كارمن الفرنسية ترقص وتغني على مسرح الأوبرا بدمشق

تميز العرض بالتقشف في الديكور

TT

مع انطلاق عرض اوبرا كارمن على مسرح الاوبرا بدمشق قال السفير الفرنسي في سورية ان اختيار أوبرا كارمن لعرضها في دمشق بمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة العربية 2008 هي رسالة حب من فرنسا إلى سورية في أن تقدم هذه الأوبرا الشهيرة للمرة الأولى في سورية والعمل الذي تختتم عروضه اليوم الجمعة عرض باللغة الفرنسية مع ترجمة الى العربية.

وبدا سعد مخرج العمل شديد الحماس لهذه التجربة. وقد عقد مؤتمرا صحافيا باللغة الفرنسية مضطرا المنظمين الى ترجمة حديثه الى العربية.

ورأى سعد ان «اهم شيء كان نقل الاوبرا كفن الى الجمهور في سورية وهو امر ليس سهلا، وكذلك امر استقباله».

واعتمد سعد الذي تصدى للسينوغرافيا ايضا، بشكل اساسي على الممثلين والاصوات الاوبرالية. وجاءت الخشبة فقيرة بالديكور الذي اقتصر على مصطبتين طولانيتين على مساحة الخشبة، يصلهما معبر صغير.

وظهر هذا الخيار وظيفيا في البداية عندما اراد الفصل بين عالم كارمن المليء بالغواية والجرأة وعالم باقي الشخصيات التي تقع في شباكها.

لكن ذلك لم يدم طويلا وتحول الى مجرد لعبة جمالية للتحايل على رتابة الخشبة.

واحتلت لوحة كبيرة من تلوينات سوداء وحمراء انجزها الفنان التشكيلي ياسر حمود، صدر الخشبة منذ بداية العرض.

سعد الذي اخرج والف واعد العديد من المسرحيات للخشبة السورية، جرد الاوبرا من الابهار البصري الذي تتميز به عادة باعتبارها فنا يخاطب الجمهور العريض بلغة بصرية بسيطة ومبهرة، وقدم نموذجا تجريبيا للاوبرا الاصلية ركز فيه على النواحي المسرحية.

وقد تعمد التقشف في الديكور والملابس والاضاءة، وهو ما اثار انتقادات من قبل المهتمين وبعض النقاد. الا ان سعد رد على ذلك بالقول ان طريقته في العمل «طالما كانت تعطي الاولوية للمثل» وتتلافى الخوض في اشكالية المكان وهويته.

من جهتها قالت الأمينة العامة لاحتفالية دمشق حنان قصاب حسن إن الاحتفالية ساهمت بدفع أجور الموسيقيين الذين يشاركون في العزف الحي للأوبرا. قامت مغنية الميتزو سوبرانو الفرنسية سيلفي التابارو بدور كارمن ومواطنها التينور دافيد لوفور بدور العريف دون خوسيه بينما جسدت دور ميكائيلا صديقة كارمن وخطيبة دون خوسيه، السوبرانو السورية رشا رزق ولعب شادي علي الباريتون السوري، دور اسكاميو مصارع الثيران.

وبرز المغني دافيد لوفور الذي شد الانظار الى ادائه وغنائه، خصوصا في مشهده وحيدا على الخشبة يتضرع الى كارمن لاستعادة حبهما الضائع.

وجاء غناء واداء مواطنته متفاوتا بين مشهد وآخر، ما خفف من تأثير بعض اللحظات المهمة. كما ان حركتها على الخشبة بدت غير مدروسة وتفتقد للحيوية والرشاقة اللتين يفترض توافرهما لدى راقصة غجرية مثل كارمن.

ولعب ثلاثة ممثلين سوريين الادوار غير الرئيسية هم عدنان ابوالشامات (الضابط زونيغا)، وكامل نجمة (ليلاس باستيا صاحب النزل) اضافة الى جهاد سعد الذي لعب دورا صغيرا (غارسيا زوج كارمن).

كما شارك راقصو فرقة «سمة» في تنفيذ المشاهد التي تضم المجموعات وعزفت موسيقى الاوبرا فرقة مكونة من 14 عازفا سوريا وعازفين فرنسيين بقيادة المايسترو الفرنسي سيلفان غازانسون.

وأوبرا «تراجيديا كارمن» هي اقتباس عن أوبرا كارمن لجورج بيزيه (1838-1875)، أعاد بيتر بروك تقديمها حيث قام ماريوس كونستان (موسيقي وقائد أوركسترا فرنسي 1925-2004) بالتوزيع الموسيقي، وكتب الكراس جان كلود كاريير. في أوبرا «تراجيديا كارمن»، رغب بيتر بروك بتكثيف الناحية الدرامية والتراجيدية لأوبرا جورج بيزيه الأسطورية ولم يحتفظ إلا بالشخصيات الأساسية التي قلص عددها إلى سبع شخصيات بدلا من خمس عشرة. قدمت أوبرا «تراجيديا كارمن» لأول مرة في عام 1982 في مسرح بوف دو نور في باريس. كانت من اخراج بيتر بروك وبقيادة ماريوس كونستان، تم عرضها على نطاق واسع بعد ذلك وبخاصة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1983 وفي شهر مارس (آذار) 1984 في مسرح فيفيان بومون في مدينة نيويورك، وشارك اربعة من مغنيي الاوبرا في تجسيد الشخصيات الرئيسية.