العين الإماراتية تعيد زمن الموسيقى الكلاسيكية في مهرجان ثقافي متخصص

شهد العرض الأول لأوبرا «دون جيوفاني» باللغة العربية

TT

تواصل مدينة العين الإماراتية، التابعة لأمارة أبوظبي، ترسيخ مكانتها كوجهة خليجية وعربية مفضلة للموسيقى الكلاسيكية، عبر برنامج حافل من الفقرات الثقافية المتنوعة المتعلقة بالموسيقى الكلاسيكية، التي وإن نسيها أناس كثيرون، إلا أن مهرجان العين أعاد للموسيقى الكلاسيكية تألقها ورونقها.

ومساء أول من أمس انطلقت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان العين للموسيقية الكلاسيكية، بالعرض الأول في المنطقة لأوبرا دون جيوفاني باللغة العربية، وسط حفاوة وترحيب لافت بالعرض الذي استحوذ على اعجاب الجمهور في مسرح بلدية العين.

وقدم العرض 8 فنانين منفردين من مصر ولبنان، بمصاحبة كورال جامعة أنطونين اللبنانية، وأوركسترا وارسو السيمفوني بقيادة المخرج الموسيقي زبيغنيو غراسا، ومخرج العرض البولندي ريزارد بريت. وتعتبر استضافة «أوبرا دون جيوفاني» لموتسارت، والتي ترجمها الدكتور علي صادق إلى اللغة العربية خلال 14 شهر، نقطة تحول في مسيرة تطور مهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية، تساهم في ترسيخ مكانة الحدث على خارطة الفعاليات الموسيقية والأوبرالية الهامة في العالم.

ويشمل برنامج عروض مهرجان العين في دورته الحالية، التي جرى تمديدها من 3 أيام إلى 11 يوماً، العديد من الحفلات الموسيقية الكلاسيكية والأوبرالية في مدينتي العين وأبوظبي.

وقال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» و«هيئة أبوظبي للسياحة»: «تشكل مدينة العين منصة مثالية لتقديم هذا الإنجاز الفني المرموق للعالم، بوصفها ركناً رئيسياً في تراثنا وحضارتنا العريقة. وسيبقى عرض أوبرا «دون جيوفاني» علامة مضيئة ضمن إنجازات الحركة الثقافية في إمارة أبوظبي». كما ستتذكر السوبرانو اللبنانية الشابة نادين نصار، التي أدت دور زيرلينا، هذا العرض الذي كان الظهور الأول لها في أحد الأعمال الأوبرالية المُقدمة للجمهور.

ووصفت نادين أجواء العرض بالحماسية، وحرصت على شكر اللجنة المنظمة لمهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية والتي أتاحت أمامها فرصة المشاركة في أوبرا «دون جيوفاني» إلى جانب فريق من أبرع الموسيقيين والمؤدين، تحت قيادة مخرج عالمي، وبمصاحبة أوركسترا سيمفوني رائع. وأوضحت: «ستحتل العين دائماً موقعاً خاصاً ومميزاً في ذاكرتي».

وأشرف على تصميم ديكورات العرض، التي اتسمت بالبساطة، الفنان ريزارد بريت، في حين صممت الأزياء البولندية كاترزينا ستولارزيك. وأبهر العرض الحضور عبر المزج بين المواهب الموسيقية والفنية من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط. من جانبه، قال زكي نسيبة، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان «انه عمل عالمي بكافة المقاييس، وهو ما يؤكده تنوع جنسيات الجمهور. وينسجم العرض مع أهداف المهرجان في استخدام الموسيقى كجسر للتواصل الحضاري والثقافي. ويسرنا رؤية أعداد كبيرة من مواطني الدولة يتابعون هذا العمل الأوبرالي، ونتطلع إلى أن تكون بداية موفقة لنشر الوعي بالموسيقى الكلاسيكية والأوبرا في الدولة والمنطقة».

وتحظى دورة المهرجان الثامنة برعاية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقام بالتعاون مع «أكاديمية مسرح لاسكالا» الإيطالية تحت قيادة الفنان العالمي ماسيمو نيبولوني، مدير مشروع وجولة الأكاديمية.

واعتبر نيبولوني نجاح أوبرا «دون جيوفاني» بداية واعدة للمهرجان في دورته الثامنة، وركيزة للمزيد من النجاح والتوسع. وأضاف «انها خطوة كبيرة تجاه تكريس مكانة المهرجان عالمياً، وشارك في تنفيذ العرض مجموعة من الفنانين الشباب الواعدين، الذين يمتلكون مواهب وقدرات رائعة. ونأمل أن يساعد نجاح إنتاج أوبرا «دون جيوفاني» باللغة العربية في فتح آفاق جديدة لتأليف المزيد من أعمال الأوبرا العربية». ويواصل المهرجان، الذي تستمر فعالياته حتى يوم 16 مارس، برنامجه بحفل لفرقة ريتشارد فاغنر يوم السبت (8 مارس) في فندق قصر الإمارات، بمشاركة 120 عازف من أوركسترا دريسدن، وذلك تحت قيادة المايسترو فابيو لويسي.