مصر: اسم «المطبعة السرية» لاختبارات الثانوية العامة يثير رعب ألوف الممتحنين

طالبات يتفوقن وطلاب يتحايلون والحكومة تطالب بأسئلة «من المناهج المقررة»

طالبات الثانوية العامة في مصر حققن أفضل من الطلاب في السنوات الماضية («الشرق الأوسط»)
TT

يتزايد قلق محمد عبد المجيد، أكثر من شقيقته نورا، مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة. وما إن بدأ اسم «المطبعة السرية» التي تطبع تلك الامتحانات يتردد في وسائل إعلام محلية بمصر، منذ يوم أول أمس، حتى بدأت تحذيرات أطباء وتربويين للطلاب من تعاطي المهدئات أو السهر على الاستذكار لأوقات متأخرة من الليل، مع اقتراب موعد الامتحانات المقرر أن يخوضها نحو 400 ألف طالب وطالبة بداية من السابع من يونيو (حزيران المقبل). وبحسب خبراء ما زالت أسر مصرية تعوِّل على أولادها أكثر من بناتها في تعزيز وضع الأسرة اجتماعيا واقتصاديا. وقال إحصاء حكومي إن الناجحين الذكور في الثانوية العامة عام 2006 كان 46 في المائة مقابل 53 في المائة من الإناث.

وربما بسبب قلة الضغط العصبي الواقع عليهن تتفوق البنات على البنين في نتائج الامتحانات، مع ان اسم «الثانوية العامة»، وحده، مرعب للطلاب المصريين بشكل عام، مع تفاوت في الدرجات، إذ قال استطلاع لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري يرجع لعام 2006 إن 83 في المائة من طلاب الثانوية العامة استعانوا بدروس إضافية (خاصة) لزيادة قدرتهم على تحقيق نتائج مرضية في الامتحانات.

وبعد نحو شهرين من شكوى لنواب ومسؤولين حكوميين بالبرلمان من لجوء طلاب مصريين لمدارس ثانوية، عربية وأجنبية، للتغلب على رهبة امتحانات الثانوية العامة بمصر، كشفت وزارة الداخلية المصرية عن عملية تسفير لطلاب مصريين لدولة المجر للحصول على الثانوية العامة هناك، قائلة في بيان إنها تلقت بلاغاً من طبيبين ورجل أعمال بتعرضهما لاحتيال من شخص أوهمهما بقدرته على إلحاق أنجالهما بالمدارس الثانوية بدولة المجر.. «تمهيداً لحصولهم على الثانوية العامة المجرية لتمكينهم من الالتحاق ببعض كليات القمة بالجامعات المصرية وحصل من كل منهم على مبلغ 15 ألف يورو».

ويتطلب الالتحاق بجامعة مصرية من تلك المعروفة باسم «جامعات القمة»، كالطب والهندسة، الحصول على درجات عليا في نتيجة امتحان الثانوية العامة. ورغم حفظه للمنهج الدراسي، واتباعه إرشادات أطباء وخبراء علم نفس وتربية تنشر بصحف محلية، عن ضرورة ابتعاد طلاب الثانوية عن الإفراط بالسهر أو تناول المنبهات، مع اقتراب الامتحان، يتخوف الطالب عبد المجيد، من المدرسة الثانوية بمرسى مطروح (غرب)، من أسئلة صعبة في مادة الفيزياء قد لا تمكنه من الالتحاق بكلية الصيدلة، تحقيقاً لرغبة والده. وما أن يتردد اسم «المطبعة السرية» التابعة لوزارة التعليم المصرية في الصحف في أواخر الربيع من كل عام، حتى تشدّ عشرات الآلاف من الأسر الطوارئ في البيوت نهاراً وليلاً إلى أن تنتهي امتحانات الثانوية العامة التي يعتبرها غالبية المصريين القول الفصل في مستقبل أبنائهم الجامعي وبالتالي العملي. واسم «المطبعة السرية» بدأ يتردد في مصر منذ يوم أول أمس ، ناشراً الرعب ومؤذناً بقرب انتهاء تلك المطبعة التي تقع في ضاحية المنيرة بالعاصمة المصرية، من تنسيق أوراق الأسئلة وطباعتها، وتوزيعها في وقت لاحق على آلاف مدارس الثانوية لإجراء الامتحانات الشهر بعد القادم.

وبينما قالت مصادر مقربة منه، إن وزير التعليم المصري، الدكتور يسري الجمل، نبَّه بشدة على لجان وضع الأسئلة أن تنتقيها «من صميم المناهج الدراسية المقررة»، أوضحت ذات المصادر أن رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، الدكتور رضا أبو سريع، طلب هو الآخر أن «تخلو الأسئلة من الغموض والاستفزاز»، إذ أدت مثل هذه الأسئلة أثناء الامتحانات التي تجري عادة في بداية كل صيف، لحالات إغماء وبكاء وشكاوى من طلاب وأولياء أمورهم. وفي آخر تقرير له قال مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري إن عدد الناجحين في امتحانات الثانوية العامة من الإناث تفوق على عدد الذكور، إذ بلغ عدد الإناث ما يزيد على 203 آلاف بقليل، بينما لم يتعد عدد طلاب الثانوية العامة الذكور الـ 176 ألفا، من إجمالي عدد الناجين بالثانوية العام البالغ في العام 2006 أكثر بقليل من 379 ألف طالب وطالبة.