يُعتبر الزي الخاص بالعرضة السعودية من الخصوصيات التي يتمتع بها المجتمع المحلي، والذي استقاه مصممو بعض تلك الألبسة من الزخارف الإسلامية، والنقوش النجدية التي اقتبست من الموروث النجدي الخاص.
وزي العرضة السعودية الخاص، الذي يرتديه مؤدو العرضة ابتداءً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإخوانه، وأبنائهم، خلال تأديتهم العرضة، يُعد حرفةً أجادها سعوديون من المُهتمين بالأزياء وتصميمها، إلى أن بلغوا العالمية في عدد من المحافل الدولية.
يحيى البشري، مصمم أزياء سعودي بلغ العالمية، خلال محافل دولية، وأحرز مرات عدة المراتب الأولى في عدد من المسابقات الخاصة بتصميم الأزياء، وله تجربة خاصة مع تصميم أزياء عارضي العرضة السعودية، أبرزهم خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، اللذان قدما له دعماً معنوياً لا مثيل له ـ بحسب ما يروي ـ خلال مشاركاته في تصميم أزياء المشاركين في مهرجان التراث والثقافة (الجنادريه) في دوراته السابقة. البشري قال لـ«الشرق الأوسط» إنه تلقى دعماً معنوياً خلق في نفسه الشيء الكثير فيما يتعلق بتغيير الزي السعودي الخاص، وخلال لقاء جمعه بخادم الحرمين الشريفين قبل سنوات، قال «إننا نحتاج لمثل هذه الأعمال، التي تُقتبس من تُراثنا، ليبلغ أبناءنا»، فمن هذا المنطلق، بحسب تعبير البشري، «أصبح طموحي أكبر بفضل دعم الملك عبد الله وتشجيعه لي».
وعن نوعية الأقمشة المُستخدمة في حياكة الزي السعودي الخاص بالعرضة، قال البشري إن تلك الأقمشة تُعتبر من أفخر الأقمشة على مستوى العالم، وهي أقمشة من نوع «شانتون»، والتي تُعرف بغلاء أسعارها على المستوى العالمي، باختلاف أنواعها الهندية والأوروبية والصينية. وأضاف، أن الأقمشة المُستخدمة في العرضة السعودية، في الغالب تكون من القطن، أو من القطن المخلوط، على حسب توقيت وموعد العرضة، فإن كان التوقيت خلال فصل الشتاء، يتم استخدام أقطان صوفية في الغالب تكون من النوع الكشميري، وإن كان توقيتها خلال فصل الصيف، فغالبا ما تُستخدم أقمشة تكون خفيفة نوعاً ما، نظراً لحرارة الطقس.
وعن النقوش، يقول البشري إن نقوش «دقلات» العرضة السعودية يتم حياكتها بأفخر أنواع القصب الحر، والبعض الآخر يُحبذ أن يكون التطريز بالخيوط العادية، أو القصب العادي، فيما تصل مدة بعض أزياء العرضة السعودية إلى فترة تتراوح ما بين الشهر إلى ثلاثة شهور، على حسب النقش والتطريز، الذي يتم بطريقة يدوية، ويستغرق وقتاً أكبر من الحياكة بطريقة آلية أو باستخدام مكائن وأجهزة خاصة بالتطريز والنقش.
ويحرص البشري، بحسب وصفه، على تلاؤم التطريز اليدوي مع لون الزي الخاص بالعرضة، والإكسسوارات التي تُصاحب الزي، لتبقى مُترابطة مع بعضها البعض من حيث الشكل، والمنظر الجمالي، على أن يكون لون «الشماغ» أو «الغترة» متلائماً مع لون الدقلة.
وتصل أسعار بعض «دقل» العرضة السعودية إلى مبالغ قد تفوق الـ 50 ألف ريال (13.3 ألف دولار)، على حسب نوعية الأقمشة المُستخدمة في حياكة الزي السعودي الخاص بالعرضة، ليخرج بالشكل الجمالي الذي يراه الجميع سنوياً على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والمشاركين في العرضة التي تقام سنويا على هامش مهرجان الجنادرية.