«المكتبة البريطانية» تعرض مصحف السلطان بيبرس.. رقميا

عبر برنامج إلكتروني يخولك تقليب الصفحات وكأنك تتصفح كتابا حقيقيا

وجدت «المكتبة البريطانية» في النسخ الرقمية حلا للراغبين في تصفح النصوص والكتب النادرة (تصوير: حاتم عويضة)
TT

من أكثر الأمور إزعاجا لدى الذهاب إلى المتاحف وصالات عرض المقتنيات النادرة هو أنك في الغالب لا تستطيع لمس هذه المعروضات، وفي كثير من الأحيان لا يمكنك كذلك تصويرها... وذلك بسبب إجراءات احترازية منعا لتعرض القطع الفريدة هذه لأي ضرر أو تشويه، خصوصا عندما تكون القطعة «لا تقدر بثمن» كمصحف السلطان بيبرس المعروض في«المكتبة البريطانية» (بريتيش لايبراري)، والذي خُطت أجزاؤه السبع بالذهب بين عام 1304 و1306 (704 ـ 705 هجرية) في مصر. ولا يمكن للناظر سوى أن يدهش بالإتقان الشديد الذي خُط وزيّن به هذا المصحف، هذا إلى جانب الدهشة بأن مثل هذا الكنز بقي محفوظا وفي حالة جيدة لأكثر من 700 عام... لكن الزجاج الذي يحيط بهذه النسخة النادرة من القرآن الكريم تحول دون تمكنك من تصفحه، وهنا وجدت «المكتبة البريطانية» في تقنيات العصر حلا. ففي مناطق مختلفة بين طوابق وصالات مبنى المكتبة الكائن بالقرب من محطة قطارات «كنغز كروس» بوسط لندن، توجد شاشات عرض ضخمة موزعة بانتظام تسمح لأي شخص أن يتصفح نسخة رقمية من مصحف السلطان بيبرس بالإضافة إلى مجموعة فريدة من الكتب النادرة كإنجيل إثيوبي يعود للقرن الثامن عشر، وأول أطلس أوروبي يعود لحقبة الـ1570م، إضافة إلى دفاتر ومدونات تاريخية كمدونة ليوناردو دافنشي التي تحوي «خربشات» له ومفكرة للمبدع الموسيقي موزارت. وبفضل برنامج Turning The Pages (أي تقليب الصفحات) الإلكتروني الذي طورته «المكتبة البريطانية» بالتعاون مع شركة «مايكروسوفت»، فإنه بإمكان الزوار تقليب الصفحات كما يشاؤون عبر لمس الشاشة بالإصبع، بحيث تلمس طرف الصفحة وتحركها يمينا أو يسارا فتفتح الصفحة التي تليها أو تسبقها. ويقول جاكوب لانت، من قسم التواصل مع الصحافة في المكتبة البريطانية، لـ«الشرق الأوسط» بأن هناك قيمة إضافية كذلك لعرض هذه الكتب النادرة بهذه الطريقة، فبحسب ما يوضح لانت فإن المعروضات الحقيقية ترفع من صالات العرض بين فترة وأخرى لأغراض الصيانة والحفظ، ولكن بفضل النسخ الرقمية تبقى المعروضات موجودة دائما حتى لو غابت النسخ الأصلية، سيما وأن المكتبة البريطانية توفرها كذلك عبر موقعها الإلكتروني. وبالإضافة إلى خاصية تقليب الصفحات بشكل مقارب للواقع، يخولك البرنامج «تقريب» و«تكبير» جزء معين من الصفحة إذا شئت التمعن في التفاصيل، بالإضافة إلى الاستماع إلى تعليق صوتي مسجل لخبراء المكتبة البريطانية... كما يتم العمل حاليا على فتح المجال لزوار الموقع الإلكتروني في تدوين تعليقاتهم كذلك.