شرطة جديدة في اليابان للبحث عن الأكل المقلد

اليابانيون يقلدون الـ«سوشي».. والصينيون يقلدون الشوكولاتة

TT

المنتجات المقلدة آخذة في التوسع في العالم، وغالبا ما يكون العملاق الصيني وراء تلك الطفرة التي أصبحت تطال جميع المنتجات من دون استثناء، فقد تستغرب إذا عرفت أن الصينيين يقلدون المأكولات، إلى جانب إبداعهم في تقليد حقائب اليد والثياب التي تحمل أسماء أشهر المصممين العالميين.

ويبدو أن حمّى التقليد لا تقتصر فقط على الصين لا بل يتقنها شعب جارتها اليابان بحيث أصبحت هذه الاخيرة تشتهر بتقليد الـ«سوشي» أو السمك النيئ مع الارز، ويتم بيعها على أنها أكلة تقليدية أصلية في مطاعم خارج اراضي اليابان. ويقول يوزابورو موجي، رئيس منظمة ترويج المطاعم اليابانية في الخارج، حسب ما ذكرته وكالة «د ب إ»، إنه في الوقت الذي تزداد فيه شعبية شرائح السمك النيئ (سوشي) في أوروبا وأميركا الشمالية فإن الأطباق اليابانية المقلدة أصبحت تصنف على أنها من المطبخ الياباني الأصيل.

وقررت المنظمة تغيير ثقافة الطعام اليابانية لنشر الابتكار والإسهام في تنوع المطابخ العالمية بدلا من عزل أية وجبة خارج المعايير التقليدية في اليابان.

وفي عام 2006 بعثت وزارة الزراعة اليابانية مجموعة من المتخصصين السريين في الأطعمة للتفتيش على أصالة الأطباق المقدمة في المطاعم اليابانية بالخارج، وتم إطلاق وصف «شرطة السوشي» على هذه المجموعة وتعرضت لانتقادات من جانب وسائل الإعلام الأجنبية.

وكانت هذه العملية السرية تهدف إلى التفرقة بين الأطعمة اليابانية الاصلية من الأخرى الزائفة التي أصبحت شائعة بشكل متزايد في المطاعم اليابانية بالخارج.

وتوضح مصادر وزارة الزراعة والغابات والمصائد في اليابان أنه حيث أن الأطعمة اليابانية ينظر إليها باعتبارها منخفضة السعرات وصحية فقد تضاعف عدد المطاعم اليابانية في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية، وتزايدت بمعدل ثلاث مرات في بريطانيا خلال الأعوام الخمسة الماضية، كما اتسع حجم سوق الأغذية اليابانية بأكثر من 20 في المائة سنويا منذ عام 2000.

وتضيف وزارة الزراعة أنه بشكل عام يبلغ معدل نمو سوق الأغذية اليابانية بالخارج 8ر5 في المئة سنويا، غير أن معظم المطاعم تقدم ما يعتبر أنه أطباق يابانية مقلدة.

ويقول موجي إن هناك حاجة إلى توسيع نطاق تفسير كلمة «الطعام الياباني» حيث أن الطهاة في الخارج يحاولون إرضاء مختلف الاذواق وذلك على الرغم من أن وزارة الزراعة اليابانية تتلكأ في اعتماد الأطعمة المقلدة.

واستفادت اليابان ذاتها تاريخيا من واردات الأغذية، فمثلا جاءت وجبة الـ«تيمبورا»، وهي عبارة عن مأكولات مقلية، يعتقد أنها يابانية الأصل، من البرتغال، والـ«نودلز» من الصين.

ويأمل موجي في إقامة مراكز لتدريب الطهاة على إعداد أطباق يابانية وفي نفس الوقت تراعي الأذواق المحلية، مع تحسين نوعية المطاعم خاصة في ما يتعلق بالنظافة والاشتراطات الصحية وإرسال خبراء للترويج للمطاعم اليابانية وتحسين نوعيتها، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى تشجيع تصدير منتجات الغذاء اليابانية.

وبعد تفشي موجة الـ«سوشي» المقلد لم يعد بوسع «شرطة السوشي» والخبراء اليابانيين الا ان يتخذوا وجهة نظر أكثر تحررا بالنسبة لتحديد نوعية الاطعمة اليابانية الاصلية وذلك لتلبية رغبة العالم المتزايدة في تناول الـ«سوشي» وغيره من الأطباق اليابانية التقليدية.

ففي تقرير نشرته الاذاعة البريطانية BBC تبين أن الصين لا تتردد في تقليد أي منتج في العالم، فهي تملك مصانع ضخمة مخصصة لتقليد جميع الماركات، واللافت في التقرير كان وجود علب من الشوكولاتة المقلدة من ماركة «فيريرو روشيه» فهي تتميز بنفس شكل العلبة ونفس لون الورق لدرجة أنه يصعب على أي كان التعرف على العلبة الاصلية من العلبة المقلدة، أما بالنسبة للطعم فيقول من جرّبها أنها تشبه طعم الشوكولاتة الاصلية بشكل كبير.

أما خارج الصين فيقوم الصينيون ببيع المأكولات على أنها مأكولات صينية أصلية تم شحنها من الصين، ليتبين بعدها أن تلك المطاعم لا تمت للأكل الصيني التقليدي بصلة.

وإذا زرت الصين ستفاجأ بالمطاعم الصينية، فهي لا تقدم ما تقدمه أغلبية المطاعم التي تعرف بالمطاعم الصينية المنتشرة في اوروبا على سبيل المثال، وبالتحديد في «تشاينا تاون» اللندنية، فالاكل يختلف تماما، والنكهة كذلك، ويفسر بعضهم هذا التباين بأن الصينيين يسعون لإرضاء جميع الاذواق لذا يتوجب عليهم التعديل في الطعم والمذاق.

هذا ما يقوله الصينيون، إنما بعد سماع خبر تقليد الاكل والـ«سوشي» يمكن القول «إن ما نأكله خارج الصين واليابان قد يكون مقلدا».