آثار مصر الغارقة تحل ضيفة على مدريد

في المحطة الرابعة لجولتها الأوروبية

لوحة باللغة الهيروغليفية تتصدر معروضات “آثار مصر الغارقة” في مدريد (رويترز)
TT

بعد ان امضى عاما متجولا في المتاحف الاوروبية حل معرض «آثار مصر الغارقة» ضيفا على مدينة مدريد بإسبانيا في تظاهرة ثقافية سبقتها ضجة إعلامية وترقب واضح من الجمهور الاسباني. ويضم المعرض الذي زار باريس وبرلين وبون حتى الان 489 قطعة أثرية تم انتشالها من أعماق البحر المتوسط في مدينة الاسكندرية بالتعاون مع بعثة المعهد الأوروبي للآثار الغارقة العاملة في الإسكندرية منذ أوائل التسعينات في القرن الماضي. وهذه القطع لا تمثل إلا جانبا محدودا من الاثار الغارقة المكتشفة في مصر، ومنها قطع ضخمة وتماثيل عملاقة نقلت جوا وبحرا لتتجول في أوروبا لمدة عامين. ويتم توجيه العائد المادي للمعرض إلى تمويل الدراسات والتصميمات اللازمة لإقامة أول متحف للاثار الغارقة في الإسكندرية. ويضم المعرض لوحة حجرية عليها تقويم قديم تعد فريدة في نوعها بالإضافة إلى أحجار من الغرانيت الأسود بنقوش هيروغليفية ويونانية. وكان عدد الزوار للمعرض بمدينة برلين قد وصل إلى 250 ألف زائر وبباريس إلى 600 ألف زائر.

وتنتمي القطع المعروضة الى عدة متاحف مصرية منها (39 قطعة أثرية من متحف الاسكندرية القومي، و48 قطعة أثرية من المتحف اليوناني الروماني، و30 قطعة أثرية من متحف مكتبة الاسكندرية، إضافية إلى 372 قطعة أثرية من الادارة العامة للآثار الغارقة) باجمالي قيمة تأمينية قدرها 41.692) مليون دولار أميركي) أشهرها تمثال إله النيل «حابي» وتمثال الآلهة ايزيس ومسلة تزن 18 طنا بارتفاع 6 أمتار.

وقد ارتبطت معظم الاثار الغارقة بأحداث تاريخية هامة خاصة سنوات الاحتلال الفرنسي لمصر والمعارك التي دارت بين الفرنسيين والانجليز وانتهت باحتلال الانجليز لمصر في عام 1882.

وخلال الحملات الكشفية عثر العلماء على قطع من الأساطيل الحربية للفرنسيين، وبعض مدافع «نابليون بونابرت» إضافة إلى بعض التماثيل التي تعود للعصر اليوناني والعملات المعدنية التي تعود إلى العصر الإسلامي. كما تم الكشف عن مجموعة تماثيل لأبي الهول بالعصر البطلمي، وتمثال لأحد الكهنة ويحمل إناء كانوبيا، ومجموعة من الحلي والعملات الذهبية والفضية والبرونزية. وقد استطاعت البعثة الأوروبية والمجلس المصري الأعلى للآثار عام 1996 رسم خريطة كاملة لخليج «أبو قير» وتحديد أكثر من 70 موقعا تمثل أماكن مواقع أثرية قديمة وأسطول نابليون الغارق. وتم الكشف عن سفينة القيادة «الأورينت» و8 مدافع وزن كل منها 8 أطنان وعملات ذهبية، بالإضافة إلى الكشف عن مدينة «كانوب» عام 2000 الذي يعد الإنجاز الأهم للبعثة في المنطقة. كما استطاعت البعثة نفسها تحقيق اكتشاف علمي برسم خريطة طوبوغرافية علمية دقيقة لمواقع للميناء الشرقي. ونظرا لأهمية هذه الكنوز، فقد حرصت الحكومة على أن تعد متحفا تحت الماء في الإسكندرية، بما يجعله الأول في منطقة الشرق الأوسط ليشاهد الجمهور هذه الكنوز النادرة، وإبراز الطرق التي تم انتشالها بها، والتي تأخذ شكلا علميا رائعا، ووضع خريطة داخل المتحف توضح أماكن وجود آلاف وما تم استخراجه من تحت مياه البحر. واستلزم هذا الانتشال مشاركة فرق من الغواصين والاستعانة بأساليب كشف الكترونية وتقنيات جيوفيزيائية حديثة، وكذلك استخدام أجهزة قياس بالرنين المغناطيسي النووي والسونار لتنفيذ أعمال الكشف بعد دراسات طوبوغرافية وفيزيائية.