باحثة سعودية تحاول ضخ الحياة في فناني الشوارع

تشكيليات يبدين استعدادهن لتعليم المراهقين أساسيات الغرافيتي

الفن التشكيلي على جدران الشوارع
TT

أبدت مجموعة من التشكيليات السعوديات والفنانات، من خلال محاضرة فنية أقيمت في جدة، استعدادهن الكامل للانخراط في برنامج متكامل مع أمانة مدينة جدة لتعليم «فناني الشوارع المراهقين» أساسيات الفن التشكيلي والجمالي، لممارسة هذه الهواية والتنفيس عن الذات، عبر فضاءات المدينة وجدرانها الخالية. وكانت باحثة سعودية في علم الاجتماع وعلم النفس، قد ألقت محاضرة مقتبسة عن بحث علمي متكامل حول فن الغرافيتي أو فن الرسم على جدران الشوارع والمساحات الفارغة، سيصدر قريباً في كتاب خاص بها، وأوضحت الباحثة اعتدال عطيوي في تناولها لهذه الظاهرة، أن هذا الفن المعترف به عالمياً، الذي ولد في أميركا وفي فيلادلفيا بشكل خاص، ونضج بشكل كبير في حي هارلم بنيويورك، ليصدر منها إلى كل أنحاء العالم، وليصبح فناً غير مختص بطبقة معينة تشترك فيه كل طبقات المجتمع حتى تلك الأكثر ثراءً ورفاهية، بعد أن كان حكراً على الطبقات الدنيا والمسحوقة.

وأشارت عطيوي إلى خصوصية فن الغرافيتي في السعودية وإلى اختلافه عما هو موجود في بقية بلدان العالم، وكونه لا يزال في بداياته الأولى.

واستعرضت عطيوي بعض المسميات الخاصة بفن الغرافيتي ابتداءً بوصفه بـ«فن الشوارع، الفن الغاضب، فن المتمردين، وفن المراحيض. أما الجدران ذاتها فهي صحيفة الفقراء، ودفاتر المجانين، وفن من لا جدار له، فنانو وأدباء المراحيض، فن الرذاذ، صحف الصامتين»، إلى جانب استعراضها للكثير من العبارات الرافضة والمدينة لهذا الفن عبر استطلاع للرأي من أكثر من 30 موقعاً على شبكة الإنترنت وبعض التعليقات المتفهمة لطبيعة هذا الفن ورغبة فناني الجدران الجامحة في التعبير والتنفيس عن ذواتهم.

فنانو الغرافيتي تبعاً لعطيوي هم في سن بين الـ18 والـ30 عاما معظمهم من الشبان، يرسمون على أي فراغ أو سطح خال يصادفونه، في الحدائق والأزقة، وزوايا الشوارع، والمقاهي، وجدران المنازل، والأبنية المهجورة، والأرصفة، والسيارات، وحتى أغطية الصرف الصحي، وغرف الهاتف العمومي، والجسور، والأنفاق، واللوحات الإعلانية، والأشجار، والأسيجة، فرسام الغرافيتي يستفزه بدرجة كبيرة الفراغ. وهناك نوعان من فن الغرافيتي، أحدهما ظاهر وهو أقل صراحة من النوع الخفي الذي يوجد عادة في المناطق المغلقة، والطريف في هذا النوع أنه يفتح أحياناً أبواباً للحوار عبر الجدران والسطوح الخالية ما بين أكثر من فنان يتداخلون في ما بينهم ويتحاورون حواراً صامتاً.