رامبرانت يتألق في مكتبة الإسكندرية

معرض احتفائي يضم 35 مستنسخا من أشهر أعماله

لوحة «شمشون ودليلة»
TT

خمسة وثلاثون لوحة نادرة مستنسخة بعناية فائقة من أعمال الفنان الهولندي الشهير رامبرانت تزين معرض احتفائي به تحتضنه حاليا مكتبة الإسكندرية، وتنظمه السفارة الهولندية بالقاهرة. تنقلك اللوحات إلى عالم رامبرانت الخلاب كأحد عباقرة الفن في العالم، ومصدر إلهام للكثير من الفنانين في عصره والعصور التالية، كما تجسد مدى شغفه بالوجه الإنساني وما يحمله في طوايا ملامحه من قلق وفرح وحزن، وكذلك اهتمامه بالموضوعات التاريخية المستوحاة من قصص التوراة والإنجيل، والمناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية. تتسم أعمال رامبرانت بالتركيز الشديد على عنصري الإضاءة والحركة، والتصوير الدرامي المفعم بالحيوية الفنية والإنسانية، كما تتسم بثراء لوني لافت وأسلوب فني سلس يعلي من قيم التجسيد والمحاكاة. لذلك يحتل فن «البورتريه» والذي برع فيه رامبرانت المساحة الأكبر بين اللوحات، من بينها عدد من البورتريهات الشخصية، تجسد رامبرانت في أطوار حياته المختلفة، بداية من شاب ذكي قلق غير واثق من نفسه، مرورا بفنان أنيق وناجح خلال الثلاثينات من القرن السابع عشر، وانتهاءً برجل كهل مقوس الظهر، مضطرب الملامح.

ومن أبرز اللوحات التي يضمها المعرض أعظم لوحات رامبرانت «حرس الليل» والتي أتمها في عام 1642، وهي تعبر عن مجموعة من حرس المدينة في انتظار أمر التجمع، وقد اهتم رامبرانت بكل شخص في لوحته وكأنه بورتريه شخصي، غير أن الأشخاص منفردة تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بالنسبة للعمل ككل، حيث تبرز الألوان والحركة والإضاءة بتنوعات وتدرجات درامية شجية وكأنها البطل الأساسي في اللوحة. كما ضم المعرض عددا آخر من لوحات رامبرانت الشهيرة منها: «التاجر نيقولاس روتس» و«الشاعر جان كرول» و«امرأة شابة» و«رجل جالس على مقعد» و«آلام المسيح» و«شمشون ودليلة»، ولوحات أخرى تقدر نسخها الأصلية بالملايين.

يذكر أن رامبرانت بعد أن دخل عالم الشهرة عاش في بذخ مادي جلبته له لوحاته، وأصبح من أغنى أغنياء عصره، حتى إنه اشترى أهم منزل في مدينته، وكان عبارة عن تحفة معمارية، لكنه بعد وفاة زوجته لم تسعفه هذه الأموال للبقاء على قيد الشهرة، ولا حتى موهبته التي بدأت تخبو، فقد انخفض إنتاجه كثيرا بعد عام 1642، وانقطع عن الرسم وعاش في الظل وتراكمت عليه الديون.. ليقضي حياته فقيرا كما ولد.