مزاد الفن العربي والإيراني المعاصر في دبي يحقق أرقاما قياسية

وصلت أرباحه إلى 13 مليون دولار

الفنان الايراني فرهد موشيري بجوار لوحته «عشق» التي بيعت بمبلغ تجاوز المليون دولار
TT

«هذه هي البداية لشيء ضخم ، بونهامز أتت الى هنا وستبقى».. هكذا علق ماثيو غريلنج، رئيس «بونهامز» في أوروبا والشرق الأوسط في تعليق على نتائج مزاد بونهامز في دبي الذي عقد أمس الاول. وحقق المزاد وهو الاول لصالة بونهامز في المنطقة ارقاما قياسية تخطت الـ 13 مليون دولار أكثر من ضعف النتائج المتوقعة، مع بيع 94% من الأعمال المعروضة. وقال جوليان روب من المكتب الصحافي لبونهامز في لندن لـ«الشرق الاوسط»: «لقد توقعنا للمزاد ان يجلب ما بين الـ 5 الى 7 ملايين دولار ولم نتوقع بالتأكيد الرقم الذي وصلنا اليه».

وفي قائمة أغلى اللوحات التي بيعت في المزاد تأتي لوحة الفنان الايراني فرهد موشيري «عشق» في المقدمة بمبلغ تجاوز المليون دولار وهو مبلغ مفاجئ تجاوز بمراحل المبلغ المتوقع للوحة من قبل خبراء المزاد وأدخل الفنان ولوحته الى خانة الارقام القياسية في الفن الايراني المباع في مزاد عالمي.

اللوحة التي تحمل كلمة «عشق» منظمة بحبات الكريستال فوق ارضية داكنة اللون وتحمل التناقض بين الكلمة ومعناها السامي وبين المادية البحته التي ترمز له حبات الكريستال.

المتأمل لقائمة الاسعار يجد ان أغلب اللوحات الاكثر سعرا هي لوحات الخط العربي، فلوحة الفنان الايراني تشارلز حسين زندرودي والمنظومة من الاحرف العربية المتعانقة والمتناثرة فوق مساحة واسعة من الالوان المتمازجة، اللوحة حققت رقم 504 آلاف دولار تلتها لوحتان للفنان المصري أحمد مصطفى بيعتا بـ 408 آلاف و 360 الف دولار على التوالي. ومع أحمد مصطفى فلا مفاجأة في وصول لوحاته لهذه الاسعار فالفنان من الاسماء البارزة في عالم الفن التشكيلي وخاصة في مجال الخط العربي.

اللوحة الوحيدة التي نجحت في الوصول الى قائمة أعلى اللوحات سعرا دون ان تكون لها علاقة بالخط العربي هي لوحة الفنان الهندي فرانسيس نيوتن سوزا «الشيخ» التي بيعت بـ 456 الف دولار متخطية المبلغ المتوقع لها وهو 300 الف دولار. وكسر المزاد أيضاً الرقم القياسي لقيمة أحد أعمال الفن المعاصر الباكستاني، مع بيع لوحة «بولو بلاير» للفنان غولجي بمبلغ 336 ألف دولار، حوالي أربعة أضعاف الرقم القياسي السابق. وبالنسبة للفنانين العرب الذين طرحت أعمالهم في المزاد فقد تقدمهم الفنان أحمد مصطفى بلوحتيه «منازل القمر» و«الكمال» ثم تلاه الفنان العراقي جواد سليم بلوحته «الشاب و زوجته» التي حققت 336 الف دولار. ويذكر ان سليم من الفنانين المعروفين بندرة أعمالهم وان اللوحة المباعة لم تعرض للبيع من قبل حيث رسمها الفنان عام 1953 خصيصا لمعرضه الجوال في الولايات المتحدة ولكن اللوحة بقيت في حيازة اسرة الفنان منذ وفاته في عام 1961. وتلت سليم الفنانة العراقية سعاد العطار التي بيعت لوحتها «حدائق عدن» بـ 240 الف دولار.

وبالنسبة لكل التوقعات فالمزاد يطرح أهمية منطقة الشرق الاوسط كسوق قادم للفنون وهو ما أكده غيرلنغ قائلا «النتائج تثبيت لنا بلا شك ان هناك سوقا ناهضة للفن المعاصر من المنطقة» معلنا ان دار بونهامز ستبقى في المنطقة.