«نور» قصيدة «سبحان من خلق» يسطع في فيلم قصير

هبة القواس تغني قصيدة السفير عبد العزيز خوجة

هبة القواس في فيلم «نور» («الشرق الاوسط»)
TT

«سبحان من خلق القلوب لكي تؤانسنا بآه... وتذوب من وجد على ألف ولام ثم لام ثم آه.. سبحان ربي في علاه وفي سناه..». هذه الابيات الشعرية وغيرها من أعمال السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة لامست وجدان الفنانة الاوبرالية، هبة القواس، فلحنتها وأنشدتها وصورتها فيلما غنائياً قصيراً حمل اسم «نور».

الابيات اختارتها هبة من قصيدة «سبحان من خلق..»، لما تحمل بين مفردات كلماتها من معانٍ تسبح الخالق عز وجل وتمجده وترتقي بالشعور الانساني الى مقامات تجمع بين رسالة الحياة واتحاد الروح بالجسد ورهبة الموت من خلال مشاهد رمزية وخيالية عميقة في بساطتها وبسيطة في عمقها. قصيدة الخوجة استحقت أن تتحوّل الى مشهدية نابضة بالتعبير من خلال الفيلم الغنائي القصير «نور» الذي عرض في سينما «صوفيل» في بيروت. ولم تكتف القواس باللحن الطالع من جروح النغم او بالأسلوب الذي لا يشبه سواه لناحية الاحساس والخامة الصوتية الأوبرالية، وانما تركت لجسدها ان يتفاعل مع الطبيعية البكر في كوريغرافيا صوفية راقية تختصر في ايقاعها الصامت وسط الصوت والنغم رحلة الحياة والموت. الأوضاع الأمنية في لبنان حالت دون حضور خوجة عمله الذي عرض بحضور عقيلة رئيس الوزراء اللبناني هدى السنيورة وهبة القواس وعدد كبير من المثقفين والاعلاميين الذي ناقشوا في نهاية العرض هذا العمل الذي تفتقر المكتبة الغنائية الى مثيل له، وابدوا إعجابهم بما أنتجت أيدي فريق العمل؛ وعلى رأسهم كاتب الفيلم ومخرجه المتصوّف الكندي اللبناني الأصل كميل ملاط.

وذكرت القواس أن فكرة الفيلم ولدت خلال جلسة قرأ خلالها خوجة قصيدته. وما كان للقواس الا أن جلست بشكل تلقائي على البيانو وتركت لأناملها ان تترجم ما فاضت به أحاسيسها، محوّلة بذلك القصيدة في دقائق الى أغنية صوفية روحانية «تحمل اكثر من شجن الشرق وعاطفته». وقالت القواس إن جوهر فكرة «نور» هو إيصال رسالة معبّرة تعكس امكانية أن يتوحّد الانسان بنفسه ليصل بروحه الى الخالق.

وأشارت القواس الى الظروف الصعبة التي رافقت ساعات التصوير، وخصوصا منها العواصف الثلجية التي ضربت موقع التصوير الواقع في منطقة الأرز. وأضافت أن «اختيار هذه المنطقة جاء بناء على رمزيتها التي تشبه الى حد بعيد المكان الروحاني الذي يقرّب الانسان من الخالق».