فضيحة حاكم نيويورك أطاحت أحلامه.. وفتحت باب الشهرة لمغنية فاشلة

أكثر من مليونين ونصف المليون شخص زاروا موقعها لتحميل أغانيها بعنوان «ماذا نريد؟»

أشلي الكسندرا ديبر
TT

حصلت مغنية البوب المغمورة والفاشلة «أشلي الكسندرا ديبر» على الاضواء التي كانت تطمح اليها، بعد ان تفجرت فضيحة حاكم نيويورك اليوت سبيتزر الذي اضطر للاستقالة عقب تورطه في فضيحة شبكة دعارة كانت تضم أشلي التي أمضى معها ساعتين في غرفة فندق في واشنطن.

واستفادت أشلي أو «كرستين» وهو اسمها الحركي، من الفضيحة الى حد ان حوالي مليوني ونصف المليون شخص زاروا موقعها على الانترنت خلال ايام من أجل تحميل اغانيها خاصة اغنية بعنوان «ماذا نريد؟»، وقالت شبكة «إم سي إن بي سي» التلفزيونية إن موقع أشلي الكسندرا الذي يمكن من خلاله تحميل اغنياتها حقق أعلى رقم من النقرات خلال هذا الاسبوع مقارنة بجميع المواقع الاميركية الاخرى، خاصة بعد ان وضع موقع «دردج ريبورت»، وهو أحد المواقع الاكثر شهرة، رابطاً لموقعها. وكتبت أشلي،23 سنة، في كلمة تعريفية لموقعها عبارة «حياتي هي من أجل الموسيقى وهي كل شيء عني». واختارت شعاراً يقول «ما لا يحطمني يقويني».

لكن يبدو ان أشلي انتبهت الى ان الاقبال على الموقع يمكن أن يدر عليها اموالاً طائلة، لذلك قررت يوم الخميس الماضي إغلاق موقعها على الانترنت وتحويله الى موقع آخر بحيث يمكن شراء أغانيها لقاء مبلغ دولار تقريباً (99 سنتا)، وكانت هناك أغنية اخرى من أغانيها استقطبت ايضاً الاقبال وهي بعنوان «تحرك يا جسدي».

وعندما نشرت أشلي صورها وهي بملابس البحر تهاطلت عليها عروض من شركات انتاج سينمائي واعلانات. ولم تتوقف شهرة أشلي عند هذا الحد بل ان حشداً من المراسلين ظلوا يرابطون امام البناية التي توجد بها شقتها في مقاطعة فلاتيرون في مدينة مانهاتن في نيويورك قبل ان تغادرها الى جهة مجهولة، ينتظرون ولو لمحة من المرأة التي أسقطت حاكم نيويورك الذي كان يبث الرعب في شارع المال «وول ستريت» بما عرف عنه من صرامة في محاربة الفساد حتى أطلق عليه لقب «الشريف»، في إشارة الى رجل الأمن الاميركي الذي يطارد المجرمين.

وعادة ما يخوض مغنيو ومغنيات البوب منافسة شرسة لاذاعة اغانيهم عبر بعض اذاعات نيويورك التي تحظى باقبال منقطع النظير، وفي مقدمها إذاعة «زد 100»، وبالفعل شرعت هذه الاذاعة في بث اغاني أشلي، لكن سرعان ما بادرت الى إيقاف بثها، على اعتبار تفاهتها.

وفي معرض تبريره لبث اغاني أشلي، قال توم بولمان مسؤول البرمجة في إذاعة «زد 100» التي توجد استديوهاتها في ولاية نيوجرسي المجاورة لولاية نيويورك «نحن نبث كل ما هو ساخن ولا يمكن ان يكون هناك أكثر سخونة من أغنيات امرأة توجد في قلب فضيحة حاكم نيويورك...ثم انها ليست اغنيات رديئة» لكن يبدو ان الاذاعة غيرت رأيها بعد ذلك.

شهرة سريعة وغير متوقعة نالتها أشلي الكسندرا، التي كانت تعمل ضمن شبكة دعارة يجري حالياً تحقيق حول أنشطتها الممتدة عبر الولايات المتحدة الى لندن وباريس. ونال الفندق الذي أمضى فيه اليوت سبيتزر ساعتين مع أشلي في واشنطن شهرة مماثلة، ويعد فندق «ماي فلور» من أعرق الفنادق في العاصمة الاميركية، حيث شيد قبل 83 سنة، وهو واحد من سلسلة فنادق الشرائح العليا من زوار واشنطن من السياسيين ورجال الاعمال او الوفود الرسمية، ويعتبر من «الفنادق التاريخية» في عاصمة تفتقد الى مبان لها صيت او عراقة تاريخية، واقتنته قبل فترة سلسلة فنادق «ماريوت»، وهو لا يقع بعيداً عن البيت الابيض، وفي بعض الاحيان يقيم فيه ضيوف يأتون الى واشنطن بدعوة من الرئاسة الاميركية. ومن بين الشخصيات التي اقامت في هذا الفندق مونيكا لونسكي التي تورط معها الرئيس السابق بيل كلينتون في فضيحة إخلاقية، والمثير انها اقامت في «ماي فلور» بعد ان تفجرت الفضيحة. وهاو اسم الفندق يعود بعد سنوات ليرتبط بفضيحة حاكم نيويورك اليوت سبيتزر، الذي كان يعتبر نجماً صاعداً في صفوف الحزب الديمقراطي الى حد ان بعض المراقبين رشحوه ليكون «اول رئيس يهودي» للولايات المتحدة. لكن اليوت خرج عن الطريق المؤدي الى الرئاسة، ولم ينل شيئاً سوى الفضيحة وقمصان (تي شيرت) كتبت عليها عبارة «الزبون رقم 9» تباع حالياً عبر شبكة الانترنت، وهو الرقم الذي كان يطلق على اليوت في «نادي الاباطرة» للدعارة الذي كان يرمز الى زبنائه بارقام.

ويتراوح سعر الغرفة في «ماي فلور» ما بين 235 الى 285 دولارا في الليلة الواحدة. وفي ليلة الموعد مع أشلي حجز حاكم نيويورك الغرفة رقم 871 في فندق «ماي فلور» باسم «جورج فوكس» وهو أحد مساعدي الحاكم، وأبلغ الحاكم انه يتوقع ضيفاً لكنه رفض ترك مفتاح الغرفة لدى الاستقبال. وكان اليوت قد انتقل من نيويورك الى واشنطن بحجة الادلاء بشهادته اثناء انعقاد احدى لجان الكونغرس، لكنه لم يظهر في ذلك الاجتماع.

وإذا كانت صفحة المجد السياسي الذي كان يبحث عنه اليوت سبيتزر قد طويت الى الابد بعد ليلة «ماي فلور»، فإن صفحة شهرة للمغنية الفاشلة والمغمورة أشلي الكسندرا قد انفتحت، كما ان فندق «ماي فلور» أصبح كذلك تحت الاضواء، وبالمقابل فتحت هذه الفضيحة الطريق لاول اميركي اسود ليتولى منصب حاكم نيويورك بعد استقالة اليوت، بل أن الحاكم الجديد لولاية نيويورك ديفيد باترسون دخل تاريخ الولايات المتحدة باعتباره اول حاكم كفيف في تاريخ اميركا.