تبدأ شركة الأحساء للسياحة والترفيه (أحسانا) في شهر مايو (أيار) المقبل، في تنفيذ أحد أبرز المشاريع السياحية في السعودية، وهو مشروع تطوير موقع جبل القارة، وذلك في مرحلته الأولى، والذي يستغرق تنفيذه ثمانية شهور.
وكانت بعض الأساطير تحكى حول الجبل من قبل كبار السن، بسبب كهوفه العديدة، وشبح الظلماء الذي يراود الآباء أثناء نومهم في داخل الجبل، بظهور الجن وبعض الأصوات الغريبة، وقد نسج عدد من الكتاب والشعراء أقوالا عديدة حول الجبل لما يتميز به من معالم طبيعية.
وأوضح مدير عام شركة الأحساء للسياحة والترفيه، عبد العزيز العامر، في حديثه مع «الشرق الأوسط» أمس، أن مشروع تطوير موقع جبل القارة يمر في ثلاث مراحل، وهذا يأتي ضمن المخطط المرسوم له، حسب الدراسة المعدة للمشروع. وكشف العامر أن جبل القارة لن يغلق أبوابه مع انتهاء تنفيذ مرحلته الأولى، وأنه سيكون مفتوحا لجميع الزوار، مع البدء في المرحلتين التاليتين، مضيفا أن تكلفة مشروع المرحلتين الأوليين تقدر بـ15 مليون ريال.
وقال العامر، إن المرحلة الأولى من المشروع تتضمن إنشاء مبنى استقبال وخدمات من ناحية المواقف على مساحة 1500 متر مربع، والمبنى مكون من طابقين روعي في شكله وبنائه الخام الجبلي الذي يتوافق مع طبيعة الجبل، وسيتكون الدور الأول من عدة محلات لبيع المصنوعات اليدوية والتذكارات والصور الجمالية إضافة إلى مكاتب الإدارة، في حين سيحتوي الدور الثاني على مطعم مجهز بكافة الوسائل المريحة من طبيعة الجبل ومقهى لتناول المشروبات الساخنة والباردة مع بعض الوجبات الخفيفة، إضافة إلى وجود ألعاب متنوعة للأطفال، مضيفا أنه ستتم إعادة تنظيم منطقة المواقف للسيارات، كذلك زراعة الأماكن المحيطة بالجبل.
وقال العامر إنه سيتم رصف المنطقة المحيطة بالجبل ومساحاته الأرضية، وذلك من بوابة المبنى إلى داخل الكهوف، وتزويدها بالإضاءات، وبإنارة خاصة لا تؤثر على درجة الحرارة، وإدخال نظام الميديا والتحكم فيهما عن طريق الحاسوب.
وأضاف العامر أن المرحلة الثانية من المشروع تعتمد بعض التجهيزات الخدماتية في سفح الجبل، وإنشاء مصعد من أسفل إلى أعلى الجبل ومطل شاهق، ومطعم كبير يستوعب الأعداد التي ستكون على سفح الجبل، في حين ستعمل الشركة في المرحلة الثالثة على تطوير بعض الأماكن والمناطق الخالية الذي تحيط الجبل. وقال العامر إن الشركة أعدت دراسة جدوى لاستثمار الموقع بالشكل المطلوب الذي يتناسب مع احتياجات سكان المنطقة وزوارها، وطبيعة معالم الجبل، وأن الدراسة تتضمن كل ما يساعد السياح من خدمات، كذلك إنارة المغارات في داخل الجبل والاستفادة منها كمتحف لبعض الحرف الشعبية التي تمارس في المنطقة، ورصف مداخل تلك المغارات، وتجهيز مواقف للسيارات، وإنشاء منطقة ألعاب أطفال وكفتيريا، وكذلك إنشاء مطعم في قمة الجبل وتجهيز المنطقة لتكون مطلة على واحة الأحساء وتهيئة مصعد لتسهيل الوصول إلى تلك القمة. وكانت شركة الأحساء للسياحة والترفية (أحسانا) قد وقعت عقد استثمار جبل القارة مع بلدية الأحساء في العام الماضي، يشمل تطوير منطقة جبل القارة الواقعة على مساحة مليوني متر مربع كمرفق سياحي ترفيهي واستثماره لمدة عشرين عاماً مقابل 4.3 مليون ريال. ويعتبر جبل القارة من ابرز المعالم السياحية الطبيعية في الأحساء، وأكثر المواقع التاريخية شهرة، ويقع على مساحة قاعدتها 1400 هكتار ويتكون من صخور رسوبية ويتميز بكهوفه ذات الطبيعة المناخية المتميزة، ويبلغ ارتفاع الجبل 70 متراً ويتبع الجبل رأس القارة وهو قمة صخرية وسط بلدة القارة وكذلك جبل أبو جيص. وتعد الطبيعة المناخية لجبل القارة واحدة من أكثر ما يثير الدهشة، فالجبل يمتاز بظاهرة انخفاض درجة الحرارة داخل الجبل صيفا وارتفاعها شتاء، وهذا التعارض بين المناخ داخل كهوف جبل القارة وخارجه، جعل الجبل على الدوام وعلى مرّ العصور يشهد العديد من الفعاليات الاجتماعية حيث يقصده أهالي القرى المحيطة منذ مئات السنين وحتى ظهور الكهرباء للتبرد من غلواء الصيف.