البروتوكول البريطاني يمتحن ساركوزي وكارلا

«إذا كانت المشكلة تكمن فقط في الأسلوب فآمل أن تعجبكم البزة الرسمية»

بدت السيدة الفرنسية الاولى بشكل يليق مع الزيارة الرسمية إلا أنها لم تتخل عن حذائها المريح
TT

جميلة، أنيقة، عيناها أشبه بالبحر الازرق الصافي، قوامها رشيق وطولها فارع، بدت بحلة راقية من دون تكلف، انتعلت حذاء من دون كعب على طريقة الباليرينا، وارتدت معطفا رمادي اللون وحزاما اسود ليظهر خصرها النحيل، وقبعة سوداء لترضي الذوق البريطاني وتذكرك بالبيريه الفرنسية، هكذا رأت الصحافة البريطانية السيدة الاولى الفرنسية كارلا بروني خلال زيارتها الرسمية الاولى الى بريطانيا مع زوجها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وعلى الرغم من ان الهدف الاساسي وراء زيارة الرئيس الى بريطانيا والحلول كضيف لدى الملكة اليزابيث الثانية هو إحياء «صداقة جديدة فرنسية بريطانية»، إنما أخبار الاناقة احتلت حيزا كبيرا من الزيارة، فالرئيس ساركوزي اثبت للعالم كله انه ليس برئيس عادي فهو رئيس عاشق فتح قلبه للصحافة العالمية منذ ان تولى زمام الرئاسة الفرنسية ولم يخف على الملأ حبه للعارضة السابقة والمغنية كارلا بروني، فتزوجها لتصبح بذلك من بين اكثر السيدات الاول شهرة في العالم.

وحل الرئيس وحرمه ليلة أمس ضيفين على مأدبة عشاء في قصر ويندسور وتم تغيير ترتيب طاولة الرئيس بعد ان تبين لمنظمي الحفل بأن الرئيس لا يشرب أي نوع من أنواع الكحول إنما يفضل تناول عصير البرتقال، وتجمع مئات الناس خلف الحواجز التي امتدت على طول الطريق التي سلكها الموكب الملكي، وشاركت كارلا الامير فيليب دوق ادنبرة زوج الملكة البريطانية عربة ملكية، في حين اتبع الرئيس الفرنسي البروتوكول البريطاني وشارك الملكة عربتها الخاصة، وفي مقابلة أجرتها إحدى قنوات التلفزة البريطانية، مع أحد الحضور قال مايك ثورب وهو رجل مسن ومتقاعد، إنه أتى «لمشاهدة زوجة الرئيس، ويعتقد بأن تسعين في المائة من الناس حضروا لهذا الغرض، ولم يأت مع زوجته لشدة غيرتها من كارلا».

غير ان زيارة الرئيس الفرنسي الرسمية الاولى الى بريطانيا وفي اليوم الاول منها تزامنت مع نشر الصحف البريطانية صورة لزوجته وهي عارية، بالابيض والاسود كانت التقطت لها في عام 1993 وستباع في ابريل (نيسان) في دار كريستيز للمزادات في نيويورك، مما أثار غضب كارلا واعتبرت الامر إساءة لها ولزوجها. في حين رفض قصر الاليزيه الادلاء بأي تعليق، خاصة وأن الهدف من زيارة الرئيس الى بريطانيا هو توطيد العلاقات ما بين البلدين حيث دعا الرئيس ساركوزي في حديث ادلى به الى راديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، الى «صداقة جديدة فرنسية بريطانية» وتفاهم «ودي»، واضاف بأنه «سيأخذ بالاعتبار» الانتقادات الموجهة الى أدائه والتي تسببت بتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي. وقال في المقابلة التي سجلت الثلاثاء في باريس وبثت صباح امس قبل ساعات من وصوله الى بريطانيا، «لست من النوع الذي يستمع الى الاطراءات ويتجاهل الانتقادات. انا آخذ بالاعتبار الامرين معا».

وتساءل «انما بصراحة اذا كان المأخذ الوحيد علي هو الاسلوب، هذا يعني اذاً ان لا مآخذ علي في ما يتعلق بالجوهر؟».

وتابع «اذا كانت المشكلة تكمن فقط في الاسلوب، فآمل ان تعجبكم البزة الرسمية التي أوصيت عليها من اجل السهرة الملكية»، ملمحا الى الصيت الذي يلازمه بأنه رئيس يحب البهرجة وينفق الكثير من المال على أناقته وهندامه، لذا قال في تصريح سابق له إنه سوف يستبدل ساعته باتيك فيليب باهظة الثمن بأخرى أقل سعرا عندما يأتي لزيارة الملكة في بريطانيا، فهو يحاول ساعيا الى تحسين صورته بعد أن اطلق عليه، لقب «الرئيس المترف» أو The Bling bling President وذلك بسبب حبه للترف والاشياء الثمينة والثياب التي تحمل توقيع اهم المصممين العالميين. فمنذ ان اعتلى الرئاسة الفرنسية منذ 10 أشهر وهو يظهر على شكل الرجل العاشق الطائش، هندامه رياضي لا يشبه هندام رؤساء الدول، لا يلبس إلا ساعات روليكس ويغير لوكوتر وباتيك فيليب، ولا يذهب بإجازة إلا على متن يخت ضخم، ولكن وبعد ان فقد الكثير من شعبيته بعد انتخابه حاول تحسين صورته الرئاسية فأصبح يرتدي بزات رسمية وربطات عنق بألوان هادئة تليق بمنصبه الرفيع. غير ان زوجته لم تغير كثيرا من شكل هندامها فعندما رافقت ساركوزي في زيارة رسمية لهما الى جنوب افريقيا مؤخرا، بدت بثياب عادية، مع حذاء من دون كعب، وبتسريحة شعر متواضعة جدا ولم تضع الا القليل من مساحيق التجميل، والمعروف عنها أنها لا تلبس الكعب العالي، فأثناء حضورها الحفل الرسمي في قصر الاليزيه مؤخرا كانت ترتدي فستانا من تصميم دار ديور للازياء مع حذاء مريح من دون كعب أيضا، وهذا ما دعا المصممين لطرح تشكيلة الصيف القادم للاحذية على طريقة كارلا بروني، ولكن لم تعجب هذه الموضة النساء قصيرات القامة اللاتي يحاولن تقليدها، لانهن يبحثن عن أحذية تزيدهن طولا غير ان السيدة الاولى فارعة الطول ولا تحتاج الى كعب يزيدها رونقا، فقام المصممون بتصميم احذية Pump Shoes مع كعب صغير لارضاء الجميع.

وقد يكون السبب في عدم ارتداء كارلا الكعب العالي هو حرصها على ان لا تظهر اكثر طولا من زوجها. ولكن ورغم كل المحاولات التي يقوم بها الرئيس ساركوزي للظهور بمظهر الرئيس الجدي إلا أنه يبقى رئيسا مميزا لا يشبه الرؤساء الفرنسيين الذين سبقوه على الحكم، فمن الواضح خلال زيارته الحالية الى بريطانيا انه يفعل ما بوسعه للتأقلم مع البروتوكول الانجليزي، فعند وصوله الى قصر ويندسور توجه الى توقيع كتاب الزوار وكانت كارلا بجانبه وكان يحضنها وهو يوقع الكتاب، فالمشهد قد يكون رومانسيا بالنسبة للفرنسيين إنما قد لا يراه البريطانيون بنفس العين. ويمكن القول بأن زيارة ساركــوزي وكـــارلا لا تشبه زيارات الرؤســاء وزوجاتهم إنما هي أشبه بحضور النجــوم حفلات الاوسكار.