فنون شعبية تركية وسعودية تحيي انطلاقة النشاط النسوي في الجنادرية اليوم

عزل الأدب النسائي عن الرجالي يثير جدلا في معرض الرياض الدولي للكتاب

جانب من أحد المعارض في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

لم يكن عزل الرجال عن النساء في الفعاليات التي تشهدها مدينة الرياض هذه الأيام، هو الموضوع الوحيد الذي أثار جدلاً سواء على أرض معرض الرياض الدولي للكتاب أو فعاليات مهرجان الجنادرية الثقافي، كمجرد عزل في التوقيت وجدول الزيارات، بل امتد إلى الحديث عن عزلهما في الأدب ذاته، في مساء جمع حضور كثيف من المثقفين النساء والرجال في فعالية «الأدب النسائي المغاربي»، والتي أدارها أميمة الخميس وخالد الرفاعي الذي تألق في تقديمه وبإدارته للمداخلات في «حرب ما بين القسمين» كما وصفها ضاحكا.

افتتحت الندوة وزيرة الثقافة والشباب والرياضية في موريتانيا مهلة بنت أحمد، التي تحمل بكالوريوس الآداب العصرية المزدوجة العربية ـ الفرنسية، وتساءلت في كلمتها عن إنصاف مسمى الأدب النسائي، واستشهدت بمشاهد من تاريخ الأدب العربي للمرأة الشاعرة والأديبة، كما تطرقت بالحديث عن الأدب الموريتاني، وعرضت نماذج لشاعرات موريتانيات. ولفت أنظار الحضور إشارتها لـ«التبراع» الذي يعد نمطا شعريا خاصا بالشاعرات الموريتانيات.

ومن موريتانيا إلى المغرب مع حديث الدكتورة رشيدة بنمسعود الأستاذة الجامعية والنائبة الأولى لرئيس اتحاد كتاب المغرب، التي عرضت نماذج عدة للشاعرات المغربيات أمثال سارة الحلبية، وحفصة الراكونية ومليكة الفاسي. ولم تكتف بنمسعود بالحديث عن دور المرأة المغربية في الشعر والأدب، بل أشارت لدورها في الفقه والمنطق. كما تطرقت للروايات والقصص المغربية وطرقها لمواضيع عدة كالاعتقال والسجون، وأشارت إلى قضية الكتابة بالاسم المستعار والتي وصفتها بالظاهرة التي تشترك بها كاتبات العالم العربي.

انتقل الحديث من القاعة النسائية للرجالية، حيث يمثل الدكتور والناقد نعمان بوقرة الأديبات الجزائريات، حيث عرض أشهر الأسماء والنصوص الجزائرية، وأبرزها «زهور ونيسي» الكاتبة والوزيرة التي كان لها أول عمل روائي جزائري.

وختمت ممثلات الأدب المغاربي حديثهن بالدكتورة بسمة عروس من تونس، التي علقت على أنها للمرة الأولى تتحدث فيها لمن هم أمامها وخلفها، مشيرة إلى الفصل في القاعة ما بين الرجال والنساء. تحدثت عن المرأة كجزء من مشروع التحديث العام في تونس وعن الجيل الأول من الكاتبات كما عرضت تجربة الكتابة للأديبة فضيلة الشابي التي جمعت مابين كتابة الشعر والرواية والشعر الملحون كما تطرقت للإبداع العربي ـ الفرنسي وعن كون القصة القصيرة سبقت بداية الرواية في تونس، خلافاً للأدب في أغلب المناطق العربية. يشار إلى أن الدكتورة بسمة عروس أحيت محاضرة «المرأة ناظرة ومنظور إليها في الرواية السعودية» بالنادي الأدبي بالرياض، حيث ناقشت رؤية الآخر للمرأة السعودية من خلال ما تكتبه، والتي ـ حسب قولها ـ اكتشفت النصوص السعودية صدفة، لتغوص بعدها في تجربة عميقة مع الأدب النسائي السعودي.

وعلى الجانب الآخر في مدينة الرياض، تنطلق اليوم الجمعة فعاليات النشاط النسائي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، في دورته الـ23 (جنادرية 23)، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي وسط العاصمة السعودية.

وترعى الأميرة نوف بنت عبد العزيز، حفل افتتاح النشاط النسائي، الذي يتضمن عرضاً لفرق فنون شعبية نسائية من مختلف مناطق السعودية، وعرضاً للفرقة الشعبية التركية، وأوبريتا مصورا، ومعرضاً للحرف القديمة والأكلات الشعبية والمصنوعات والأزياء القديمة التراثية، كما أعد برنامج مخصص للأطفال ضمن الأنشطة النسائية لتعريف الأطفال بالجنادرية وتراث بلادهم، إضافة إلى مسرحيات خاصة بهم ومسابقات فكرية وعرض لأزيائهم.

وأوضحت الدكتورة صالحة العتيبي، رئيسة اللجنة النسائية للتراث بمهرجان الجنادرية، أنه تم تصميم ديكورات مكان حفل افتتاح النشاط النسائي للمهرجان على شكل قرية تراثية، وتمت دعوة العديد من الشخصيات المهمة في المجتمع لحضور الاحتفال، الذي تم نقله إلى مركز الملك فهد الثقافي، نظرا لما يتمتع به من قاعات كبيرة تتسع لحوالي ثلاثة آلاف شخص، وتجهيزات عالية.

وأشارت إلى أنه تم إعداد دليل لكل فعاليات النشاط النسائي ولأجنحة كل الإمارات والمناطق باللغتين العربية والإنجليزية، كما تم ترتيب عملية نقل النساء عبر حافلات مخصصة إلى القرية التراثية بالجنادرية، انطلاقا من مركز غرناطة التجاري.

ويحمل المهرجان في دورته الحالية، إضافات جديدة في نشاطه التراثي، من خلال السوق الشعبي بدكاكينه وأجنحته وساحاته الداخلية والخارجية، التي تتنوع فيه الأنشطة وتتناغم لترسم صورة حية لممارسات ماضي الآباء والأجداد، إضافة إلى الحرف التقليدية التي تمثل مناطق السعودية.

وتحتضن قاعة المحاضرات بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالمربع، الأنشطة الثقافية النسائية لمدة ثلاثة أيام، اعتبارا من يوم غد السبت، وتشمل محاضرات وندوات عن المرأة والمواطنة من خلال محاور تتضمن المرأة في الإعلام صورة واستشراقا، والمرأة وثقافة العمل التطوعي، والمرأة وحماية البيئة، كما يقدم النشاط الثقافي النسائي للمهرجان عرضا لنجاحات وإنجازات المرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وستقام أمسية شعرية لشاعرات سعوديات.