مجموعة الكعبة المشرفة وأستار الحرم النبوي تتوج مزاد الفن الاسلامي في سوذبي

تعتبره الدار أضخم مزاد من نوعه في تاريخها

قرط من فارس يرجع الى القرن 19
TT

هذا الأسبوع تحولت العاصمة البريطانية الى سوق ضخم للأعمال الفنية الإسلامية تتبارى فيه ثلاث دور مزاد شهيرة لعرض مجموعة نادرة من القطع الفنية والأثرية الإسلامية، فمن دار كريستيز التي أقامت معرضها «فنون من العالم الاسلامي» أمس والذي قدمت فيه مجموعة من المخطوطات الإسلامية والقطع الفنية النادرة، الى مزاد دار بونهامز والذي يقدم خنجر الامبراطور المغولي شاه جاهان كقطعة اساسية يتوقع لها ان تباع بمبلغ خيالي، الى مزاد دار سوذبيز والذي يقام اليوم.

ويقول سيمون وارين، مسؤول العلاقات العامة لقسم الفن الاسلامي، ان المزاد يعتبر الأضخم في تاريخ الدار في مجال الفن الاسلامي ويتوقع ان يبلغ مجمل مبيعاته 9 ملايين جنيه استرليني. ويشير وارين الى المساحة الواسعة التي احتلتها المعروضات التي انتشرت على مساحة أربعة غرف بالإضافة الى صالة خاصة لعرض قطع السجاد.

المزاد يقدم حوالي 400 وحدة تضم مجموعة نادرة تنوعت بين القطع المعدنية والمخطوطات لأسلحة والفخاريات والمنسوجات الى جانب الرسومات التي تحتل غرفة منفردة. المعروضات تمثل مرحلة زمنية شاسعة تمتد من القرن السابع الميلادي وحتى القرنين التاسع عشر. ولضخامة المجموعة فسوف يتم البيع على فترتين بدءا من الساعة العاشرة صباحا.

ومن أهم القطع المعروضة قطعة ذهبية تعود الى الحقبة الأندلسية وهي عبارة عن «مشبك» حزام صنع في الفترة ما بين 1230 و1492 ميلادية وتحمل جملة منقوشة «العز لمولانا السلطان»، وتعتبر القطعة المتفردة في جمالها مثالا على جمال صناعة الذهب في القرن الرابع عشر، وتتميز بحالتها الجيدة والاسلوب الجمالي البديع في الصياغة، ويتوقع لها ان تتوج المبيعات في المعرض حيث يتوقع لها سعر يزيد على 600 ألف جنيه استرليني.

وفي إحدى غرف المعرض توجد مجموعة الكعبة الشريفة وتضم حزاما من ستار الكعبة وقطعا من الكسوة الشريفة، بالإضافة الى مفتاح للكعبة يعود الى العصر العباسي، ويشير دليل المعرض الى انه ضمن مجموعة مملوكة لشخصية لبنانية ويقدر سعره بين 400 و500 ألف جنيه استرليني. وعلى جدران هذه الحجرة تتوزع مجموعة بديعة من قطع القماش المشغولة بخطوط الذهب والفضة وتحمل آيات من القرآن الكريم بخط بديع على أرضية من المخمل. ومعظم تلك القطع بحالة جيدة، وتشير المعلومات المرفقة مع إحداها الى ان ثلاثا من تلك الستائر كانت معلقة في حجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحرم النبوي على فترات متباينة من القرن الثامن عشر. ويبدوان حجم الاقبال، الذي حظي به المزاد الذي قدم قطعا من كسوة الكعبة في مزاد سوذبيز في شهر أكتوبر الماضي حيث حققت القطع ارقاما قياسية تخطت التوقعات، كان السبب وراء طرح المجموعة الحالية من الستائر وقطع الكسوة والتي تقول الدار انها اكبر مجموعة في تاريخها. ويصل عدد الستائر من المسجد النبوي وقطع كسوة الكعبة المعروضة اليوم الى 14 قطعة يقدر لها مجتمعة مبلغ مبدئي يصل الى 920 ألف جنيه استرليني، ولكن من المتوقع ان يتخطى المبلغ النهائي كل التوقعات وان تصل اسعار تلك القطع الى ارقام خيالية نظرا لمكانتها الدينية وقيمتها الاثرية والفنية ايضا.

ومن بين تلك المجموعة يبرز حزام الكسوة، وهو حديث العهد نسبيا، اذ يعود الى بدايات القرن العشرين ويقدر له سعر مبدئي يتراوح ما بين 120 ألف جنيه الى 160 ألف جنيه استرليني. وتلي قطعة الحزام في توقعات خبراء المزاد ستارة الحجرة النبوية من المخمل الأحمر مشغولة بخيوط الذهب التي تشكل ازهارا وفروع اشجار تحيط بآيات قرآنية من سورتي الكرسي والفاتحة. والقطعة بديعة التفاصيل وتبدو بحالة جيدة عموما ويتوقع لها ان تباع بمبلغ ما بين 100 الف و500 الف جنيه استرليني. وبالنسبة لبقية ستائر الحجرة النبوية فهي تحمل ختم السلطان محمد الثاني من القرن الـ1223 هجري وتتميز بالزخارف المتداخلة ويتوقع ان تباع القطعتان بمبلغ ما بين 80 ألف الى 120 ألف جنيه استرليني.

وفي الحجرة المجاورة توجد مجموعة كبيرة من السيوف والخناجر والدروع بالإضافة الى خوذات معدنية، ويكاد المرء يسمع صهيل الخيولل ووقع حوافرها في تلك الحجرة التي تعرض تلك المجموعة من الاسلحة التاريخية.

بعض تلك السيوف يحمل آثارا تدل على استخدامه في المعارك والبعض الآخر يبدو كأنه لم يستخدم الا لأغراض الزينة. ويبدوان الامبراطور المغولي شاه جهان حصل على نصيب الأسد في مزادات هذا الأسبوع، ففي الوقت الذي تعرض له صالة بونهامز خنجرا مرصعا بالذهب وتتوقع ان يكون نجم مزادها المقام غدا، فدار سوذبيز تقدم ايضا قطعة تعود للإمبراطور المغولي الذي بنى التحفة المعمارية «تاج محل». وتعرض له الدار سيفا يحمل اسمه محفورا على النصل، وهذا السيف الذي صنع في الهند في عام 1055 هـ، يقدر له ان يباع بمبلغ يتراوح ما بين 30 و40 الف جنيه استرليني. ومن الحرب الى صور الأباطرة والحكام، حيث تختلف الحجرة التالية في معروضاتها وتقدم عن طريق اللوحات صورا للحكام المغول والفرس والحياة في البلاط الامبراطوري. وفي الحجرة التالية تطالعنا مجموعة من المخطوطات التي تمثل نماذج بديعة للخط العربي، بينما تقدم الحجرة الأخيرة مجموعة من قطع المجوهرات النادرة، ومنها قطعة فريدة من الذهب المطعم بالياقوت والزمرد وحبات اللؤلؤ، والقطعة كانت توضع على الرأس. وبالنسبة لمرتادي المزادات فمن المتوقع ان تكون المزايدات ساخنة في مزاد اليوم وحتى لمن لا يريد أو لا يستطيع الشراء فمجرد وجوده في نفس المكان مع كل تلك القطع الفريدة يعد تجربة لا تنسى.