجّد البعد الروحي للخط ضمن الحركة الإبداعية للفن التجريدي. ويقول الفنان، الذي جعل الخط العربي في الطليعة ضمن خلفية الوقائع المحلية «لا توجد عندنا نحن في قطر جبال من مثل تلك الموجودة في الإمارات، ولا توجد عندنا خضرة نباتية من مثل التي نراها في البحرين، بل عندنا صحارى منبسطة وسماوات زرقاء. وهذا الواقع ما تعكسه أعمالي في الأساس، والتي تغلب عليها الألوان الباهتة». وهناك ايضا الفنان المصري عمر النجدي الذي تعكس أعماله البنى والألوان التعبيرية والتصميم المصري الرمزي، فأعماله تقدم الحياة ضمن خلفية الرمزية الخالدة التي تتجاوز حدود الزخرفة لتميط اللثام عن خليط من الأحاسيس الإنسانية والدفينة، كما أن الشاعرية والحساسية التي يتمتع بها كل عمل من أعماله تتيح له المزج بين الثقافتين الفرعونية والإسلامية المؤسس على أفكاره كإنسان حديث.

ومن لبنان يأتي حسين ماضي الذي يوصف بالفنان الخصيب، فهو لا يعرف الكلل قضى حياته وهو ينتج أعمالا لا حصر لها في شتى الوسائط، فهو رسام ونحات وطبّاع، مما يبوّئه مكانة مرموقة في طليعة الفنانين العرب. ويرافقه من البلد نفسها بول غيرغوسيان الذي يركز على رسم مشاهد الحياة اليومية وأسرته والبيئة الاجتماعية في الأحياء الفقيرة في بيروت بما في ذلك الأسر المعدمة والأطفال الباكون والمتسولون في الشوارع والمتسكعون الجياع والجثث المسجاة على فراش الموت. وتعكس رسوماته الواقعية الصادمة بما فيها من خطوط سوداء ثخينة، وأشكال متلوية ومتمعّجة ومتقطعة تنبض بالمعاناة.

ويصطف مع هؤلاء الفنان المصري محمد عبلا الذي اكتسب شهرته بفضل أسلوبه الفريد في مزج التأثيرات الأوروبية في أساليب الرسم المصرية التقليدية. فقد أدرك عبلا في سن مبكرة جداً أنه يود أن يصير فناناً. فقد حصل على بعثة دراسية إلى أوروبا بفضل المعرض المنفرد الأول الذي أقامه في المعهد الثقافي الاسباني في القاهرة، فأمضى سبع سنين مثمرة في أوروبا، وذلك عقب تخرجه من كلية الفنون الجميلة في الإسكندرية. وقد أكسبه تجواله المستمر معرفة واسعة بالمشهد الفني العالمي وفرصة للدراسة والعرض في الصالات الأوروبية.