مفتاح الكعبة المشرفة يحصد 9 ملايين جنيه إسترليني في سوذبي

في مزاد مشحون بالإثارة

TT

كما كان متوقعا احتشد الحاضرون في قاعة سوذبي للمزادات لحضور مزاد «فنون من العالم الاسلامي»، وامتلأت القاعة بالحضور، ما اضطر الكثيرون الى الوقوف لعدم توفر اماكن للجلوس. المزاد بدأ منذ الساعة العاشرة صباحا وامتد لاكثر من خمس ساعات، ورغم طول المدة الا ان القاعة لم تخل من المزايدين والوسطاء المتفرجين.

وبدا بحق ان المزاد هو الاكبر من نوعه، اذ انه يجمع ما يقرب من 400 قطعة نادرة، قدرت بمبلغ يتراوح ما بين 9 الى 13 مليون جنيه استرليني. وبدأ المزاد بداية اثارت الحماسة بين الحاضرين، حيث بيعت مخطوطة عليها آيات قرآنية من القرن الثامن الميلادي بمبلغ 513.300 الف جنيه استرليني، وهو مبلغ تخطى التوقعات المبدئية للمخطوطة، التي توقفت عند 120 الف جنيه. ومع عرض مجموعة الستائر من المدينة ومكة هيمن جو من الترقب على القاعة، اذ حبس البعض الانفاس استعدادا للمشاهدة او المزايدة على تلك القطع الفريدة، التي علقت على جدران القاعة ومنحتها بهاء وجلالا خاصا. وبدأت المزايدات على الستائر وتخطت جميعها التوقعات، ووصل سعر احداها الى 423700 جنيه استرليني، وهي ستارة من الحرير الاحمر حملت كتابات بديعة بخيوط الفضة المطلية بالذهب من سورة الحجرات وحديث نبوي شريف واسماء الخلفاء الراشدين.

ومع عرض مفتاح الكعبة المشرفة زاد عدد الحاضرين وبدا واضحا ان الكثيرين حضروا لمعاينة القطعة النادرة، وللمزايدة ان امكن، اذ ان السعر المبدئي للمفتاح كان بين 400 الى 500 الف جنيه استرليني. ولكن كما كان متوقعا فقد أخذ السعر في الازدياد حتى ظن البعض انه لن يتوقف عند حد، فالمزايدون داخل القاعة والمزايدون عبر الهاتف والوسطاء بدوا انهم مصممون على المضي في المزايدة للحصول على القطعة. وبعد ان تخطى المبلغ حاجز المليون جنيه استرليني تركزت المزايدة بين اثنين من الوسطاء. وتحول الجالسون بأنظارهم من راعي المزاد الذي استند بيديه الى المنصة امامه متابعا السباق الحامي الى الشخصين اللذين انهمك كل منهما في الحديث على الهاتف مع المشتري الاصلي، مشيرين بالتناوب الى راعي المزاد برغبتهما في رفع السعر مثيرين همهمات الدهشة.

وأخيرا توقف احد الرجلين عن المزايدة واستقر المزاد على الرجل الاخر الذي قدم سعرا خياليا وصل الى 9.200 مليون جنيه استرليني. وعندها انخرط الجمهور في عاصفة من التصفيق، وكأنهم يباركون للمشتري ويعربون عن سعادتهم لمشاهدة تلك اللقطة الحية.

بعد تلك الجرعة من الاثارة انصرف الكثيرون من القاعة واستمر المزاد على بقية القطع، التي بيعت باسعار مرتفعة الى حد كبير وان كانت لم تفلح في خلق حالة الترقب التي اثارها سعر مفتاح الكعبة. ومع ذلك فقد سجلت قطع اسعارا مرتفعة، مثل مبخرة من النحاس على شكل اسد من القرن الثاني عشر التي بيعت بمبلغ 300,500 جنيه استرليني. كما بيعت لوحة زيتية تصور الامبراطور المغولي علي شاه كاجار بـ 468,500 جنيه ومحراب من القرن العاشر بمبلغ 200 الف جنيه.

وأثارت مجموعة من القطع الخشبية المزخرفة من توليدو وقرطبة الكثير من التعليقات والاهتمام، اذ تبارى عليها المشترون عبر الهاتف ووصل سعر احداها الى 55 الف جنيه استرليني والاخرى الى 19 الفا، واشتراهما شخص واحد، وهو ما جعل راعي المزاد يقول مداعبا «هل تريد بناء منزل بهذه الاخشاب؟»، ولكن يبدو ان الحنين للأندلس المفقودة اشعل المزايدة على تلك القطع التي تميزت بجمال الزخارف.

فيما سجلت القطعة الرئيسية في المعرض، وهي مشبك حزام من الذهب مبلغا قياسيا، وان كان لم يتخط حاجز المليون، اذ توقفت المزايدة عليها عند مبلغ 983,700 جنيه، مما جعلها ثاني قطعة من حيث السعر الاعلى في المزاد. وان لم يضم المزاد الا هاتين القطعتين لكان ذلك كافيا للوصول الى المبلغ الاجمالي المتوقع للمزاد، الذي يستحق ان تصفه دار سوذبي بأنه الاكبر من نوعه في تاريخها.