«بعبع» النقاط السوداء يهيمن على حياة سكان الإمارات

متجاوزاً هم الغلاء والازدحام وهبوط الدولار

مع سريان مفعول الاجراءات الجديدة، اصبح سائقو السيارات اكثر توجسا وهم على الطرق وأكثر التزاما بالقوانين المرورية («الشرق الاوسط»)
TT

منذ بداية الشهر الحالي، يهيمن «بعبع» النقاط السوداء على حياة سكان الامارات من مواطنين وأجانب. واصبح هذا القادم الجديد محور الاحاديث في المقاهي والبيوت وبرامج الصباح الاذاعية ومنتديات الانترنت وأخبار الصفحات المحلية في الصحف، متفوقا على مواضيع ارتفاع غلاء المعيشة وازدحام الطرق والهبوط المستمر للدولار الاميركي ومعه القوة الشرائية للدرهم الاماراتي. ويترقب الناس يومياً جديد هذا البعبع من الاحصاءات والارقام التي تصدر عن وزارة الداخلية، فيما يقوم عشرات الآلاف يومياً بدخول موقع المخالفات على الانترنت الذي اصبح يضم الآن مستطيلا صغيرا يحمل اسم النقاط السوداء.

القصة بدأت مع تطبيق وزارة الداخلية نظاما مروريا صارما منذ بداية هذا الشهر بعد أن وصل وضع الحوادث المرورية القاتلة في البلاد الى مستويات مأساوية على الرغم من نشر آلاف رادارات رصد متجاوزي السرعات القانونية على الطرق وزرع كاميرات متقدمة لكشف مخترقي الاشارات الحمراء. وحسب النظام الجديد المعروف بالنقاط السوداء، سيتم سحب رخصة قيادة كل من يصل رصيده من هذه النقاط الى 24 نقطة نتيجة خرق الأنظمة المرورية. واضافة لذلك، تم تغليظ الغرامات المباشرة على السائقين المخالفين بحيث تتراوح بين 100 درهم (27 دولارا) و2000 درهم (545 دولارا)، عدا عن الغرامات الأعلى التي تقررها المحاكم بالنسبة لمرتكبي مخالفات خطرة فضلا عن السجن. ومع سريان مفعول هذه الاجراءات الجديدة، اصبح سائقو السيارات اكثر توجسا، وهم على الطرق واكثر التزاما بالقوانين المرورية وخاصة استخدام حزام الامان ووضع الاطفال دون سن العاشرة في المقعد الخلفي للسيارة.

وقال ضابط مرور في دبي مسؤول عن الدوريات انه لاحظ تراجعا لافتا في مستويات الحوادث التي تم الابلاغ عنها خلال الايام الاولى من سريان القانون. وعلق مذيع برنامج صباحي عبر احدى الاذاعات في دبي، قائلا ان الناس اصبحوا «مصابين بالرعب من قيادة سياراتهم، وخاصة في الليل خشية ان يرتكبوا مخالفة مرورية ويحصلوا على نقاط سوداء». وتابع ضاحكا: «الشوارع شبه فارغة خلال الليل نتيجة ذلك». وبموجب القانون الجديد، اصبحت قيادة السيارة تحت تأثير الكحول او المخدرات تعني على الفور السجن وسحب رخصة القيادة وحجز السيارة لشهرين وإحالة السائق المذنب الى المحكمة.

كما تنطبق العقوبة ذاتها على سائقي السيارات الذين يفرون من موقع حادث تسببوا فيه وادى الى وقوع اصابات.

أما الذين يتم ضبطهم يقودون بدون رخصة فسوف يتم تغريمهم بما لا يقل عن 5000 درهم أو عقوبة بالسجن لثلاثة أشهر، وكذلك الأمر بالنسبة للسائقين الذين يتجاهلون حظر قيادة صادرا بحقهم سابقاً.

ووفقاً لإحصاءات حكومية، يتعرض شخص في دولة الإمارات للإصابة على الطرق كل ساعتين وتوجد إصابة قاتلة كل 15 ساعة.

وذكر وكيل وزارة الداخلية الفريق سيف عبد الله الشعفار ان «الارتفاع المطرد في عدد ضحايا الحوادث المرورية في البلاد هو أمر مقلق. للحد من هذه الظاهرة، نقوم بتطبيق عقوبات أشد، ومنها إدخال نظام النقاط السوداء إلى جانب فرض الغرامات».

ولقي 1053 شخصا مصرعهم في حوادث مرورية في البلاد خلال عام 2007. ويشمل نظام النقاط السوداء 147 مخالفة، بينها أربع يتم سحب الرخصة فيها مباشرة وتحميل مخالفها الحد التراكمي للنقاط الذي يبلغ 24 نقطة. وتشمل قيادة مركبة بتأثير الكحول او المخدر، قيادة المركبة على طريق عام من دون لوحات أرقام، عدم التوقف عند التسبب في حادث نتجت عنه إصابات بدنية، وقيام سائقي الشاحنات بالتجاوز بصورة خطرة. وخلال الاسبوع الاول من تطبيق الاجراءات الجديدة، تم سحب رخص القيادة لخمسة عشر شخصا على مستوى البلاد بعد ان استنفدوا خلال الأيام الستة الأولى من تطبيق القانون الجديد الحد الأقصى للنقاط السوداء البالغ 24 نقطة، فيما بلغ إجمالي عدد النقاط السوداء المسجلة على مستوى الدولة خلال الفترة نفسها 1151 نقطة.

ويتوجب على السائق الذي يسجل رصيدا كاملا من النقاط السوداء الخضوع لدورات تأهيلية من جديد حتى يستعيد رخصته. - يتعرض شخص في دولة الإمارات للإصابة على الطرق كل ساعتين («الشرق الاوسط»)